[الفصل الثالث عشر]

8.3K 557 91
                                    

السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله 👏

تتحدث كثيرًا مع البشر ولا يتغير أي شيء!
ثُم تتحدث مع الله قليلًا، فيتغير كُل شيء..

ــ ـ ــ ـ ــ ـ ــ ـ ــ ـ ــ ـ ــ ـ ــ

  تأملت فاطمة زوجها الذي تحول إلى شخصِ آخر في ثواني معدودة، كان حاجباه معقودان وعروق يديه ظاهرة للعيان بسبب طحنه للموقد المسكين، خلل شعره عدة مرات وفي كل مرة كان يهمس بصوت بدا مسموعا لها:

ـ أللهم ألزمني الصبر والثبات..

ما الذي يقصده بقوله هذا، أهو يقصد الصبر على الزواج الذي رمى نفسه فيه؟ هل سئم منها بهذه السرعة حتى يدعو لنفسه بالصبر؟!.

تساؤلات عديدة حاكها لها عقلها حتى شعرت بوخزات مؤلمة في صدرها " توقف عن إلامي بسبب شخص لا يستحق" أمرت قلبها موقنة تماما أن لا أحد يستحق أن يسلبه منها، أثناء هذه الفوضى التي ألقت روحها فيها سمعته يقول لها بنبرة بدت غريبة نوعا ما.

ـ في المرات القادمة إن واجهتكِ أي مشكلة حتى ولو كانت صغيرة عليكِ اخباري بها دون تردد، هل كلامي واضح؟.

ـ لماذا علي فعل ذلك؟

ـ لأني لن أحتمل رؤيتكِ وأنتِ تُعانين..

أجابها بسرعة مُوجها رأسه نحوها، تلاقت عيناهما للحظات كانت تلك أول مرة تلاحظ فيها لون عينيه البُنية المُحاطة برموش كثيفة، لحيته التي بدت مُشذبه بشكل يدعو إلى الإعجاب وبشرته السمراء التي أعطته طابع أفريقي أصيل وكرد فِعل متوقع من فاطمة أبعدت أنظارها عنه ثم همست بصوت يكاد يكون مسموعا:" أنظر إلى الطريق أمامك أتريد قتلنا بتهورك؟"

استنشق يوسف كمية وافرة من الهواء ثم زفرها محاولا ضبط أعصابه، علّق أبصاره في الطريق ثم تمتم بصوت مسموع :
" يا إلهي زوجتي تحتاج إلى دروس في الرومانسية!".

مجرد سماعها لحديثه جعل الابتسامة تشق طريقا إلى وجهها ولم تستطع منع ضحكتها من الظهور، غطت فمها بسرعة محاولة استعادة ملامحها الباردة في حين أن يوسف فكر جديا في تصرُفات زوجته، هي لا تعي مدى أهميتها في حياته! ولا تُدرك الألم الذي يعصف بقلبه كلما تذكر أن حُبه لها من طرف واحد.. تُرى هل سيأتي يوم وتحبه فيه كما يفعل هو؟ هل ستثق به وتُسلمه قلبها؟ فقط لماذا لم يُخبره أحد أن الوقوع في الحُب مؤلم هكذا حتى لا يورط نفسه فيه!.

ـ ما الذي قاله لك جدي قبل خروجنا؟

انتشله صوتها من دوامة تساؤلاته ليُجيبها دون أن يُزيح نظره عن الطريق:" أراد أن يسألني عن طبيعة عملي، وإن كُنت أعمل مع جدي أم لا؟".

في الحقيقة هذا السؤال لم يخطر في بال فاطمة أبدا، من يُصدق أن زوجة لا تعرف طبيعة عمل زوجها؟!..كيف لها أن تسأله الأن وقد وضعت نفسها في موقف محرج.

 كيـاﻥ [قصة شاب مُسلم] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن