الفصل الرابع

3.7K 117 5
                                    

لم تكن تبالي للنظرات الفضولية التي تتلقاها بسبب مظهرها المبلل ولم يقترب أحد للتحدث معها بسبب علامات الوجوم البادية على وجهها  كما أنها منذ قدومها للشركة كانت منعزلة منطوية عن الآخرين...... وصلت الى مكتبها وهي تتنفس بعمق وتحاول تصفية ذهنها ......نزعت عنها سترتها السوداء المبللة  وهي تتوجه نحو حمام مكتبها ....حملت المنشفة وهي تجفف وجهها  ألقت نظرة في المرأة على وجهها  وهي تجفف شعرها الأسود .....كانت وجهها شاحبا نحيلا ..أما عينيها فكانت جامدة كالمعتاد ركزت نظرها في المرآة على عينيها وهي تتذكر همس إحدى الفتيات في الثانوية عن عينيها ولكنها سمعتها كانت تردد بأن" لها  عينين مرعبة  ليس فيهما ذرة مشاعر ....كعيني الأموات  تماما....  " إبتسمت بسخرية وهي تتمتم....."قريبا سأصبح واحدة منهم...."

وضعت المنشفة في مكانها وهي تجمع شعرها في كعكة  أعلى  راسها وهي تحمد الله بأن قميصها الابيض لم يتبلل فلقد حمتها سترتها السوداء .....أما بخصوص سروالها المبلل فهو سيجف ....كانت غير مبالية كعادتها هادئة واثقة لاتفقد أعصابها أمام أحد لم تظهر شخصيتها الحقيقية لأحد حتى لنفسها فهي كامنة في أعماق روحها مقيدة بعدة أغلال صعبة الحل  وحولها عدة أسوار القت بجسدها المنهك على كرسي المكتب وهي تحمل قلما وتبدأ بدراسة الملف الموضوع امامها فإن جلست بلا عمل سيأخذها   فكرها إلى وادعميق من الذكريات التي تريد تناسيها .....

بدل ملابسه في حمام مكتبه وهو يحمد الله لانه يضع ملابس إضافية دوما في خزانة مكتبه إن حدث أمر جلل ضروري ....شعر بالقلق عليها وهو يفكر أنها حتما ستمرض تلك المجنونة بعد ذلك الحمام المطري الذي تعرضت له فلقد شاهد شحوب وجهها عندما دخلت إلى كما لاحظ أنها تتجنب الجميع كالعدوى ....أطلق زفرة عميقة وهويؤنب نفسه للمرة التي نسيها أنه لادخل له فيها ولتفعل ماتشاء .....ولكن تبا له فهو يشعر بإنجذاب نحوها لم يختبره طوال سنواته الرابعةوالثلاثين ....هو لم يتذكر أنه أعجب بفتاة ما من قبل أو جعلته يفكر فيها كما تجعله ليلى ...حتى أنها لم تتقرب منه أو تتملقه مثلما تفعل معظم الفتيات التي إلتقى بهن فإما يكن معجبات أوطامعات في ثروته ووسامته سمع هاتفه يرن ......فحمله من على سطح  المكتب وهو يطالع الإسم المكتوب على شاشة الهاتف بحاجبين معقودين وعلامات التسائل تظهر على وجهه ..ضغط على زر الإجابة وهو يضع الهاتف على أذنه ويهتف بصوت حازم متسائل....."ماذا هناك ياحسناء...؟؟؟"

******************************

رمت نفسها على السرير بتعب وإنهاك وهي لاتصدق بأنها وصلت للقصر بعد جهد كبير فلقد طلب منها مراد أن تعود للقصر وحدها فيبدوا أن حسناء حدث لها أمر جلل إظطره للذهاب إليها كما أن وليد مشغول في الإجتماع أما حسام وبسام فغير موجودان ليقلاهاوللقصر لذلك إظطرت للعودة في الحافلة رغم تعبها الشديد ....تحاملت على نفسها وهي تتوجه نحو الحمام للإستحمام فمرضها يزيد من تعبها ومن آلام جسدها ولكن عليها أن تتحمل فلقد طلبت منها الجدة عند دخولها للقصر أن ترتدي ثوبا ملائما للعشاء فستحل عليهما خطيبة وليد ووالدتهاضيفتان للعشاء كما فهمت من حديث الجد أن والد خطيبة وليد المدعوة مريم متوفي....

           الحان غسق الفجر /  الكاتبة غسق السوسن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن