اقتباس

4.4K 111 0
                                    

مر شهر على وفاة نعمات ومنذر تظاهرت وفاء خلال هذا الشهر بالأسى الشديد على ما حدث لإخوتها وظلت تنتظر طوال هذه المدة حتى هدأت الأوضاع ثم قررت أخيرا أن تستفيد من الذهب الذي خططت وفعلت كل ذلك لتحصل عليه.

عادت وفاء إلى منزلها وذهبت إلى غرفتها ثم فتحت الخزانة حتى تخرج الذهب ولكنها لم تجد شيئا.

اتسعت عينيها بصدمة وأخذت تبحث كالمجنونة عن الذهب ولكن دون جدوى فصرخت ولطمت خديها وصاحت بحسرة:

-"يا نهار أسود ومنيل بستين نيلة ، الدهب راح فين؟!"

شدت شعرها بقسوة وهي تقلب الغرفة كلها رأسا على عقب في محاولة يائسة منها لإيجاد الذهب دون جدوى فجثت أرضا وظلت تبكي بشدة إلى أن انتبهت إلى تلك الورقة المطوية الملقاة بجوار السرير ، فاقتربت منها وانتشلتها وأخذت تقرأ محتواها وكانت الصدمة عندما رأت الكلمات المكتوبة في الرسالة بخط وتوقيع زوجها فوزي:

-"إزيك يا فوفو يا حبيبتي عاملة إيه ، أنا هتكلم معاكِ بصراحة ومن غير مماطلة ، أنا زهقت من العيشة معاك وعايز أجدد شبابي وأعوض الأيام السودة اللي قضيتها جنبك مع واحدة تانية أحبها وتحبني والحمد لله أنا لقيت الست دي بس واجهتني مشكلة صغيرة وهي أني كنت محتاج فلوس عشان أقدر أتجوزها والمشكلة دي اتحلت بفضل الدهب بتاع أمك الحاجة سامية وزي ما الناس بتقول ، محدش يقدر يسرق حاجة مسروقة من صاحبها ومعمول محضر في القسم بالكلام ده ، صحيح نسيت أقولك أنك طالق بالتلاتة وورقتك هتوصلك بعد يومين ، سلام يا فوفا وياريت متنسيش تلمي حاجتك بسرعة وتروحي بيت أمك ؛ لأني بعت الشقة قبل ما أسافر والمشتري الجديد هيجي بكرة عشان يستلمها".

تعالت ضحكات وفاء بشكل هستيري من هول الصدمة التي تعرضت لها فقد ضحت بوالدتها وإخوتها حتى تكون الفائزة الوحيدة في تلك اللعبة ولكنها بدلا من ذلك خسرت كل ما تملكه ولم يتبق لها أي شيء.

وانهمرت دموع الوردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن