Chapter 19

98 3 0
                                    

كانت يداى ترتعش مع ارتعاش جسدى.

رأيت والدتى فى الأمس وبالرغم من التقاء عينانا لثوانى قليله حتى هربت عيناها مبتعده عن عيناى،ولكن فى تلك الثوانى القليله سمعت صوت الصرخات التى امتلكتها والدتى فى الكابوس الذى رأيته بوضوح داخل عقلى ولأول مره منذ فتره طويله صمتت شياطينى وكأنها تمنحنى فرصه لكى استمع لتلك الصرخات وكأنها الشئ الأخير الذى ستستمع له اذناى.

لم تكن والدتى متواجده فى المنزل.

أين ذهبت؟ لا اعلم ولكن ربما كانت تتواجد فى مكان ما له علاقه بعملها.

لم يتواجد احد سواى.

كنت وحيده مثلما كنت طيله حياتى.

الاشياء الوحيده التى جاورتنى هى بعض الأوراق وقلما أسود والشفره الحاده الاخيره التى امتلكتها.

لذلك كان جسدى يرتعش وكأنه يعد نفسه للبرودة التى ستحتله عند الموت، ربما علم أننى قد اخترت الموت.

وربما خشى من تسرب دمائه منه مره آخرى.

لا مزيد من الفرار ولا مزيد من الألم،نهاية هذا الطريق افضل من المحاوله للعوده ومواجهة كل شياطينى.

توقف ارتعاش يداى فقط عندما امسكت بالقلم وأخرجت أول ورقه وبدأت فى الكتابه محاولهً أن اتجاهل رعشه جسدى وصوت صرخات والدتى الذى شارك الألم فى احتلاله لعقلى.

فكتبت رساله انتحارى...

* * * * * * * *

بعدما انتهيت من الكتابه كانت صرخات والدتى قد خفتت بداخل عقلى حتى تغير وصفها إلى همسات وكانت هذه هى أول مره تتواجد بداخل عقلى همسات لا ينشدها شياطينى.

حملت الأوراق القليله ووضعتهم بداخل ظرف وتكتهم بجوارى على السرير.

لم تتوقف رعشه جسدى خاصهًعندما حملت يدى الشفره الحاده،وقد ازدادت فى تلك اللحظه جالبه معها الارتجاف إلى يداى مجدداً.

شعرت بكل الآمى تتضاعف بمجرد ملامسه جلدى لذلك السلاح.

اختفت صرخات والدتى تماماً التى اصبحت همساً بمجرد ملامسه الشفره لمعصمى.

ارتجف جسدى بأكمله واستمرت عيناى فى اطلاق كل الدموع التى استطاعت اطلاقها مكمله لما بدأته بعدما انتهيت من كتابه تلك الرساله الراقده بجوارى.

شعرت بمشاعرى تعود إلى عندما ضغطت بأخد الأطراف الحاده على معصمى ولكننى علمت أننى إذا توقفت ستختفى تلك المشاعر مجدداً تاركه خلفها الألم الذى لم يفارقنى لسنوات.

كانت هذه المره مختلفه،لن تكن جرحاً سطحياً.

ولأن هذا الجرح مختلف وضعت كل الطاقه التى تبقت بداخلى فى زياده قوتى فى الضغط على الشفره حتى يصبح لطرفها اثر على معصمى.

لقد اشتقت لتلك اللسعه التى تهز جسدى بمجرد تكون جرحاً جديداً.

ولكننى لم اشتاق للدماء والتى كانت كثيره.

رسمت خطاً أفقى مستخدمه اياها وعندما رأيت كميه الدماء التى كانت تتركنى علمت حينها أن هذه هى نهاية هذا الطريق.

علمت أن هذا الجرح كان كافى لجعل شياطينى صامته ولجعل ألمى راحه.

اسندت رأسى على الوساده التى تواجدت خلفى ووضعت الشفره الحاده بجوار المغلف الذى حمل اوراق رسالتى،أوراق نهايتى. متجاهلة آئار الدماء التى حملتها الشفره.

واغمضت عيناى عندما شعرت بفقدان جسدى اتزانه وتحرك الغرفه من حولى.

وعندما رأيت الظلام يعتم رؤيتى علمت أن هذه المره هذا الظلام ليس ما تراه روحى بل عيناى.

وشعرت بروحى تنسحب او ربما تنام.

لم اشعر بألم.

شعرت بفراغ؛لم اشعر بأى شئ سوى الفراغ،وكان به راحه.

لم اشعر بألم.

وبقدر ما كان هذا حزين ولكننى قد اكتشفت أن الطريقه الوحيده التى وجدت لكى اتخلص من ألمى كانت ملخصه فى أن اتخلص من روحى التى احتلها الألم.

وفى تلك اللحظات التى كانت فيها عيناى مغلقه شعرت بسكون لم يقاطعه همسات شياطينى او صرخات والدتى او الألم الذى كان يتزايد بداخلى كل يوم.

شعرت بهدوء. 

* * * * * * *

A/N 

the only things left is me posting the suicide letter and chapter 20 which will be the last one.


That Road | هذا الطريقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن