1

4.6K 78 5
                                    

انظري كيف تتراقص الاشجار على اوتار الرياح ،اغمضي عينيكِ واستنشقي هذه الرائحة العبقة
رائحه التراب المبتلة الممزوجة برائحة اوراق الشجر،
هل تشعرين بنسائم الرياح الدافئة وهي تداعب وجهكِ وتزيح الخصلات عنه؟
نور..نور مع من اتكلم هنا
ادرت وجهي ونظرت اليها
زفرتُ بأنزعاج ووضعت يدي على كتفها هززتها بقوة
-استيقضي ياغبية انا اتكلم هنا معكِ منذ ساعتين وحضرتكِ نائمه
فتحت عينيها وتثاءبت
فقلت ساخرة
-اغلقيه قبل ان يتجمع الذباب
نظرت لي بطرف عينها ثم قالت
-لقد غلبني النعاس مجددا لااصدق كم اصبحت الساعة الان؟
ضحكتُ بخفه على مضهرها فكان شعرها فوضوي واثار يدها مطبوعة على وجهها
-انها الرابعة عصرا هيا انهضي لنعود للمنزل قبل ان يقلق ابي
نهضت دون ان تجيبني وعندما مشينا قليلا قالت بتملق واضح
-اختي حبيبتي جميلتي
قلبت عيناي بانزعاج ووقفت امامها
-ماذا تريدين قولي؟
وضعت كفيها اسفل ذقنها وقالت بحماس
-اشتري لي ايسكريم بالشوكولا
ضحكت على تصرفها وقلت
-انتي لاتكبرين ابدا"
وضعت يدي على شعرها وبعثرته
ثم اتجهت لبائع الايسكريم واشتريت لها وطوال طريقنا للمنزل كانت تأكل وتثرثر انها اختي الصغرى المدللة التي لاتتغير مهما كبرت
وصلنا للمنزل وعندما دخلنا استقبلتني اختي الوسطى ليندا
-لقد اتصلت بكِ كثيرا لما لم تردي بحق الله
قلت لها بينما كنت اخلع حذائي
-كان في وضع الصامت ماذا حصل؟
زفرت بانزعاج وقالت
-ابي يريد التحدث معكِ بموضوع هام
عقدتُ حاجباي وقلت متسائلة
-أي موضوع؟
فقالت بغضب
-وماادراني اذهبي اليه واعرفي بنفسكِ
-حسنا حسنا لاتغضبي
انها اختي الوسطى غاضبة دائما ولايعجبها شيء وتنزعج من ابسط الكلام..
طرقتُ باب غرفة والدي فسمح لي بالدخول...دخلت ورأيته يجلس على حافة السرير فجلست بقربه
-طلبتني بموضوع هام ياابي
هز رأسه ايجابا
-نعم ياابنتي
-اسمعك
تنهد بحزن وقال
-لقد ربيتكن بمفردي على مدار الخمس سنوات الماضية وقفت بجانبكن لبيتُ احتياجاتكن
اعرف بأني اقصر في بعض الاحيان
ولكني بشر ايضا"، و لي طاقة محدودة
وانا لااستطيع رعايتكن للابد
فكما ترين كلما تقدمت بالسن كلما ضعفت قواي واصبحت عديم النفع
مجرد ثقل على البشرية
وضع راحه يده على خدي وقال بحنان
-اريد رؤيتكن عروسات قبل ان اموت
عقدت حاجباي بانزعاج وقلت
-ماهذا الكلام ياابي
-انها الحقيقة يابنيتي انا لااستطيع العيش للابد
تنهد بحزن واكمل
-مااحاول قوله هو انه حان الوقت لزواجكِ
اتسعت عيناي باندهاش وقلت
-تقصد زواج مدبر؟
-اجل مدبر لن انتظر حتى تقعين بالحب وتتزوجي قد اموت قبل مجيء هذا اليوم
خفضتُ انظاري للارض وشعرت بحزن شديد فها هو ذا يفعل بي مافعله بأختي الكبرى قال لها نفس الكلام وزوجها بشخص اختاره هو
وضع يده على شعري ومسحه بلطف
-حبيبتي لاتحزني اعرف بأن كل انسان في هذا الكون يرغب بأن يختار شريك حياته بنفسه لكني اذا مت قبل ان ازوجكن فلن ارتاح في قبري
اريد ان اتأكد من انكن بخير وان هناك شخص يحميكن ويخاف عليكن
حتى تغادر روحي هذا الجسد وهي مرتاحة البال
نظرت له وقلت
-كما تشاء ابي افعل ماتراه مناسبا" فأنا لاريد احزانك
ابتسم بسعادة وقبلني على جبيني ثم قال
-في الواقع هناك شخص اضن أنه سيكون مناسب لكِ
رفعت حاجبي الايسر وقلت بتعجب
-ومن هو؟
-ابن صديقي المقرب ربما انتي لاتذكرينه لكنهم كانو يعيشون في حينا قبل عدة سنوات وكانوا يزورونا كثيرا
حتى انكِ كنتي تلعبين مع ابنه
استرجعتُ بذكرياتي للخلف وتذكرت بأني فعلا" كنت ألعب مع شاب كل يوم عندما كان عمري خمس سنوات لكني لم اتذكره جيدا
فأكمل ابي كلامه
-كنا كالاخوة لانفترق ابدا" لقد كان صديق طفولتي لكن شاء وابتسم له الحظ وسافر مع عائلته لنيويورك واسس عمله بنفسه حتى اصبح يملك احد اضخم الفنادق ..لقد تواصل معي قبل اسبوع وتحدثنا عن ايام الخوالي وكم نفتقدها ثم قال بأنه يريد تزويج ابنه لفتاة عربية وبقي يسأل عنكِ كثيرا حتى اتفقنا ان يزرونا في نهايةالاسبوع لتلتقي مع ابنه وتتعارفا واذا اعجبتما ببعضكما سنقوم بالخطبة
نظرت له وقلت بغضب
-لقد خططت لكل شيء مسبقا" ودون ان تأخذ رئيي ايضا ثم لما العجلة
ايعقل اني اصبحت حملا" ثقيلا" عليك وتريد التخلص مني بسرعة؟
قهقه بصخب واحتضنني ثم قال
-انتي قطعة من قلبي كيف لي ان افكر بالتخلص منكِ ثم اني اريد ضمان مستقبلك مع شاب غني ومحترم ليجعلك تعيشين الحياة التي تستحقينها وبرئيي هذا هو الشاب المناسب
نهضت من مكاني وقلت
-حسنا ياابي افعل ماتراه مناسبا
وقبل ان اغادر امسك بيدي وقال
-حبيبتي روز انا لن اجبرك على شيء لاتريديه لكني اطلب منك ان تجلسي مع الشاب وتتعرفين اليه واذ لم يعجبك فأنتي حرةالتصرف
امسكت بيده وقبلتها
-حسنا ابي
مرت عدةايام وانا لااستطيع النوم من شدةالتفكير فأنا لاازال صغيرة ولا اجد نفسي مستعدةلدخول الحياةالزوجية بعد لقد تزوجت اختي في سن صغير ورأيت المعاناة التي عايشتها لكنني لااستطيع رفض كلام ابي،
واحزانه هو اخر شيء اريده كما انه تقاعد وراتبه لايكفي لمصاريفنا المتزايدة
لهذا يجب ان افكر بأبي واوافق على هذا الزواج لأخفف عنه ولو جزء بسيط من عبئه
وذات يوم كنت اجلس واراقب شاشةالحاسوب المضيئة فجلست بقربي اختي الكبيرة ميار وقالت
-هل اتخذتي قراركِ؟
تنهدتُ بضيق وقلت
-لااعرف اشعر بالحيرة
اخذت مني جهاز الحاسوب ووضعته في حجرها وقالت
-انه وسيم وثري ومن عائلة محترمه ووالده صديق ابي من الطفولة لما الخوف اذن؟
نظرت لها ولم اجبها فأبتسمت وقالت
-فهمت انتي خائفة من ان تعايشي نفس الشيء الذي عايشته، فانا تزوجت عندما كنت بسنكِ وتعذبت كثيرا بسبب حماتي وزوجي
-لاا انا لم اقصد هذا
-لابأس انا فهمت لكنك لن تعيشي مثلي ياروز لأنكِ فتاة قوية
وضعت رأسي على كتفها وقلت
-لما لاتخبرين ابي بما يحصل معكِ؟
ضحكت بخفة وقالت
-لماذا؟لكي يجعلني اتطلق واعود لأصبح عبئا عليه؟ كلا لن اجازف بهذا
نظرتُ لها بحزن فقالت والابتسامه تعلو وجهها
-لاتحزني عندما انجب سعيد سيعاملونني بأحترام
ابتسمت ووضعت يدي على بطنها المتكورة
-سعيد محظوظ لأن لديه ام مثلك
-واكثر حظا" لأن لديه خالة مثلك
ابتسمت وعدت اضع رأسي على كتفها
------------------------------------
في الطرف الاخر.....
سيد اوس والدك ينتظرك في مكتبه
تنهدتُ بتعب ونهضتُ من مكاني متجها" لمكتبه
دخلت دون ان اطرق الباب وجلست مقابله
-ما الامر ابي
شبك يديه ببعضهما على المكتب وقال
-هل تذكر صديقي صالح؟
اجبته دون محاولة مني لتذكره
-لا ماذا حصل له
-لديه ابنه تصغرك بخمس اعوام كنتما تلعبان سويا عندما كنا جيرانا"
لقد كبَرَت الان واصبحت شابة جميلة وهادئة ولطيفة كما انها تخرجت السنه الماضية وتجيد اللغة الفرنسيةوالانكليزية واا
قاطعتُ كلامه وقلت
-اختصر ياابي لما تمدحها امامي؟
ابتسم ابتسامه عريضة وصلت لاذنيه وقال
-سنذهب غدا لنطلب يدها
ضحكتُ بسخرية وقلت
-لااصدق في اي قرن نحن ياابي ايعقل ان اتزوج فتاة لااعرفها؟
فقال بحزم
-سنطيل فترةالخطوبةوتتعرف عليها
ضربتُ قبضتي على المكتب وقلت بغضب
-هذا لن يحصل
نهض ابي من مكانه وصرخ
-بل سيحصل لقد سئمت من طيشك ورعونيتك حان الوقت لتصبح رجلا"
نهضتُ بدوري وقلت بهدوء
-وهل الزواج يصنع منا رجالا"
تنهد ابي بيأس وجلس في مكانه
-اوس بني لن تجد افضل من روز زوجة لك صدقني ستسعدك كثييرا كما اني سئمت من الشائعات التي تصلني كل ليلة حول انك تنام كل يوم مع فتاة مختلفة بالاضافة لقدوم الفتيات لمنزلنا والصراخ على انهن تعرضن للخداع من قبلك اريدك ان تتزوج لتتصرف بمسؤلية وتترك طيش المراهقين هذا
ضحكتُ بخفه وقلت
-ماذا سيحصل اذا رفضت؟
اسند ابي ضهره على الكرسي وقال بثقة
-سأطردك من الفندق وسأسحب بطاقات ائتمانك
رفعت حاجبي قائلا باندهاش
-لن تفعل هذا
-جربني
تنهدت بقلة حيلة ونهضت من مكاني وقبل ان اغادر قلت
-متى سنسافر غدا؟
-ال6صباحا
اكملت طريقي وخرجت دون ان اتفوه بكلمه...

اوس

اوس

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
لن اتخلىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن