أشرقت الشمس بنورها الحيوي المغلف بالطمأنينة و الحياوية ، تغلغلت أشعتها الذهبية في غرفة " توليب " النائمة في فراشها متوسط
الحجم ، أزعج بطلتنا توليب رنين المنبه ، تثائبت توليب لتنهض بخمول قائلة وهي تمسك
بالمنبه :- عارف ؟ نفسي أرميك من الشباك و بعدين يعدي عليك قطر يفرمك !
تركته بإشمئزاز لتتثائب مجدداً ، نهضت اخيراً
لتدلف للمرحاض الملحق بغرفتها ، بعد دقائق خرجت لتنظر في المرآة ، فتاة في سن الاربعة و عشرون من عمرها ، تمتلك بشرة سمراء فريدة من نوعها ، خصلاتها الفحمية مموجة بنعومة ، عيناها بنية مرسومة مثل عينان القطط ، شفتيها مكتنزة ناعمة ، تمتلك شامة رقيقة أعلى فمها ، ليست قصيرة وليست طويلة ، جسدها ممشوق كعارضة الأزياء ، أظن ذلك يكفي لنعلم كم هي فاتنة ..تأففت عندما رن هاتفها لتلتقطه واضعة أياه على أذنها ، أرجعت الهاتف للوراء قليلاً خاشية على أذنيها من صراخ صديقتها سمر :
- سمر حد قالك اني مستغنية عن ودني ؟ اهدي شويه 5 دقايق وهبقى في المستشفى ..
- 5 دقايق ؟ متأخرة ساعة و معظم المرضى مش عايزين حد يكشف عليهم غيرك والمدير شوية و هيقتلك و بعدين تقوليلي 5 دقايق ؟
يا شيخة أنتِ باردة برود و ...اغلقت توليب الهاتف في وجه سمر لصراخها المزعج ، فتحت توليب إحدى أدرف خزانتها لتخرِج طقم مناسب مع حجاب لطيف لترتديهم
على عجالة***
بإحدى البيوت الضخمة ذات التراز الحديث رجل يبدو بالثلاثون من عمره جسده رياضي يصرخ على رجل آخر يسبح بمهارة في المسبح ، صرخ جاسر على ذلك الشاب :
- رعد ! أنت لازم تتعالج ، حالتك بتسوء يا رعد لو حصلك حاجة كلنا هنضيع و أولهم أنا يا رعد ، ليه بتعمل كدة ف نفسك كلنا بنحبك صدقني يا رعد أنت مهم ف حياة ناس كتير ..
خرج رعد من المسبح بجسده الرياضي الممشوق يبدو بعمر جاسر عيناه سبحان الخالق الذي صب في عيناه العسل لتظهر بتلك الوسامة مع آشعة الشمس متأملة جمال عيناه ، خصلاته حريرية ، أسمر البشرة ليزداد وسامة ، أنفه حادة
عريض المنكبين طويل القامة بشكل كبير ، لحية خفيفة تزين وجهه ، يبدو غير مبالي بما يقوله صديقه المقرب جاسر ، هز كتفيه بعدم اهتمام لينظر إلى جاسر بعينان رغم جمالهما إلى أنهم يفيضون حزن لا يستطيع أحد رؤيته :- جاسر متدخلش في حياتي أنا عارف أنا بعمل ايه ، ياريت كل واحد يخليه في حياته الخاصة عشان منزعلش من بعض .
حُمرة غضب سارت في وجه جاسر ليقول بتحذير :
- يعني أنت شايف كدة يا رعد ؟ براحتك أعمل اللي أنت عايزه ، سلام يا .. يا صاحبي
***
استقلت توليب سيارتها الصغيرة لتذهب ناحية أكبر مشفى لعلاج الإدمان ، نعم توليب اخصائية في علاج الإدمان ، وصلت توليب للمشفى لتركض لداخلها ، دخلت مكتبها لترتدي بالطو أبيض ، أقتحمت سمر المكتب لتضع يدها على خصرها و هي تقول غاضبة :
![](https://img.wattpad.com/cover/159903976-288-k30205.jpg)
أنت تقرأ
أنتِ أدماني - للكاتبة سارة محمد
Romanceحصلت على المركز الأول عام 2021 في الرومانسية بين أكثر من خمسةِ ألاف رواية عربية و أجنبيهة، شكراً لكم♥ أهتزت مقلتيها خوفاً مما تفكر به عند شعورها بحرارة أنفاسه خلفها، و عِطرُه الذي داعب أنفها وأحتل كيانها بأكمله، أغمضت عيناها تطبق بشفتيها للداخل عندم...