الفصل الأول:أﯙل لِقاء

31.7K 996 202
                                    

رواية: گياڼ
للكاتبة: أﻧفال خالد
التصنيف: عاطفية/اﺳلامية

❍❍❍❍

 جالت نظراتها المُرهقة في أرجاء الغرفة ذات الجدران البيضاء والتي عُلّقت في نوافذها ستائر سماوية اللون تُمرر بعض أشعة الشمس، أنزلت رأسها في حركة رتيبة عندما شعرت بانفتاح الباب القابع خلفها والذي اصدر صريرا مزعجا لتحرك أصابعها بشكل دائري علّها تُخفف من توتر اعصابها.

جلس الطبيب في المقعد الذي يُقابلها ووضع تقريرا أمامها ثم حمحم قائلا:«لقد ظهرت نتائج الفحص الأخير ».

رفعت رأسها نحوه وقد زادت نظراتُها أرقا كأنها تخشى مما سينطق به لتهمس له بوهن:«هي بخير أليس كذلك؟».

عدل الطبيب نظارته الطبية ثم شابك يديه ببعضهما كأنه يُحاول ترتيب الكلمات في رأسه قبل أن ينطق بها.

ـ هي تحتاج إلى عناية أكثر، تنفسها لم يعد مٌنتظما كما كان ونبضات قلبها أيضا هُنالك احتمال لإصابتها بذبحة صدرية.

غطت فمها براحة يدها واغتالت دمعة حاولت الفِرار من مُقلتيها لتشحن نفسها بقوة إضافية فالواجب يُحتم عليها ألا تضعُف مهما حصل لها، ملأت رئتيها بكمية وافرة من الهواء ثم سألته بهدوء عكس الضجيج الذي ألم بمشاعرها:«هل هنالك سبيل لعلاجها دون تدخل جراحي؟».

ـ في الوقت الراهن... أجل يُمكن ذلك، مع الاستمرار في العلاج وعدم تعرضها لأي جهد بدني فإن حالتها ستتحسن بإذن الله.

زمت شفتيها كطفلة توشك على البُكاء لكنها غطت وجهها بسرعة حتى لا يرى ضعفها ولو للحظات؛ فهي هكذا دائما لا تسمح لأحد أن يشفق عليها مهما توالت عليها المصائب بل تظل مُتماسكة كصخرة صمّاء و عندما تختلي بنفسها تسمح لهذه الصخرة بالتناثر!

ـ لا تُحمّلي نفسكِ أكثر من طاقتها يُمكنك البٌكاء إن اردتِ ذلك.. خاطبها الطبيب وقد خلع عنه قناع الجدية فهو يعرفُها منذ سنوات وقد درس تصرفاتها جيدا.

وجهّت إليه نظرة حادة ثم غيرت دفة الحديث بسؤاله عن الأدوية التي يجب عليها شراؤها. أخرج الطبيب قلما وورقة صغيرة من دُرج طاولته ثم بدأ بكتابة كل الأدوية المهمة وسلّمها إياها لتأخذها بقلق بدا واضحا على معالم وجهها.

وقفت من مكانها بعد أن شكرته وقد تجمعت الهموم في رأسها عندما رأت الكم الهائل من تلك الأدوية، هي تعلم جيدا أن هذه الأنواع نادرة الوجود وحتى إن عثرت عليها فهي غالية الثمن وستُكلفها الكثير، أوقفها صوت الطبيب قبل أن تخرج من مكتبه فقد قال لها:

ـ يُمكنني مُساعدتكِ في شراء... وقبل أن يُكمل حديثه صدته بنبرة حادة:«شكرا فأنا لا أحتاج مُساعدتك سأتدبر الأمر بنفسي».

بدا أنه لم يُعجبه عنادها الزائد ليٌجيبها بهدوء: « مُساعدتي عرضُتها عليها وليس من أجلكِ، أرجو أن تُفكري في حالتها قليلا؛ فأنا أعرفكِ منذ سنوات وأُدرك تماما كم أنتِ عنيدة ومليئة بالكبرياء لهذا حادثت أحد أصدقائي في مجال الصيدلة هو سيٌساعدكِ في الحصول على جميع الأدوية بسعر مُناسب ومن دون عناء، رقم هاتفه تجدينه في أسفل الورقة ».

 كيـاﻥ [قصة شاب مُسلم] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن