one shot

516 15 6
                                    

كان يجلس على احد المقاعد الخشبية فى الحديقة العامة .. لم يهتم بالجو اللطيف والشمس المشرقة .. كل ما كان يشغله هو الملف الازرق بين يديه .. تنهد بضجر وهو يرفع عينه أخيرا عن الأوراق المطبوعة داخل الملف ليلقى نظرة على هذا الطفل صاحب الملامح الملائكية .. جالس كما هو على الارجوحة لم يتحرك او يفكر حتى فى تحريك الارجوحة للعب مثل الأطفال من حوله .. ساكن الحركة كعادته منذ وجده فى الخزانة من أسبوع فى منزل الضحايا .
فرك جبينه بيأس .. أسبوع ولم يستطع حل لغز تلك الجريمة البشعة .. من الواضح أن الدافع كان الإنتقام .. الطفل اختبئ فى الخزانة بأمر من والديه ، أو بدافع الخوف .. الطفل لا يتحدث ولم يظهر اى رد فعل على الحادث .. الجمود فقط هو كل ما يبديه .. تذكر وصف الطبيب لحالته بالصدمة وتذكر أيضا نصيحته له بتركه فى المشفى تحت رعاية الولاية .. زفر بتذمر وهو يتذكر كيف ورط نفسه مع طفل لم يتم الحادية عشر شاهد على قضية بشعة راح ضحيتها أبواه ! .. اى جنون سيطر على عقله وقتها ليرفض اخضاعه لرعاية الولاية وإيداعه فى إحدى دور الأيتام .. هذا مصيره عاجلا ام اجلا .. نظر مرة أخرى للصور الفوتوغرافية للجريمة .. أحشاء الام فى طنجرة كبيرة بالمطبخ ، بينما جسدها ملقى فى حوض الاستحمام .. بينما الاب جزئه العلوى بالمراب بينما الجزء السفلى عارى بالفراش .. الغريب هو عدم العثور على رأس اى من الضحيتين .. واضح ان المجرم احتفظ بهما بسبب مجهول .. الاداه المستخدمة فى الجريمة هى المنشار الكهربى .. تم العثور عليه فى المراب ولم يتم العثور على اى بصمات عليه.. وفى المنزل ايضا كانت فقط بصمات الزوجة والزوج والطفل .. شريط التسجيل لكاميرا المراقبة خارج المنزل لم تستطع الشرطة العثور عليه .. جريمة خطط لها بعناية ودقة .. على الأرجح مجرم متمرس .. او .. حاد الذكاء .. أسبوع كامل ولم يتم العثور على اى دليل يقود لمنفذ تلك الجريمة البشعة بكل المقايس .. عائلة عادية غرقت فى الديون لكن ليس لدرجة قتل أحدهم لهم بتلك الطريقة الهمجية .. رفع وجهه مرة أخرى عن الملف ونظر لساعته بضجر .. لوى ثغره بامتعاض .. نسى وقت الغداء كعادته .. والطفل لم يتذمر من الجوع كما لا يتذمر من شئ على الإطلاق .. وكعادته .. عيناه لا تحيد عن المحقق كمن يخشى رحيله دون اكتراث به ... أشار له المحقق بيده ليتحرك ببطء وهدوء باتجاهه .. أمسك المحقق يده بتعب واسرع باتجاه احد المطاعم وهو يتمنى أن يتحدث بأى حرف حتى ولو تذمر .. لكن كلها أمال لن تتحقق بسهولة .. دلف إلى مطعم للوجبات السريعة ، وجلس على إحدى الطاولات وطلب وجبتان وعصير برتقال للطفل ، وكوب قهوة داكنة له .. دقائق وسمع صوت الهاتف يصدح فى جيب بنطاله الجينز الأسود .. نظر إلى الشاشة ليقراء اسم المتصل ويبتعد قليلا عن الطاولة .. وكعادة الطفل عيناه على المحقق .. كان يتحدث بحنق شديد بينما الطفل يحرك شفتاه كما يحركها المحقق .. عاد المحقق بعد دقيقة وتناول شطيرته بغضب بين .

اشرقت الشمس على جسد المحقق يجلس على مقعده الخشبى يرتكز بمرفقيه على مكتبه وفى يده أوراق القضية التى بات لا يشغله غيرها .. لكنه بلا رأس !

كان إياد ذلك الطفل ذو الملامح الملائكية جالس على الأرض بمنزل الشجرة بمنزل والديه ويبتسم بسعادة شديدة .

إياد بسعادة: الأن لن نفترق أبدا .. الان انا اهم شئ لديكم .

كانت عيناه على ثلاثة رؤوس بشرية .. والداه .. والمحقق !

النهاية

🎉 لقد انتهيت من قراءة إياد 🎉
إيادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن