الثالث // حجر، ورقة، مِقص.

5.1K 828 91
                                    

"حجر، ورقة، مِقص." تمتمت برايدن و حركت يدها بينما حركَ هاري يدهُ أيضَاً لينتهى به الأمر يختارُ مقصاً بينما برايدن شكلت قبضتها على شَكل حجر.

إتسعت إبتسامة برايدن و صاحت بسعادة لينظُر لها الجميع بغرابة مُصاحبة بإشمئزاز فإنتهى بها الأمر مثل الجميع..عابِسة.

أناملُ هاري إمتدت ليرفَع ذقنها نحُوه، رفعَ إبهامهُ لها كتشجيع و إبتسَم.

أشار بيدهِ مجددًا ليخبرها أنهم سيكملون اللُعبة.

كلاهما عادَا يحركان أياديهما لينتهي الأمر بهاري هو الفائز حيث إختار المقص و برايدن إختارت الورقة.

أعادا الكرّة، مراراً و تكراراً لجولات متتالية و في نهاية الأمر فازت برايدن و إكتفى هاري بمراقبتها و الإبتسام.

لأن الإبتسام..كانَ أكثر ما يفعله، و الأجمَل.

إبتسامته الصغيرة، أنسَت برايدن الطريق الطويل و زحمة السير و وجوه البشَر ذات العبوس و العُقدة ما بين حاجباي كُلٌ منهُم.

"أعتذرُ منكم أيها الرُكاب، و لكن يبدو أن الطريق لن يسير اليوم. هُناك حادثة سير و حافلة مدرسية إنقلبت و هناك عدّة أطفال عالقين داخلها. لذَا أنصحكم بمغادرة الحافِلة و السَير."شُرطيّ ما صعدَ إلى الحَافلة و تحدّث ثمّ إنصرف بعدها على مَضض.

 
أمسكت برايدن الدفتر و كتبت لـهاري ما قالهُ الرجل فتنهد هاري و إبتسم ثمّ سحب منها القلَم و بدأ يكتُب،"إذَن لنسيِر."

"إلى أين تتجهُ أنتَ على أيّ حال؟" ببطئ كتبت هي.

"إلى اللامكان، كما أخبرتُكِ نهاية العالم اليوم." كتب في المقابل و مد الدفتر لها لتقرأهُ بينما تخرج بخطىً بطيئة من الحافلة.

"ألا تملكُ عائلة؟."

"إنهُم خارج البلاد." كتب مُجيبًا.

"هل حدثتهُم؟"

"فعلت." إبتسم و مدّ الدفتر لها و هكذَا بدأ كلاهما السَير في الشارع متجاورين.

"سأتجه إلى صالون أمي للتجميل، لقد إفتتحته اليوم." كتبت برايدن على دفتره الذي إمتلأت بضع صفحاته بكتاباتهِم.

"حسنًا، أيمكنني المجيئ؟" سأل بلُطف.

"بالتأكيد، سأحبُ هذا." برايدن إبتسمت تلقائياً و كتبت له مُضيفة،"عليكَ أن تُخبرني الآن لما تظنُ أن نهاية العالم اليوم؟."

"أنا لا أظنُ أن نهاية العالم اليوم، أنا أعلمُ أنها اليوم." كتبَ لها كردٍ و بطريقة ما هو كان يتغاضي عن إجابة السؤال المُتكرر 'كيف علم أنها نهاية العالم؟'

"حسناً تجاهل هذا ،سأسألكَ سؤالاً آخر.."كتبت له ليومئ بعد أن رفعت الدفتر صوب عيناهُ.

"لما تبتسمُ دائمًا؟."

عقدَ حاجبيه بعد فهم و مجددًا هو إبتسم، و كأن الابتسام شيء تلقائي لديه، كالتنفُس مثلاً.

"إنه مجانيّ..تعلمين." كتبَ لتقهقه و تحرك رأسها بينما تكتبُ له،"..أتحدثُ بجديّة."

مرر يدهُ في شعره معيدًا إياه للخلف، مما سمحَ لبرايدن مُلاحظة تلكَ الندبة الصغيرة على فكّه من الجهة اليُمنى.

"علّني أنقذُ حياة أحدهم." كتبَ و حرك كتفاهُ ببساطة.

"ماذا؟ هذا غيرُ صحيح. أنتَ لا يُمكنكَ إنقاذُ حياة أحدهم من مُجرَد الإبتسَام." كتبت برايدن و بدا من تعابير وجهها أنها غيرُ مدركة لما يحاول قوله.

"دعيني أخبركِ قصّة، و لكن..لنجلس أولاً." كتبَ لها و أشار بيده نحو أحد المقاعد القَريب.

و هكذا إتجه كلاهما ليجلسَا على المِقعد و أمسكَ هاري بالدفتر ثمّ بدأ بكتابة القصة لهَا.

"كان هُناك رجلٌ صيني يُدعَى تشُو..كان مُكتئباً، وحيدًا و شديد الحزن." رفعَ الدفتر أمام عينيها لتومئ هي بدورها بعد أن قرأت و يُعاود هاري الكِتابة..

"في أحد الأيام، قرر أنه إكتفَى. و أن عليه إنهاء حياتهُ البائسَة بالموت." عاد يرفع الدفتر نحو برايدن التي عبست تلقائياً لمَجرى أحداث القِصّة.

"لذا كتب رِسالة إنتحار و تركها في بيته ثمّ إتجه خارج منزله قاصدًا الذهاب إلى أحد مجاري الأنهار ليقفز من أعلَى أحد الجسور إلى النهر."

بعد أن رأت برايدن ما كَتب حركت يدها لتحثه على  الإكمال فعاد يكملُ الكِتابة.

"وقفَ على الجسر و نظرَ للأسفل، كان سيصعد السور ليقفز و لكن إحداهن عبرَت من جانبه و إبتسمت له بلُطف و براءة دون أن تُضيف شيئاً من الحديث."

إبتسامة واسعة أخذت طريقها لشفتاي برايدن بينما تنظرُ للدفتر بحماس.

"إبتسامتها البَسيطة و لطفها معه بطريقة ما أعطاهُ أملاً جديداً. مجرد إبتسامة واحدة وسط عبوسِ الدُنيا بأكملهَا، جعلهُ يحارب. جعله يتمسك بأخرِ أمل وجِدَ." هاري إبتسم و تنهد بعد أن مد الدفتر نحوها لتقرأهُ.

"ماذا حدث بعدها؟ هل وقعا في الحُب؟.."كتبت برايدن متسائِلة.

"بحثَ عنها تشُو كثيرًا حتى وجدها، كانت متزوجة و لديهَا طفلين يملكان إبتسامات جميلة و بريئة كخاصتها. و لكنه لم يكُن ليحزنَ بعدها فتلك الفتاة قد أنقذتهُ من قرار خاطئ كاد أن يتخذه، حيث أن تشُو بعد أن تراجع عن قرار إنتحاره عادَ لمنزله لا يعلمُ ما يفعل و لكنه وجدَ أهل القرية في إستقباله ليحتفلوا به فقد فاز في مسابقة أفضل جار في الحيّ و هكذا حصل على جائزة مالية كما أن العديد من أفرادِ عائلته فاجأوه في يوم ميلاده و توالت عدّة أحداث طيبة ليدرك أن تلك السيدة بالفعل أنقذت حياتَهُ."

بعد أن أنهى هاري كتابته إبتسمَ بفخر و أضاف جملتهُ الأخيرة قبل أن يرفع الدفتر أمام برايدن.

"و كُل هذا كانَ فقط بسبب إبتسَامة."

"هل هذه القصّة بالفعل حقيقية؟." برايدن بدت مأخوذة تماماً بأحداث القصّة.

"لا، لقد إختلقتها للتو."هاري كتبَ و ضحكَ بعد أن وقف عن الكرسي و بدأ يسير مُبتعدًا.

برايدن وقفَت هي الأخرى، إبتسمت ثم تبعتهُ إلى حيثُ يتجِه.

إبتسم \\ h.s حيث تعيش القصص. اكتشف الآن