ربّاه!
أقرأ فانفيك وتكون البداية مُملة ثمَّ أَضع بعض التعليقات الجزئية أُظهِر فيها القليل من استيائي فَ تُخبِرني صاحبة الكتاب أن أُعطي الكِتاب فرصة وأُتابع القِراءة فالكتاب في مُنتصفِه أو آخرِه سيصبح أفضل؟!!
هههه لا حقيقةً هذا مَدعاةٌ للسخرية..
حبيب .. هل تتوقّع من القارئ أن يُجبِر نفسه على القراءة ليُعطي كتابك فرصة؟
أيُّ كتابٍ هذا الذي مِن فَضلِ القارئ أن يحتمِله فَربّما يتحسَّن فيما بعد؟!
حسناً (شهيق زفير) كيفَ يجبُ أن تكون الافتتاحية؟حسب منهاج اللغة العربية "الجملة الافتتاحية" تلعب دوراً مهماً في القصة، هي أوّل ما يُلاقي عيون القارئ، ألا تعتقدون أنها يجب أن تكون جذّابة كفاية حتى يُتابِع القارئ القراءة؟
بداية القصة يجب أن تكون مُلفِتة تشجِّع على القراءة..
أفضَل الطرق لكِتابة الافتتاحية هي :
الحوار مع القليل من الوصف.مثال 1 :
"كان هناك طفلة صغيرة تعيش في مسكن إكسو، كانت الطفلة ابنة الخادمة التي تنظف البيت.
عندما عاد اﻷعضاء من الجدول كانت الصغيرة تلعب بألعابها، هي نهضت لتُلاقي لهم لكنَّها تعثَّرت، فركض سوهو نحوها يحملها بين ذراعيه بخوف وقال للبقية :
- لقد أخافتني...".طبعاً مثال 1 هو المثال السيِّء لكن لن تﻻحظوا مدى سوءِه إن لم تقرؤوا مثال 2 اﻷفضل ☺
مثال 2 :
" فُتِح قفل الباب وأُنير المَدخل الضيِّق القصير مُعلِناً وصولهم بضجَّتهم وضوضاءِهم.
تنبَّهتْ الصغيرة ذات العامين عن ألعابها، ونهضتْ مُسرعة نحو الباب مثل جرو يُلاقي صاحِبه بخطوات مُتعثِّرة لفرطِ لهفتِها للقاءِهم، وَ صوت زغردةِ ضحكاتِها يَسبِقها.
فتحَ سوهو ذراعيه مُستعِداً لاستقبالها فَ أسرعَتْ أكثر وسقطتْ!
صاح مُندفِعاً نحوها :
- الله الله!
وَ رفعها عن اﻷرض بمُداراة يتفقَّدُها إنْ كانت قد أُصيبَتْ، أشرقَ وجه الطفلة حين صارتْ بين يديه، وظهرتْ اﻷسنان الناعمة في فمها بضحكة عريضة :
- نمنم!
نقرَ سوهو اﻷنف الدّقيق مُداعباً :
- أخفتِني يا صغيرة .. نمنم؟ جائِعة؟
(استدار نحو بقية اﻷعضاء الذين يتدافعون داخلين) أخافتْني.
قالها بارتياح وهو يشدُّ يده حولها بشبه ضمّة...".ما الفرق بين المثالين؟
ما الذي يميِّز المِثال الثاني عن اﻷوَّل؟التفاصيل الحركيّة :
وَصْف التفاصيل الحركيّة حقاً يُعطي الكثير من المُتعة للقارئ، أقصد بهذا حركات الشخصيات وتعابيرهم وجلساتِهم وغير ذلك، حتى أنَّ النَّص يُصبِح أطوَل وأكثر تسلية عندما تَصِف الحركات عكس وَصف الجوامِد الذي يجعل القارئ يشعر بالضّجر والسّأم!
و على ذِكر "وَصف تفاصيل الجوامِد" قرأتُ الكثير من الفانفيك الذي وُصِفَ فيه الجماد بشكل جَعلني أصفع وجهي!
بعض الفانفيك التي قرأتُها وَصَفَتْ الغرفة بكلّ ما فيها من تفاصيل وَ بيت البطل وَالحديقة الذي يذهب إليها وَسيارته و .. و ..إلخ، والمؤلم أنَّ الوصف كان بلا هدف 😩
يعني فقط وَصف وَصف وَصف لا يقدِّم في القصة ولا يؤخِّر 😫
مِن هُنا نستنتج شيئاً :
أنَّه ليس علينا وَصف شيء بدون سبب، نحن نقرأ في الروايات العالمية وُصوف للجوامِد لكن تلك الوُصوف كُتِبَتْ لهدف كَ عَكس طبيعة الشخصيّة الرئسيّة أو إيصال إحساس مُعيَّن للقارئ.إمم نعود للموضوع اﻷصلي :
ما الذي يميِّز المثال الثاني عن اﻷوَّل؟غير التفاصيل الحركيّة يوجد انطباع تُعطِيه الشخصيّات، الطفلة بدَت مرِحة، سوهو بدَا حنوناً، اﻷعضاء بدوا مليئين بالحياة (ضوضاءهم)، أَي أنَّ الافتتاحية أوصلَتْ شيء ما للقارئ، أوصلَتْ بعض المعلومات عن شخصيّات القصة، والمهم أنَّها أوصلت هذه المعلومات بشكل سلِسل دون أن يَشعُر القارئ بذلك.
انتهت المحاضرة!
أرجوا أن تنتبهوا لبداية القصة أكثر من الآن فصاعداً.
أي سؤال أو إضافة منكم؟ ☺
قم بتاغ هنا لعدد من الأشخاص حتى يستفادوا
أنت تقرأ
محاضرات في الكتابة من بومة
Non-Fictionكتاب لِـمساعدة الذين يكتبون "فانفيك" بالأخص كتبتُه بقلب صافي و مُحِب 💙 ⚠الكتاب عبارة عن "بهادل/محاضرات" لفش قهري (لا حدا يتحسس) . . . اقرؤوا واسألوا (ﻻزم نتبادل المعارف لنتعلم أكثر) ولا تخافوا ما بعضّ. كل بارت سيحتوي في البداية على مقطع انفعالي (به...