صوت حاد عال متواصل كان يهدر كأسراب النحل،
فتح عينيه ببطء لينظر، كان ممدا على الأرضية الخشبية الباردة،
نهض بصعوبة ليمسك رأسه بألم و يتمتم بسخط للصوت المزعج الذي لا يتوقف،
نظر في الأرجاء للأثاث القديم، أريكة متهالكة و رف خشبي يحمل بعض الأغراض من بينها راديو قديم،
استمر الصوت المزعج فجر قدميه بإرهاق ليتبع مصدر الصوت،
من الصالة للمطبخ، ثم لغرفة صغيرة توقف عندها.كان الصوت يصدر من هناك، من خلف رجل يعمل بإنهماك على شيء ما،
كانت الحجرة شبه مظلمة عدا من الضوء المصباح القديم المتدلي من السقف،
اقترب من الرجل ببطء و فضول لتتسع عيناه دهشة،
كان رأسه رأس حيوان بري،
كان يقوم بتقطيع جثة بالمنشار، ثم إقحام يده في الأحشاء بحثا عن شيء ما.شعر بالغثيان و الهلع الشديد حتى كاد أن يصرخ،
لكنه كتم أنفاسه بصعوبة لينسحب للخلف ببطء و حذر كاللصوص،
ليخرج من الحجرة بسرعة إلى المطبخ المجاور.جثى على الأرض ليضع يديه على فمه ليكتم صوته تماما، كانت دموعه تجري على خديه، عيناه متسعتان للآخر و هو يفكر في المصيبة التي وقع فيها الآن،
مضت عدة دقائق و هو يحاول تذكر ما جرى،
هل خطفه شخص ما؟ هل هذا كابوس؟ و ما الذي جاء به لهذا المكان؟
لم يعثر على أية إجابة، كان عقله خاويا تماما،
أغمض عينيه للتنفس بعمق ليهدأ قليلا من نوبة الذعر ثم نهض لينظر في الأرجاء عن وسيلة تخرجه من هناك.كان أول ما وقعت عليه عيناه هي النافذة في المطبخ، فهرع نحوها بسعادة غامرة ليفتحها بسرعة هاما بالقفز، إلا أنه توقف عندما نظر للأسفل، كانت الأرض بعيدة، بعيدة جدا حتى لا يكاد يراها، بالإضافة للمبنى السكني المظلم المجاور الذي لا أثر للسكنى فيه،
لم يكن يستطيع المخاطرة بالصراخ لكي لا يفقد حياته.انسحب للخلف بهدوء ليغلق النافذة ببطء بعد أن شعر بالمرارة، فاتكأ على الفرن ليلاحظ الصحيفة القديمة،
أسرع بحملها لقراءة خبر ما،
حوت الصحيفة مجموعة من الأخبار، أبرزها هروب المجرم السفاح عنتر و فقدان مجموعة من السياح، فأبعدها برعب و هو يتخيل ما جرى،
اشتم رائحة شيء غريب في الفرن،
فدفعه فضوله لسحب مقبض الفرن ليصدر صريرا عاليا...تجمد في مكانه بعد أن طغى عليه الخوف، متصببا عرقا في انتظار ظهور السفاح،
لكن السفاح لم يأت، يبدو أنه مشغول لدرجة أنه لم يسمع ذلك الصوت المزعج فابتعد من الفرن بعد أن قرر ألا يلمسه مجددا،
تلفت في الأرجاء ليرى السكين على الطاولة، حملها بسرعة و فكرة سوداء تدور في رأسه.ابتعد عن المطبخ ليذهب للصالة و هو يتأمل السكين الصغيرة، إنها ليست سلاحا كافيا لمواجهة ذلك الشيطان، علاوة على أن ذاك يحمل منشارا في يديه و له الأفضلية بالتأكيد،
فتنهد بخيبة أمل و هو يتأمل النصل ليجد كلمات منقوشة على النصل:
' جاك السفاح، ملك القاتلين"تأمل العبارة للحظة و هو يفكر، هل هذا هو جاك السفاح حقا؟
لا بالطبع، ذلك مجرد أسطورة، علاوة على أنه يمكنه رؤية برج القاهرة من النافذة.اقترب من الدولاب الخشبي ليفتحه، كان مغلقا برمز سري،
مكون من أربعة خانات، إثنتان باللون الأحمر و إثنتان باللون الأزرق،
رفع السكين للأعلى و قد انتبه للتو بأن كلمة جاك قد كتبت باللون الأزرق، و كلمة ملك باللون الأحمر.جلس على الأرض بهدوء و هو يفكر في تلك الأحجية السخيفة، مع سماعه لصوت المنشار الكهربي كان الدم يغلي في عروقه،
ساعده الأدرينالين ليقلب الأمر في عقله بسرعة،
ماذا لو كان يقصد أنها أرقام؟
جاك، الملك، أرقام....ردد الكلمات بخفوت لتأتيه فكرة و يرفع حاجبيه بدهشة، إنها أوراق اللعب.
ورقة الملك، ورقة الوزير أو جاك في اللغة الإنجليزية.
ورقة الملك تقابل الرقم ثلاثة عشر في أوراق اللعب،
بينما ورقة جاك تقابل الرقم أحد عشر،
فنهض بسرعة ليدخل الأرقام و يفتح الخزانة،
احتوت على دمية قماشية كبيرة فقط.تنهد بأسى و هو يتأمل الدمية البيضاء المتسخة التي هي بطوله تقريبا،
نظر حينها نحو الباب فواتته فكرة،
فأسرع للمطبخ و نظر نحو النافذة، بما أن الباب موصد فيمكنه إحداث بعض الجلبة ليخرج السفاح، بينما يمكنه الهروب بعد ذلك.فتح النافذة ليدعو في سره قبل أن يلقيها لتسقط نحو الأسفل و تحدث صوتا عاليا، عندها..
توقف صوت المنشار ليسمع صوت خطوات تقترب منه.
أنت تقرأ
غرفة القتل
Horrorفي ذلك المكان النائي، قدره السيء يوقعه في الغيهب مع سفاح هارب له رأس خنزير. *ملحوظة: مناسب لمن هم فوق الرابعة عشرة، لإحتواءه على بعض التفاصيل المزعجة. *الشكر لمصممة الغلاف: @Dee--Dee