الـبِدايـة
تجلس على أرضية تلك الغرفة الفندقية شاعرةً بالدمار، محدقةً بالجدار.
تُركت لتحترق وحدها، و هي صغيرة جداً لتتحمل كل هذا الألم.
تعد جروحها و تحاول تخديرهم جميعاً.
أعطته نفسها، دمها، عرقها. قلبها و دموعها.
و بداخل عقلها تتساءل، لما لا يهتم؟
هي قد كانت معه هناك، حيث لا أحد. و ها هو ذهب و تركها.
و لديها أسئلة له.
*****
دموعها تجري على خديها و هي تقف أمامه، وجهها شاحب و عينيها يحيط بهما السواد، شعرها غير مرتب و قد فقدت الكثير من وزنها، بدت في حالة يرثى لها.
قد كانت كالوردة في الحقل، يُسر الناظرين برؤيتها، حتى قطفها هو ليحتفظ بها لنفسه لكنه لم يعتنِ بها، فذبلت.
ينظر لها ببرود بينما هي تصرخ بسؤالها الأول و دموعها لا تتوقف عن الإنهمار:"أخبرني من تظن نفسك لتحاول تمزيق إيماني؟".
لم تهتز به شعره و فقط يوجه لها نظرات الإشئمزاز و الشفقة، لم يحاول أبداً فتح فمه للحديث معها.
صاحت بسؤالها الثاني بينما تمسك بياقة قميصه و تهزه:"لماذا تحاول التلاعب بي كالحمقاء؟ لكن أتعلم شيئاً؟ لم يكن علي أبداً أن أثق بك"أفلتته و قد إستدارت لتسير و تجلس على الكرسي تمسح دموعها من على وجنتيها التي إحمرت بسبب البكاء.
جرت دموعها مجدداً و قد شعرت بالجرح في قلبها ينزف أكثر، و قد خابت كل توقعاتها. إعتقدت أنه سوف يهتم. لكن لا.
أرجعت شعرها للوراء و نظرت له لتسأل سؤالها الثالث بخيبة أمل:"لِمَ لم تكن أنت الشخص الذي كنت أقسم أنك سوف تكونه؟".
نهضت من على الكرسي لتلقي له نظرة خيبة و تلتفت لتتجه نحو الباب، و بات جرها ينزف أكثر و أكثر.
خرجت من المنزل لتسير تحت المطر الغزير، شدت معطفها عليها و واصلت سيرها تحت المطر و هي ما زالت تبكي.
*****
كعادتها تجلس في تلك الغرفة و بيدها زجاجة ڤودكا تشرب منها و تفكر.
كان إسمها محفوظاً في فمه، و حين كان يجب أن يذهب، بصقه.
و صوته، كان أكثر صوت مألوف لها، و أصبح الآن خطراً عليها للغاية!
أنت تقرأ
لدي أسئلة/ وان شوت
Historia Corta"و الآن أنت ذهبت و أنا هنا لدي أسئلة لك". مُقتبسة مِن أُغنية I have questions للمُغنية Camila Cabello جَميعُ الحُقوق مَحفوظة لي© الغِلاف مِن صُنع المُبدِعة: Flupex