ذهب الحارس الخاص بالملك شداد الى البيت المهدم الذى وضعت به زوجته طفلتها للتو ونظر اليها فوجدها ما تزال مرهقة من آثار الولادة و تغط فى نوم عميق وجن عقله عندما لم يجد ابنته الصغيرة ونظر حوله وهو يبحث عنها .. ووجد الامير الغنضفر يحملها ويهدهدها ويغنى لها لحنا جميلا بصوت عذب كانت امه الملكة تغينه له وهو طفل صغير حتى يهدىء .. دمعت عين برقوق وهو ينظر الى الامير الذى لا يعلم انه بعد ساعات قليلة سيودع لقبه وبلده وكرامته وسيباع عبدا لدى قرصان لا يعرف الرحمة .. وهنا شعر الامير الصغير بوجود حارسه برقوق فى المنزل المهدم . فنظر اليه نظره مطمئنة وابتسم له ابتسامة باهتة .. وسأله اذا كان تناول الطعام ..
برقوق الغازولى ":.. يحدث نفسه يا الهى لم يجب ان يكون الامير مليئا بالرحمة الى ذلك الحد .. لقد عاين منذ قليل والدته وهي تطعن من قبل الشيطان الامرد ... ومع ذلك يخشي علي من الجوع وانا من خنته وبعته بضاعة راكدة كعبد ذليل لعشر سنوات من عمره .. نزلت الدموع من عيناه رغما عنه ..
الامير الغضنفر ":.. وجد حارس ابيه وهو يبكى وحاول ان يقويه بكلمات حكيمة لا تتناسب مع سنه الصغير ويشد من اذره حتى يتحمل المصاعب القادمة لهم .. فقال له ايها الحارس برقوق تجلد .. فلن نرى الا ما كتب الله لنا .. ودعنا نترك تلك الارض خلفنا ونختبىء الى الميعاد المعلوم .. اما الان انظر الى تلك الجميلة الصغيرة .. التى اهداها الله لك بعد طول اشتياق .. الا تهون عليك الامر ولو قليلا .. حقا قل لي ماذا سيكون اسمها ..
برقوق الغازولى ":.. لم اسمها بعد يا سمو الامير ..
الامير غنضفر ":.. اذن اسمح لى ان اعطيها اسم يليق بتلك الدمية الصغيرة صاحبة العينان الفيروزية ... وتذكر حديث والدته عن الياقوتة السحرية والتى تحتفظ بها وصيفتها كهرمان .. صمت قليلا ثم قال ... انتى يا فتاة ..اسمك ياقوت .. ما رايك يا برقوق
برقوق الغازولى ":.. ياقوت .. اسم جميل يا مولاى الامير والان دع الطفلة .. اقصد ياقوت معك .. حتى اتسنى انا لحمل والدتها ولنذهب الان جميعا لاننى وجدت السفينة التى ستنقلنا الى مملكة زنجبار
الامير الغضنفر ":.. حسنا دعها معى ولا تخش عليها .. انها دميتى الصغيرة .. والان لنتحرك يا ياقوتتي يا صاحبة خال الحسن تحت تلك الذقن الصغيرة يالهى ما اجملك .. ونبدأ رحلتنا الطويلة
وبالفعل حمل برقوق زوجته المتعبة للغاية ولا تكاد تعلم بمن حولها واصطحب الامير وابنته الصغيرة في ياقوت ومضى الى السفينة الكبيرة وساعده البحارة على الدخول ومضى معه الامير وهو لا يعلم بمصيره المجهول .. ودخلوا جميعا الى السفية ورفعت السارية لتعلن عن انطلاق السفينة فى عرض البحار ومضت السفينة تشق امواج البحر وسرعان ما وصلت الى شاطىء مملكة زنجبار والتى ستتوقف بها سريعا لتنزل برقوق وزوجته ويتركون الطفل الصغير .. بهدوء شديد قام الحارس برقوق من مكانه وجلس عند رأس الامير وملس على شعره وبكى وقال سامحنى يا مولاي لا يوجد حل بيديل لدي وتململ الامير فى نومه وهو يهمهم امي امي .. و ساعد برقوق زوجته التى لا تزال فى حالة ارهاق شديد على النهوض وابنته التى لفها بقطعة من القماش القديم وترك الامير نائم فى غفلته وترك السفينة ونزل الى شاطىء زنجبار .. ولكن الامير المسكين أستيقظ عندما سمع جلبة فوق رأسه ..
الامير الغضنفر ":.. فتح عينيه فوجد القرصان الاعرج قائم عند رأسه ويضربه بقدمة الخشبية .. يوكزة بعنف ان هيا قم أنهض ايها العبد .. فى البداية لم يعي ما يقول ذلك الرجل وترى من يقصد بكلمة ..عبد.. انا الامير الغنضفر بن شداد بن أوكين .. دعك عينيه وقام من نومه فزعا وقال له ... من تحدث يا هذا .. انا لست عبد .. ولم اكن يوما عبدا .. للاحد .. ولولا ان وصته امه ان لا يقول للاحد هويته الحقيقة .. لكان اخبره انه أمير مملكة الشمس ... وتدارك نفسه .. وقال ... انا ولدت حر وجئت مع عمي وزوجته .. أين ذهبت بعمي اخبرني .. ايها المجرم
القرصان الاعرج ":.. يقهقه عاليا .. أتخشي على عمك . الم تعلم ان عمك يا فتى هو من باعك لى بأبخس الاثمان .. انت عبد لى لمدة عشر سنوات قادمة من عمرك ..وان لم تنصاع للامرى لسوف اعذبنك أشد العذاب ..
الامير الغضنفر ":.. تقفز الدموع من عينيه ويصرخ عاليا .. كلا كلا انت كاذب عمي لن يخوننى ويفعل ذلك ابدا .. هو حارسي فى هذا العالم لقد اوصته امي على ذلك ..
القرصان الاعرج ":.. الازلت لا تصدق هيا اخرج معى هو مازال يقف على الميناء يبحث عن طبيب لزوجته وامسك بقميص الامير وشده بعنف مهين وجره جرا الى مقدمة السفينة ليرى عمه وهو يقف عند الميناء ويؤكد له انه تم بيعه .. وعند حاجز السفينة شاهد الغنضفر .. الحارس برقوق وهو يستعد للرحيل من الميناء وصرخ عليه باعلى صوته ..
الامير الغضنفر ":... يا برقوق الى اين تذهب وتتركنى .. انسيت وصية امى .. ام نسيت قسمك بحماية ابي .. يا برقوق أرجع .. اجعل ذلك الرجل يتركنى .. قل لى انه كاذبا وأنك لم تبيعينى له .. أستحلفك بالله ان تجيبنى أنظر الي وواجهني ايها الحارس...
برقوق الغازولى ":.. كان يعطى ظهره للامير وهو يسأله ولا يريد ان يرد عليه ولكن عندما أستحلفه بالله ان يجيبه .. التفت اليه ورفع رأسه وهو يبكى ويقول ... سامحنى يا غنضفر .. لقد فعلت ذلك لحمايتك ... لقد فعلت ذلك لحمايتك ..
الامير الغنضفر ":.. وهو يبكى بحسرة .. كاذب كاذب يا برقوق أنت فعلت ذلك للاجل تلك الملعونة الصغيرة .. انى القى عليها لعنتى .. و كما غدرت بي الان سوف يغدر بها .. وستدور الدنيا وستجمعنا السنوات ..وحينها لن اتركك تهنئ بالعيش ابدا ما حييت ..
برقوق الغازولى ":.. يرى السفينة تبتعد وتنطلق فى البحر ويصرخ باعلى صوته وينزل على ركبتيه فى دلاله على الذل والخضوع .. سامحنى يا مولاى .. ستعلم انى فعلت ذلك لحمايتك
الامير الغضنفر ":.. يبكى ولا يصدق انه بيع سلعة لقرصان بغيض ... كلا لن أسامحك ابدا يا برقوق .. ويعطيه ظهره ويضع يديه على وجهه وهو يبكى .. ويحدث نفسه ماذا سأفعل الان وما تخبيء لي الايام ..
أنت تقرأ
خنجر الوحشى - الكاتبتين رباب وولاءالجهينى
Fantasiaجميع حقوق الملكية تخص الكاتبتين رباب وولاءالجهينى قصة حب ملتبهة وصراع دائر ابطالها الامير الغضنفر الملقب بالوحشي وريث مملكة الشمس مع بنت عدوه ياقوت بنت برقوق الذى غدر به وباعه كالعبد لدى قرصان لا يعرف الرحمة و الشيطان الامرد كارديل الذى يريد الخنجر...