اقتباس

4.1K 105 0
                                    

سمعت سامية صوت طرقات على باب منزلها فنهضت من فوق الأريكة وصاحت بنزق:

-"حاضر يا اللي بتخبط هفتح أهو ، هي الدنيا طارت ولا إيه!!"

اشتد الطرق أكثر  فصاحت سامية وقذفت الطارق بوابل من الشتائم السوقية وهي تتوجه نحو الباب حتى تفتح لهذا المزعج الذي يدق الباب بعنف وكأنه يريد أن يكسره.

تيبست أطراف سامية بعدما فتحت الباب فقد رأت أمامها مجدي برفقة بعض عناصر الشرطة.

تقدم منها مجدي قائلا بخشونة:

-"ادخلي نادي لابنك ، احنا معانا إذن من النيابة بالقبض عليه".

ضربت سامية صدرها ثم أخذت تلطم خديها وهي تصيح بجزع:

-"ليه يا حضرة الظابط؟! ده أنا ابني غلبان ومش بيعمل أي حاجة".

ابتسم مجدي بسخرية وقال:

-"واضح فعلا أنه غلبان وعشان كده حاول أنه يقتل مراته وباين عليكِ أنتِ قد إيه أم مثالية وده ظهر بوضوح لما أنتِ ساعدتي ابنك في أنه يتخلص من جثة ورد اللي أنتم فكرتوها ميتة".

انتبهت سامية إلى الثلاث كلمات الأخيرة التي نطقها مجدي فوضعت يدها على قلبها وهتفت بتعجب:

-"فكرناها ميتة!! هي ورد لسة عايشة؟!"

أومأ لها مجدي بابتسامة مستهزئة على حالها الذي انقلب بسرعة البرق بعدما علمت أن زوجة ابنها حية ترزق:

-"أيوة عايشة وقدمت فيكم بلاغ بأنكم حاولتم تقتلوها يعني أنتِ ونعمات هيتقبض عليكم مع منذر".

أشار مجدي إلى العساكر حتى يحضروا منذر فدلفوا إلى الداخل وقاموا بتفتيش المنزل ولكنهم لم يجدوا أي أثر لمنذر أو لنعمات.

نظر مجدي لسامية بغضب وهتف بخشونة:

-"انطقي يا ست أنتِ وقولي ولادك فين بدل ما هخلي يومك أسود النهاردة".

هزت سامية رأسها وأخذت تبكي بانهيار فقد خسرت كل شيء وحان الوقت حتى تنال جزائها.

كرر مجدي جملته بصرامة فصرخت سامية بانهيار وهي تجثو أرضا:

-"معرفش هما فين ، والله العظيم ما أعرف مكانهم ، هما خرجوا الصبح بدري ومحدش منهم قال هو رايح فين".

حصل مجدي على الجواب الذي أراد سماعه من سامية بعدما حضر إلى المنزل صبي صغير في عمر العاشرة وهتف بصوت جهوري:

-"الحقي يا ست سامية ، منذر ابنك قفش نعمات في بيت تامر صاحبه وقتلوا بعض ومحدش منهم خرج عايش".

صرخت سامية بقلب أم مفجوع على أولادها:

-"يا لهوي!! يا ضنايا يا ابني!!"

لم تتحمل سامية هول الصدمة فسقطت مغشيا عليها أمام مجدي الذي كان ينظر للفتى بذهول.

وانهمرت دموع الوردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن