غريب في بلدي ج1

552 11 0
                                    


ملاحضة : هذه القصة قد تحتوي بعض العبارات الخادشة للحياء وبعض الجمل باللهجة العامية العراقية لتصوير الواقع بأوضح صورة ممكنة .

جيشنا العظيم ذلك الجيش الذي لطالما كان سورا يحتمي به الوطن وأملا تُعلق به الآمال في المحن , ذلك الجيش الذي دفع عنا شر الارهاب يقف اليوم بالضد منا لمطالبتنا بحقوقنا , فيا عجبا كل العجب من حقوقٍ تُطلب وظلم يُعطى!!

وكأن المفاهيم قد انعكست لدينا !

يستقبل المسجد أمامه بصيحات وهتافات من الحاضرين ليجلس على منبره ويكاد ذقنه يلتصق ببطنه من فرط ما يأكل ويتكلم مع الحاضرين المنخورين من الفقر عن الزهد , والقناعة , والرضا والتسليم بما اعطانا لله ! وكأن هؤلاء نسو اوتناسو أن مقياس التفضيل الالهي هو السعي لا التسليم (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ) ﴿٣٩ النجم﴾

يجلس ذلك المثقف على شاشة حاسوبه ليغرد بتلك الكلمات العذبة عن العدل والحقوق والمساوت والحرية بعيدا عن من يطالبون بها على ارض الواقع !

أفتح عيني ولا أشعر بجسدي المضرج بالدماء رأسي , يدي, قميصي الممزق كلها مليئة بالدماء لا أعرف موضع الألم أشعر وكأن جسدي محطم ماديا وقلبي منكسر معنويا

جالسا في غرفة لاتسعني وتمنعني من الوقوف لدنو سقفها وكأنها قفصا مهيئ للبهائم وعلى جانبها نافذة مكسورة يدخل منها الهواء البارد لا اعرف سبب وجودي في هذا المكان خرجت صباحا لمظاهرة سلمية منظمة مطالبا بحقوقي المسلوبة وبعد وهلة تُقبل علينا تلك الملابس المرقطة التي يرتديها اشخاص كأن الله قد نزع الرحمة من قلوبهم بهرواتهم السوداء ضربة على يدي , واخرى على ظهري وثالثة على رأسي ف افقد شعوري لأستيقظ في هذا المكان ... انه السجن ! سجنٌ يُسجن فيه المسروق بدل السارق , المظلوم بدل الظالم ,البريئ بدل المجرم أسمع صراخا قادما من الباب يبدو انه صوت اقراني من المتظاهرين يتم تعذيبهم يقطع الصراخ هرولة من عدة اشخاص يقفون بالقرب من باب زنزانتي ليكلموا شخصا يبدو انه ضابط ذو رتبة عالية : سيدي هذا واحد من المخربين متصوب ليرد عليهم : وشسويلة ذبو جوة مثل الجلب الى ان نحقق وياه !!

صُعقت مما يحدث وكأننا في مواجهة استعمار لا رحمة له !

بعد وهلة يُفتح باب زنزانتي لأرى امامي شخصا اسمر البشرة طويل القامة واسع المنكبين متهجم الوجه لم ينطق إلا بكلمة واحدة جيبوه ..... !

غريب في بلديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن