أحببتُ غبية !!

1.7K 62 77
                                    

أحببتُ امرأةً تَدرس الحقوق ، تفهم الدستور ، تتلاعب بالقانون ، فصيحة اللسان ، حُلوة المعشر ، فاتنة المظهر .

حدقتيها كجرتي عسل ، بل كحجري كهرمان ، شفتيها حمراء ممتلئة ، كل ما صدر منها حرفًا شكلت قلبًا ،و في وسط خدها الأيمن ، حفرةً مدورة تظهر كل ما ابتسمت، فيسقط قلبي بها عشقًا .

و إن حدث و مدحتها أو غازلتها تحمرُ خجلاً ، فينمو على كل خدٍ بستان ورد ، و أما بشرتها البيضاء كالقشدة ، تزيد على الجمال جمال ، لتثبت أن النساء هن الدواء ، و لا يطيب العيش دونهن.

و ما جعل أجراس قلبي تدق ، معلنةً الوقوع في الحب ، هو عفتها و التزامها بحجابها ، و حياءها الذي يتحدث عن تربيتها ، و خشيت أن تُسرق مني بسبب أحمقٍ قويَ القلبِ يعترف لها قبلي ، قررتُ المجازفة و التقدم ...

فكما يقال ، خيرُ البر عاجله ...

و في سبيل لقاءنا قررت أن أُسقط في المرة الأولى قلمي ، كما سقط لحظة رؤيتي لها قلبي .

أعلم أنها خدعةً تقوم بها النساءُ عادةً ، كأن تسقط منديلاً مثلاً ، و لكن أنا رجلٌ مناصرٌ لقضية المساواة ، و بالتالي لا فرق بين رجلٍ أو امرأة في الحب .

و لحظي الجميل العثر الذي لم ينصرني يوماً ، كل من في قاعة المحاضرة لاحظ القلم إلا المقصودة ، و كأنها باتت معلولةً بالعمى على دوري أنا !!

في المحاضرة التالية قررت أن أُسقط شيئاً أكبر و أوضح ، غلافه أبيض اللون ، صفحاته في حدود المائة و الثمانون ، مكتوب على غلافه بالخط العريض الذهبي المواريث ، و أنا على يقين أن كتابًا بهذا الحجم لن يغيب لا عن نظرها و لا صوت وقوعه عن أذنيها ، و بالفعل فعلت ...

و يا ليتني لم أفعل فمن التقط الكتاب كان دكتور المادة ، و ليست من أحب التي تسير بسلام في مقدمة القاعة !!

و لكن مع كل العثرات التي تقف أمامي ، و خطط الأعداء و الصهاينة لتشتيتي ، لن استسلم إلى أن أفوز بها ، و أجعلها زوجتي و مليكتي .

و كما يُقال المرة الثالثة هي الرابحة أو الراجحة ، قررت حينها أن اسقط أنا بنفسي أمامها ، و هذا ما حدث في صباح يوم الأحد أمام سيارتها تحديدا ، و لو لا لطف الله وقتها لمِتُ دعسًا .

و أخيرًا حصل اللقاء و التعارف ، لينتهي بنا الأمر أصدقاء ، لأُحبس في حلقة الصداقة هذه إلى أربع سنوات من العذاب و القهر ، فتلك المرأة لماحةٌ ذكية في كل شيء في الحياة إلا الحب .

فأنا ألمحُ لها أني أحبها ، و أريد قربها لتكون زوجتي و أماً لأولادي ، و هي تتحول وقتها إلى حمارة ، لا تفهم ولا تفقه و لا تعقل .

أعلم أن غبائها لطيفٌ مضحك ، مما يجعلها حمارة ظريفة ، و لكن طفح الكيل إلى متى سأبقى كصديق .

أحببتُ غبية!|©2018حيث تعيش القصص. اكتشف الآن