الرَابع // أخر وجبة طعام.

4.7K 842 91
                                    

"أنا جائِع." كانَ هذا أخر ما كتبهُ هاري في دفتره قبل أن يُسلمه لبرايدن التي أومأت بالمِثل.

"أنا أيضًا."

"أعرفُ مطعمًا قريباً يبيعُ أفضلَ شطائر لحم على الإطلَاق." كتبَ لها لتعقد حاجبيها و تكتب في ردٍ لهُ: "أنا نباتيّة."

"حقًا؟." رفعَ حاجباً و كتب بخطٍ كبير.

"أجَل."

"إذن ستكون هذه فُرصتُكِ لتجربة اللحم، فكما تعرفين اليوم هو آخرُ أيامكِ على قيد الحياة." نبهها مُذكرًا بأن اليوم هو بالفِعل نهاية العَالم.

"أبدًا، لن أكل لحماً كان يخصُ إحدى الأرواح قبلاً." كتبت له ضاغطةً على القلمِ بقوّة.

"عزيزتي، هم خلقوا لهذا الغرض. هكذا قالَ الرب." عارضَ هاري لتتنهد مغلقة عينيها و حركت رأسها يميناً و يساراً.

"حسنًا لا تهتمي، لندخل و نجلب لكِ أي
شيء-للنباتيين- قد يمتلكه المطعم في قائمة الطعام." كتب مُديراً عيناهُ ثمّ أمسكَ بيدها ضاغطاً عليها و سحبها إلى داخل المطعَم.

إتخذا مجلساً على إحدى الطاولات في نهاية المَطعم. برايدِن سحبت قائمة الطعام و كذلِكَ فعل هاري و الذي سريعاً ما حدد طَلبُه.

"سأختارُ شطيرة لحم مزدوجة مع صوص الباربكيو و بطاطا مَقلية. ماذا عنكِ؟."كتب على دفتره الذي كان موضوعاً فوقَ طاولاتهما.

برايدن سَحبت القلم منه لتكتُب،"سأختارُ سلَطة خضراوات شامِلة."

"مُلل." حركَ شفتيه ببطئ حتى تستطيع قراءة ما يقوله فإبتسمت و حركت كتفيها ببسَاطة.

حضر النادل بعد بُرهة من الزمن، أخبرته برايدن بطلبهما ثمّ إنصرفَ بعد أن دوّنه في دفترِه.

المَطعم كان قد طَغت عليهِ مُوسيقى كلاسيكية
قَديمة، بجانب جُدرانه المُغطاة بالنقوشات و الطاولات كانَت قَديمة. و لكنه إمتلكَ روحاً دافِئة. و بساطة جذّابة.

صوت المُوسيقى مع أصوات المعالق و الأشواكِ تتخبطُ في الأطباق. كانَ الصوت الأكثَر وضوحاً و الطَاغي.

بينما بالنسبة لهَاري، كانَ الهدوءُ الكُليّ مُريحاً و الصمت نوعاً ما مُزعجاً..لأنها لا تُحدثه.

"حدّثيني." كتبَ هاري على الدفتر و قرأت برايدن ما كتبه.

"عن ماذا تُريد الحَديث؟.." كتبت مُتسَائلة.

"أنظُري، سأكتبُ كلمة ما و عليكِ كتابة أول ما يخطرُ في بالكِ و سأفعل أنـا أيضاً المِثل، أتفقنا؟."

أومأَت برايدن و نظرت للدفتر مُنتظرة منه كتابة شيء ما.

"الروك أند رول.." كتبَ.

برايدن سحبَت القلم منه سريعاً لتكتب، "طِلاء أظافرٌ أسوَد."

هاري سرعان ما كتب ما فكر فيه فور أن قرأ جملتها، طلاء أظافر أسود.

"عارضات الأزياء."

"كعوبٌ عالية."

"الرَقص." كتب هاري لتبتسم برايدن و تسحب القلم منه سريعاً.

"الهيب هوب."كتبت هي.

عقد هاري ما بين حاجبيه مُفكرًا قبل أن يكتُب،"ليام بايِن."

"أتعرفه؟ يا إلهي..أحبُ موسيقاه كثيرًا." تحمست برايدن حتى أنها بالخطأ قامت بقطع الورقة في الدفتر من قوة ضغط القلم عليها.

ضحك هاري و كتب ردًا لها:"إنه المُغني المفضّل لدَي."

"أنا أيضاً." إبتسمت نحوه ليخربش على الورقة سريعاً و كاتِباً،"لدينا ذوقٌ موسيقيّ مشترك."

ظهرَ النَادل و ببطئ وضع الأطباق فوق الطاولة.

بدا أنه مُنهك للغاية حتى أنه كان يُصارع ليفتح عيناهُ، هاري سريعاً ما أعطاهُ إبتسامة كبيرة و مشجعة للتخفيف عنه و تلقائياً وجدَ النادلُ نفسه يبتسمُ مُبادلاً لَه.

كانت برايدن تُراقب ذلك الحديث اللطيف و تُفكر في كم أن هاري يمنحُ أشخاصًا سعادة من مجرد الإبتسام لهم.

و هكذَا وجدت أنها تبتسمُ بإتساع للنادل كذلك قائلة لَه،"أحصُل على يومٍ سَعيد."

"شكرًا، آنستِي." تمتم النادل راحلاً من أمام طاولاتهما على وجهه إبتسامة راحة و سعادة ثمّ دخل المطبخ حيث يتم إعداد الطلبات.

سُرعان ما وقعت أنظارُ أحد الطباخين على وجه النادل المُبتسم فوجد نفسه بعد أن كانَ مُتعباً عابساً يبتسمُ أيضاً.

"هاي جوش، لما تبتسم؟" الطباخ سأل النادل جوش.

"لقد كان أحد الزبائن لطيفاً للغاية في مُعاملته هو و رفيقته كلاهما يملكان إبتسامات مُشرقة جعلتني أبتسِم معهم رُغمًا عني." ردّ جوش ببساطة ممرًا يداه في خصلات شعره الأشقر الداكِن.

"آوه كم أنت لطيف." إبتسم الطباخ بإتساع ثمّ عدّل قبعته و ملبسه و سريعاً ما حركَ بصره إلى مُساعدته و إبتسم لها لتبادله الأخرى الابتسام عاقدة حاجبيها ببساطة.

"لما تبتسم آيان؟" سألت محافظة على ذات الابتسامة و قد إقتربت خطواتٍ من مكانِه.

"لا شيء، فقط أحبكِ." همسَ مغيراً الاجواء داخل المطبخ بعد أن كانت مشحونة بالتوتر من كَثرة العمل و الجُهد.

سُرعان ما غزَت الابتسامة وجوه جميع من في المَطبخ بعدهَا.

كُل هذا بسبب إبتسامة..إبتسامة واحدة مجانية.

لأن أحياناً أبسَط الأشياء، قد تصنعُ فروقـاً عَظيمة.

إبتسم \\ h.s حيث تعيش القصص. اكتشف الآن