الفصل الأول: نبش الذاكرة

51.6K 2.5K 661
                                    


{لا تنسو ✨ تعليقاتكم 💠
متابعتي⁦⚜️⁩ وبقية اعمالي 🎀}

كنت في الخامسة من عمري عندما توفي والديّ في حريق أو هذا ما أخبروني به، فبعد تلك الكارثة  تعرضت لصدمة أفقدتني تلك الذكريات لأجد نفسي في ميتم تتشكل لي داخله ذكريات قد تكون أصعب من تلك التي فقدت بسببها ذاكرتي !

أما في تلك الحفرة فلا أتذكر أني قد حضيت بيوم واحد إستطعت فيه أن أبتسم أو أن أضحك من قلب فقد كانت مشعوذة الميتم - أو كما تضن نفسها مديرته- تعاملنا معاملة السيد للعبيد،
ورغم صغر سننا ويُتمنا فهي لا تشفق علي أحد.

تجبرنا علي خدمتها ،غسل ملابسها ،تنظيف المبنى من القبو الى الطابق الثالث ومن السلالم الى الثريا ،  غسل صحونِ أكثر من مئة وخمسين فرد ، ثلاث مرات في يوم، والويل كل الويل لمن يتقاعس أو يتكاسل فالعقاب سيكون عسيرا وستذوق من العذاب ألوانا .

لكن سجن القبو هي لعبتها المفضلة
مكان أقرب لسرداب الجحيم منه لقبو مبنى ،
بارد كثلج القطبين ومظلم كظلام قبر لا ترى فيه جسدك أمامك وإن تحركت ،ساكن كسكون المقابر
مع قطرة ماء تسقط من حنفية في احدى زواياه ترتطم بوعاء صدء أسفلها كل عشر ثوان تقربك إلى الجنون منها إلى الإدراك.

وكنت أنا الضحية المثلى لا لشيء فقط لكون صهباء
الشعر خضراء العينين ملامح أدركت مع تتالي العقوبات الموجهة لي بصفة خاصه أنها تمقتها بشدة  فكرت أنني لربما أشبه عشيقها الذي هجرها أو ببساطة لأنها تغار مني، لكني أرجح أنه بسبب عنادي و قوة شخصية فلم أكن أرضى بالذل والمهانة منذ صبايا ولم أتوسل المغفرة منها قط ونتيجة لذلك أنا لا أتذكر عدد المرات التي دخلت فيها إلى ذلك المكان فقد توقفت عن العد بعد المئة.

لكن لم يكن ذلك المكان عقابها الوحيد الذي كانت تمارسه بل قد تعددت فنون تعذيبها حتى شككت بانسانيتها وجزمت بجنونها وإضطرابها العقلي.

لن تشفق عليك ان بقيت في الخارج بينما تتهاطل عليك الأمطر والثلوج حتى تصاب بالحمى....
ولن تتردد في جلدك بعصى من الزيتون الرفيعة تاركة جسدك مخطوط كجلد حمار وحشي، وستعمل حتى تنهك قواك و لن يشفع لك مرضك، جروحك، نزيفك، ولا حتى إحتضارك ولن تفلت من كلامها الجارح الذي يقطر سما .

كل ذلك كان سببا كافيا يدعوني لمحاولة الهروب وقد حاولت عدة مرات ولكن لم أستطع فالسور عال ومن المستحيل أن أتسلقه بمفردي لصغري
ولا أحد يتجرأ فعلها غيري كما أن تواجد البومة الساهرة حارس الميتم في الليل يجعل الأمر أشبه بالخروج من بوابة الجحيم .

إلا أنني لم أكف عن المحاولة ولم أستستلم يوما فقد أصبحت أيامي هناك عبارة عن تخطيط للفرار و تنفيذ للمخطط  ، لكن كلما أمسكوا بي أتعرض لعقاب أسوأ من سابقه حتى أصبح القبو مكان نومي الدائم وكف السياط عن إيلام بعد أن فقدت الإحساس بالجلد على ظهر.

عنقاء مَخْفِيٌة||مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن