بعد ان فضل ابناء جزء السودان الجنوبي الاستقلال و فرز معيشتهم، تمسك جايمس بموقفه الرافض للعودة و فضل البقاء رغم اغراءات والده بمنحه عدداً مقدراً من الابقار و ارض للزراعة و تزويجه ، لم يكن ذلك كافياً لاقناع جايمس و لو لوهلة بأن له وطن غير هنا، لقد كان ذلك طبيعياً لشخص لم يبارح مكاناً ولد فيه و امضى به تسعة عشر عاماً و نيف ، فقد اشرئب طبائع و تقاليد هذا البلد ،اكل فيه و جاع فيه ، ترعرع فيه، فرِح و تعِس فيه ، ترعرع في كنف ارضه الشاسعة ، قضى اجمل الايام فيه ، ذاق ويلات العذاب فيه ، رأى النور فيه و اقسم ان لا ينطفئ ذاك النور الا فيه .
اخذ ما يربو عن ربع الساعة و هو ساكناً يتأمل السقف ، فرك محاجره الغائرة بين جبهته و عظام وجهه البارزة، و من ثم تدرع ما يريد ارتدائه على كتفه المهدل ، و اتبع قضبان السكة الحديدية -حيث مسكنه- تهبهب عليه نسيمات الصباح ، يبدو كما الشراع المنصوب على عصا طويلة ، تأخده الرياح يمنى و يسرى ، فجسده النحيل لم يأخذ سوى حيزاً قليلا من جلبابه الابيض المشرئب ، وقعت عيناه على رفقائه القدامى ، قاموا بتحيته رغم انهم هم الجالسون ، اخذ جايمس برهة من الزمن عاش فيها خلاف صغير مع نفسه انتهت برده السلام ، احتراماً لما جمعهم في يوم من الايام بغض النظر عما كان ثم واصل مسيره ...
أنت تقرأ
جايمس فتى الاهوال |(قصة غير مكتملة)
Adventureانا ما بجيب سيرة الجنوب .. فالسيرة كمين ألف عام .. لوني المحرق مندوكور .. وشكلي شكلين .. شكل منقة ، وشكل تور .. دمي المشتت من قبايل نوح وحام .. شعري المقرقد زي حصايا .. تشتت فوق الدروب .. كتفي المهدل بالعيوب .. وانا ما بجيب سيرة الجنوب ،،، - محمد طه...