روى الواحدي في كتاب :
أن رجلاً من أشراف أهل البصرة كان منحدراً إليها في سفينة و معه جاريةٌ له، فشرب يوماً و غنته جاريته بعودٍ لها و كان معهم في السفينة فقير صالحفقال له: يا فتى تحسن مثل هذا ؟
قال: أحسن ما هو أحسن منه -و كان الفقير حسن الصوت- فاستفتح و قرأ :{ قل متاع الدنيا قليل و الآخرة خير لمن اتقى و لا تظلمون فتيلا * أينما تكونوا يدرككم الموت و لو كنتم في بروج مشيدة }
فرمى الرجل ما بيده من الشراب في الماء و قال : أشهد أن هذا أحسن مما سمعت فهل غير هذا ؟
قال : نعم فتلا عليه :
{ و قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها } الآية
فوقعت في قلبه موقعا و رمى بالشراب في الماء و كسر العود ثم قال : يا فتى هل ههنا فرج ؟قال : نعم { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم } الآية فصاح صيحة عظيمة فنظروا إليه فإذا هو قد مات رحمه الله
YOU ARE READING
رحمه الله
Nouvellesقُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ .