"حسنًا، حسنًا، انظري من قرر أن يشرفنا بحضورها. كيف هي الحياة معك يا عزيزتي؟"
اردفت اودلف بلهجة ساخرة بينما تصعد الي السيارة، بالكرسي المجاور لخاصة نتاليا.
اتخذت نتاليا الصمت حليفها ولم ترد، وفقط استمرت بالنظر الي خارج نافذة السيارة بينما اصابعها تنقر علي حقيبتها، التي تتوسط فخذتها.
" بحقك نات، لن تجيبي علي إبنة عم زوجك! يا لها من وقاحة" سخرت اودلف مجددا بينما تحرك اصبعها السبابة علي الكرسي بوتيرة بطيئة نحـو ساق نتاليا .
ابتلعت نتاليا ريقها تتحرك بشكل غير مريح، وتتجنب الاتصال بالعين مع اودلف، بينمـا اودلف بدأت في النقر علي فخذ نتاليا بأظافـرها الطويلة، كانت كل نقرة تحمل تهديدًا صامتًا.
" عيب عليكي نات، الا تعرفين انه حينما يحدثكي شخص، يجب عليكي الاجابة " همست اودلف.
اعطتها نتاليا نظرة بطرف عينها، وأصابعها تتململ بعصبية في حجرها، في محاولة للحفاظ على رباطة جأشها ثم تمتمت بأكثر نبره هادئة استطاعت إخراجها، مختصرة.
" لا بأس بالحياة معي، اودلف "
قهقهت الأخري بصوت عالي بينما تدفع اناملها في خصلات شعر نتاليا الصهباء، القصيرة، الموجة.
" لا بأس! لا بأس إجابة ليست سيئة، صحيح!" تمتمت اودلف وعادت للضحك مجددا.
" انظري، انا فقط أحاول الحفاظ على السلام هنا، لذا سأكون صامتة حتي نصل " اردفت نتاليا بغير صبر بينما تشبك اصابعها معا في حجرها.
قهقهت اودلف تنحني إلى الأمام، وصوتها يقطر بالسخرية "لكن نات، بحقك، احاول الحصول علي محادثة أخرى مثيرة للاهتمام معك، هل أنا إيجابية كثيرا!"
اطلقت نتاليا تنهيدة صغيرة بينما تدور عينيها بإنزعاج، لعلمها جيدًا عواقب استفزاز شخص متقلب ولا يمكن التنبؤ به مثل اودلف، فهي تبذل قصاري جهدها كي لا تغرز اظافرها في وجه اودلف وتنتف خصلاتها الشقراء المثيرة للتشنج ثم تضرب رأسها بالكرسي الامامي عشرات المرات، كي تشعر بالراحة قليلا.
هزت نتاليا رأسها ملقية الفكره من عقلها، اودلف تفعل هذا لمضايقتها، ولن تعطيها الفرصه كي يغضب منها نيكولاي اكثر.
زفرت اودلف بسخريه لإصرار الاخري علي الصمت ثم اومئت ببطيء، مقوسة شفتيها بشكل درامي بينما تسند ذقنها علي باطن كفها وتنقر بأطراف اصابعها علي خدها .
" هاه! الحفاظ على السلام مع صمتك الرائع! حقا! تسببتي بإرتجافـي من فكرة ضبط النفس الخاص بك، نات "
أنت تقرأ
| La Cosa Nostra|
General Fictionفي عالم الإنحطاط والإفراط هذا، حيث ينطمس الخط الفاصل بين الخطيئة والمتعة. حيث تتقاطع القوة والخطر في رقصة رقيقة. ينخرط الإثنين في رقصة خطيرة من الإغراء والرغبة.
