١٠ والاخير

6.2K 151 14
                                    

الفصل العاشر.

وبعد يومين كانت جوان قدر ركنت سيارتها امام مكتبها..ونزلت منها وقد بدأ عليها الأعياء بصورة لم يسبق لها مثيل.

منذ بضعة ايام لم ير احد تانير في المدينه ..ترى اين اختفي..عللت جوان الأمر بأنه قد يكون هرب مع ليندا!
غير ان هذه الفكرة لم تسبب لها اي حزن اوغضب وكأنها تعاني من حالة جمود او عدم صفاء ذهن.
كانت تعمل وتأكل وتنام بصورة آليه.اي انها مارست نمط الحياة التي كانت تحياها من قبل.
وهاهي تبكي تانير كما كانت تبكي جوني.
وقبل ان تلحق بالباب كانت جلينا في استقبالها،فتحت الباب وامسكت بذراعها لتساعدها على تمالك اعصابها.
ثم اعلنت:
_هناك حريق عند لييل سمر لقد التهمت النيران المنزل كله تقريبا وبدأت تلمس في الاشجار.
ودون تردد اتجهت جوان نحو سيارتها..ركبت وأخذت الطريق المؤدي الى مكان الحريق.
ان روح المشاركة الوجدانية تظهر في ديكتون عند الشدائد..
الجميع يشمر عن ساعده دون تردد ليسهم في نجدة الجار.
انها الشهامة التي هي شيمة رجال المدن الصغرى.
وبقيت جوان وجلينا يومين مع عشر نساء في اعداد الشطائر وتقديم الشاي او القهوة للرجال الذين يقاومون الحريق.
كان السواد يعلو وجوههم مع احساس بجفاف في الحلق.
لمحت جوان تانير وهو يكافح النيران مع الآخرين ولكن عندما تلاقت نظراتهما أدار تانير وجهه عنها وابتعد.

وفي اليوم الثالث وقد بدأ الرجال في السيطرة على الحريق ،كانت جوان تقدم لهم القهوة.
ولكا ذهبت الى احدى السيارات لـتأخذ منها الترموس حتى تقدم القهوة الى متطوعين آخرين جاءت الى مسامعها هذه المحادثة:
_بلنسبة لي انا لا اقول شيئا عنه لقد كافح النار بكل قواه.
وقفت جوان لتصغي جيدا،ولم تكن تحتاج للأستفسار عمن يتكلمون عنه.لأنها كانت تعلم..
وجاءت اجابة الآخر:
_وهو يعرف كيف يطفيء النار..كما ان اللهب لايخيفه.
وانطلقت ضحكات من الجميع.

ليست هذه اول مرة تسمع فيها جوان تعليق الناس على بسالة تانير,وكان هذا يضيف اليها سبب آخر لتقلق عليه.
كانت ترى الذين يعودون من مكان الحريق وغيرهم يأخذون مكانهم..هاقد مر يومان لم ترى فيهما تانير..

بعد الظهر وبعد ان تكلمت مع احد الرجال انصرفت في اتجاه دخان كثيف.
هناك رأت تانير ..كان وجهه وعيناه يكسوهما السواد،
كان مستندا على حائط صغير وعيناه مغلقتان من التعب وبدون مقدمات قالت له:
_لقد احضرت لك شيئا لتأكله.
فتح تانير عينيه لحظة ورأت جوان فيهما وميضا تعرفه جيدا ولكنه وميض مضطرم وتقطعت أنفاسها امامه.
تأمل تانير وهو يبتسم الساندويشات والتورموس اللذين احضرتهما.
_تدليل آخر هذا؟
اجابته وهي تضع الطعام على الأرض.
_بالضبط.
الآن وقد اطمأنت على سلامة تانير فلا داعي لبقائها في هذا المكان..فهمت بالأنصراف لكن صوت تانير قد اوقفها:
_لقد رأيتك بالأمس مع ديف كنت تعالجين حرقا في يده،اراكما متفاهمان.انه فعلا ممتاز بالنسبة لك وهو الوحيد الذي يستحقك.
_أتريد ان ابقى معه؟لماذا؟
فأجاب بسؤال
_الم يكن هذا حلمك منذ البدء وهو ماقد اتيت عندي من أجله!أليس كذلك؟1
_كلا! يجب ان أعود انهم محتاجون لي هناك.

وتحقق الأمل ..  عبير الجديدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن