1

583 13 9
                                    




كانت تجلس على ذلك الكرسي الخشبي في غرفتها التي طغى عليها السواد لون الحزن والكئابة تنظر من خلال النافذة إلى جيرانهم الجدد الذين وصلوا اليوم وهاهم يفرغون حاجياتهم

الأب يحمل الأمتعة والأم تصرخ على ابنها النائم في السيارة : ايها الاحمق منذ ان غادرنا المنزل وانت نائم متى ستنهض ايها الكسول

في هذه الاثناء سمعت ايرين صوته المخيف من خلفها : ألن تعدي الافطار ايتها اللعينة ؟

الساعه اصبحت التاسعة وانتِ لم تحركي ساكناً هل تعتقدين انكِ تعيشين هنا بالمجان ؟

نهضت ايرين وهي ترمقه بنظرات حاقدة عبرت عن مابداخلها من كرة شديد لهذا النكره الواقف امامها
**
توفي والد ايرين وهي في العاشرة من عمرها ومن بعدها لم يعرف السلام طريقه إلى حياتها فقد عانت كثيراً بسبب امها الماكره التي كانت تلاحق الاغنياء وتوقع بهم فهي لم تحب والد ايرين قط ولكن تزوجت منه مجبره بعد ان رضخت لمطالب عائلتها ، كبرت ايرين وهي ترى مشاجرات امها مع والدها والدها كان رحيم عطوف عكس والدتها لذلك اضطر إلى تحملها وتحمل مزاجها الصعب من اجل ابنته الصغيرة  فقط لم تكن حياة ايرين مثاليه ولم تعش طفولتها كباقي الاطفال ولكن على الاقل والدها موجود يحميها من بطش امها يقف معها يساندها يحيي الحياة بداخلها كان يقضي اغلب وقته معها يعوضها حرمانها من حنان الام كان لها الاب والام الاخ والصديق ولان الحياة غير عادله سلبتها فرحتها واملها الوحيد ، توفي والد ايرين بحادث سير ومن بعدها تجرعت ايرين الالام اضطرت للبقاء تحت سلطة والدتها التي تركض بلا كلل خلف احلامها متناسيه طفلتها الصغيرة التي لطالما رأتها والدتها عائق كبير في حياتها تزوجت والدتها اربع رجال بعد والدها ومع كل واحد منهم عاشت قصة مليئة بالحزن ولكن سنذكر ماحدث لها مع زوج والدتها الاخير حيث كان يخون امها ولم يكتفي بهذا بل حاول مراراً الإعتداء عليها كانت تعيش في منزله بخوف مرير فهي تخشى ان تغفى عينها فينقض عليها ذلك الوحش الظالم هو لم يخجل قط من ذكر اعجابه بايرين امام والدتها كان دائم التحرش بها حاولت ايرين كثيراً مع والدتها ان يهربوا من هذا الجحيم ولكن والدتها ترفض وعذرها الدائم انه لايوجد مكان يذهبوا إليه وعليهم ان يصبروا ويتحملوا اذا ارادوا اكمال هذه الحياة البائسة وفي احدى الليالي حالكت السواد وصل زوج والدتها إلى المنزل وهو مخمور صعد الدرج وتوجه مباشره إلى غرفة ايرين التي لم تكن مقفله لان زوج والدها صادر كل المفاتيح كان يكره الابواب المقفله وهذه كان مجرد عذر هو اراد ان يحضى بليلة مع ايرين هذا ماكان يخطط له منذ اول مره رأها دخل الغرفة واقفل الباب انتفضت ايرين وعلمت انه يريد ان يعتدي عليها فأخذت تصرخ بأعلى صوتها تريد الهروب تريد النجاة من هذه الحياة الظالمه التي سلبتها ابيها امها طفولتها والأن تريد ان تسلبها ماتبقى من روحها قاومت بشدة وعلى الرغم من صغر حجمها امام ضخامة زوج ابيها إلا انها استطاعت ان تصل للباب وبعد ان فتحت الباب وجدت امها تحمل بيدها مزهريه كبيرة ضربت بها رأس زوجها بعد ان شتمته وركتها بكل مكان في جسده اخذت ابنتها وهربا على عجل بدون وجهه محدده فعلى الرغم من بحث امها الدائم عن الاموال لم تستطع ان تحتفظ بأي شيء من ازواجها السابقين فكانت كثيرة التبذير تصرف اموالها على الملابس والمجوهرات والحفلات الباذخه دون ان تحسب حساب ليوماً كهذا ، بقيتا في الشارع يكاد البرد يجمدهما قبل ان تتحدث ببرود يضاهي برودة الجو : فلنذهب لأخي في الريف صدمت ايرين مما سمعت فهي لم تكن تعلم بأمر اخيها احست بالقليل من النور اخيراً لديهما احد هناك نور ضئيل اشع في قلب الصغيرة ايرين ولكن سرعان ما انطفىئ عندما عاشت  لديه فهو رجل مزاجي يقسو عليها في اعمال المنزل واحياناً يضربها عندما تعانده او تتأخر بإعداد طعامه اما اوالدتها فهي من تصرف عليهما بعد ان وجدت وظيفة قريبه من منزلهم ، بعد كل هذه التجارب القاسية التي عاشتها ايرين اصبحت لديها عقدة من الرجال هي تمقتهم تكرههم بكل ما اوتيت من قوة في نظرها هم مجرد قساة طغاة ظالمين تحملهم مع والدتها سبب دمار حياتها

النور في عتمتي انت || مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن