🌓🌔🌕🌖🌗🌘
بليلة باردة في شهر سبتمبر، جلس يونقي ذي الخامسة و عشرين ربيعا، على شرفة صغيرة بشقة جيمين، توام روحه الذي صغره عامين. تغطيهما ملائة صغيرة لتبعد نسمات الخريف الباردة و تجلب القليل من الدفئ، أعلاهم بدر نصف الشهر مضيئا وجهيهما بنور خافت و نجوم بعيدة تتلألا رغم تلوث الجو من ازدحام مدينة سيول.
- هيه، يونقي.
- ماذا؟
- ماذا سيحل بالقمر ان لم ينعكس عليه ضوء الشمس؟
- سيكون مظلما بالطبع. فهوا مجرد حجر.
التفت جيمين الى يساره لينظر في عيون الشاب الاكبر، عيونه الناعسة تتمعن به بإستغراب.
- إن كان الأمر كذلك.. فلما الغزل به؟
- لان الجمال احيانا لا يظهر من تلقاء نفسه، احيانا يحتاج الى القليل من الحب ليخرج. أوليس البشر كذلك أيضا؟
- ربما. و لكن بسببه يحدث الكسوف، الا يجعله ذلك جميلا ايضا؟
- لكن القمر ليس الوحيد المسؤول عن ذلك.
رفع يونقي يده ليمسك بيد الأصغر، مقبلا كفه بلطف. و راقب شفتي جيمين تبتسمان خجلا.
- القمر قد لا كون جميلا جدا وحده، جيمين. و لكن منه نرى المد و الجزر، و منه يكون الليل. الجمال لا يحتاج ان يكون براقا و بهيجا مثل الشمس، فوحدته و هدوئه يبعد القلق للبعض. يخبرهم انهم ليسو وحدهم، فهوا هناك كذلك. و على اي حال، لا اظن ان البشر سيحتملون الشمس دائما.
ضحك الاكبر ضحكة خفيفة، يدع لا تترنح عن يد الاخر.
- مثلك.
- ماذا تقصد؟
- حسنا. أحيانا، و رغم كثر اصدقائي، أعرف انني في نهاية اليوم سأعود الى شقتي وحيدا، لا حضن عميقا يحتضني و لا شفتين تقبلان خدي عندما ابكي، وحدتي تكون موحشة احيانا. و لكن.. منذ ان صرنا معا لم اعد اشعر كذلك. فليس لك شعاع موهج، بل وجود دافئ يبعد حزني بعيدا، و انا سعيد لذلك. شكرا لكونك قمري، يونقي.
نهض جيمين قليلا ليقترب من الاخر ليتكأ على كتفه، شفتيه تلامس ترقوته البارزة من القميص. يونقي، مفعم ببهجة لم و لن تتسع في قلبه الصغير، قبل رأس حبيبه بخفة.
- و شكرا لكونك شمسي، جيمين. شكرا لأنك لم تلبث ان تعكس وجودك المضيئ علي، معك صرت اشعر بأني جميل، ليس بمظهري الخارجي و لكن بروحي. احبك.
و تحت ضوء القمر تلك الليلة، قبل يونقي جيمين. و قد تكون لحظة عابرة لكل من قد يمر، و لكن لهما؟ كانت لحظات تبقى بالذاكرة مدى الازل، حتى يفنا وجودهما الى النجوم، لتتلألا في عتمة السماء مجاورين للشمس و القمر.