الجزء الأخير ..
كانت النتيجة تخبرها بأنها بالمرتبة الأولى على المنطقة التي تعيش بها والمرتبة الثانية على مدينها . كانت لا تصدق ما تراه عينيها . ذهبت إلى والديها القلقان مثلها تمام . وأخبرتهم بما في الشهادة وكانت السعادة تغمرهما لا يجدون ما يقولونه من شده السعادة التي يشعرون بها .. وبعد مرور يومين من ظهور النتيجة . قال لها والدها : أميرتي الصغيرة هل فكرت بالجامعة التي تريد الالتحاق بها ؟؟! شادن : اجل أريد دراسة .... و ... و ... الأب : تمهلي يا أميرتي ما كل هذا ؟؟ شادن : أريد التجول في العالم وتعلم كل شئ أريد عمل شئ عظيم .. الأب : يمكنك اختار شئ واحد وتحقق فيه ما ترغبين بالقيام به .. شادن بصوت هادئ : سأفكر .. وبعد مرور أسبوع من التفكير وخوف والديها من الذي ستختاره من كل هذه الاختيارات . في يوم وهي تمسك بورقه وقلم وتحدث نفسها وهي تكتب .. أريد أن أكون طبية و طيار وقبطان ومهندسة أريد اشيااااااء كثيرة ماذا أفعل ؟؟؟ وأغلقت عينيها قليلا ثم قالت : وبعد تفكير حصلت عليها أخيرا .. يتطلب لكل هذه المجالات التي أريدها وسيله تنقل من مكان إلى مكان ودوله إلى دوله لدراستهم .. لهذا سوف أبدا بتعلم الطيران الذي كنت أرغب بتعلمه منذ طفولتي .. وذهبت إلى والديها مسرعه وقالت: الطيران هو مجال الطيران .. إلام : طيران !! هذا خطر جدا عليك كفتاه ..؟؟؟ شادن : لالا انه مفيد لي كفتاه .. لم يستطع والديها في الوقوف أمام رغبتها التي تريدها .. وبالفعل قامت بالالتحاق بأحد اكاديمات الطيران .. وكانت كل يوم تتعلم وتكتشف أشياء في هذا المجال الواسع الملئ بالمغامرات التي تهواها .. وبعد مرور سنتين في هذا العالم الذي ابهرها الذي بما يحتويه من العجائب التي توجد به .. في السنة التالية ومع دخول وقت الدراسة قامت بالتقديم في احد الاكادميات البحرية ولكن مدير الاكادمية عند رأت الملف الخاص بشادن تفاجأ ثم قال : الم تدرسي الطيران ؟؟ شادن : بلى . المدير : لم تريدين الالتحاق بالبحرية ؟؟ شادن : لطلب علم هذا المجال .. المدير : ألا يكفي مجال الطيران سكون من الصعب عليك دراسة البحرية مع عملك أو انك لا تعملين ؟؟ شادن وهي مبتسمة : بلى أعمل في إحدى شركات الطيران . ولكن من أراد الوصول إلى ما يريد يجب عليه أن يبذل الجهد الذي يوصله .. المدير وهو مندهش : لم أرى مثل هذا ولكن لا يوجد في الملف ما يجعلني لا أوافق .. وقد بدأت شادن بدراسة هذا المجال ولكن الشهر الأول كان من الصعب عليها تنظيم وقتها بين عملها بالطيران وبين دراستها البحرية وبعد شهرين من التحاقها تمكنت من تنظيم وقتها وقد كان كل يوم يمر عليها ملئ بالمعارف والمغامرات والرحلات وكل ما تحبه . وكان مجال البحرية عالم بديع فقد علمت أشياء لم تراها سوا في الأفلام وكانت لا تكاد تصدق ما تقوم بدراسته .. وبعد سنتين من الدراسة هذا المجال الذي اكتشفت الفرق بينه وبين مجال الطيران فكرت بالالتحاق بجامعه أخرى مجالها من أكثر المجالات إنسانية .. وقامت بالتقديم في مجال الطب كانت السنة الأولى هي من أصعب السنين التي مرت عليها حيث أنها كانت تعمل في مجالين وتدرس في الوقت نفسه مجال الطيران كانت تقوم بالرحالات الليلية و البحرية كانت تعمل في نهاية كل أسبوع على سفن صغيرة لا تسافر خارج الدولة وتدرس .. وفي السنوات التي بعدها كانت أسهل من التي كانت قبلها فقد اعتادت على نظام حياتها هذا . لمدة سبع سنوات وبعد تخرجها من الجامعة بالمرتبة الأولى وأصبحت من اكف الطيارين وأكثر خبره في طرق البحار الدولة التي بها . وفي يوم عطله وهي تشاهد التلفاز عن القتلى والجرحى الذين هم في سوريا فكرت وقالت مجال الطب الذي تعلمته لم أستفد منه بعد ؟؟ لم لا أساعد هؤلاء المساكين ؟؟ وفي اليوم التالي قررت بالذهاب إلى سوريا ومساعدهم وقد جهزت كل ما تحتاجه من الأجهزة والأدوات التي تساعدهم بها وقد أخذت عطله لمدة شهرين من عماليها .. وعند نزولها من الطائرة على ارض هذه الدولة وهي ترى الحال التي عليها دمعت عينيها من الذي تشاهده .. وقد عملت في احد المستشفيات التي يوجه إليها المصابين . وكل يوم ترى فيه كل الذين يأتون إليهم تشعر بالحزن والأسف عليهم . وتريد فعل أي شئ لإخراجهم من هذا الحال الذي يألم القلب وتدمع العين منه . وفي نهاية منتصف الشهر الأول وهي تتفقد المرضى ليلا وجدت طفله صغيرة تنظر إلى النافذة وتتحدث إلى نفسها بهمس جلست شادن إلى جانبها وقالت لها بكل حنان : بما تفكر ملكتي الصغيرة في هذا الوقت المتأخر ؟؟ الطفلة : بكل حزن سأخرج في الصباح الباكر من هنا ولكني أخشى أن اذهب إلى مكان عائلتي ؟؟ شادن : لما تخشين الذهاب إلى عائلتك ؟؟ الطفلة : أخاف أن يكون قد افتكوا بهم وأظل وحيدة !! وأخذت بالبكاء.. شادن وهي تضمها : سأذهب معك غدا و سيكونون بخير .. وفي الصباح اصطحبتها الطفلة إلى المكان الذي تلجئ فيه عائلها وعند رايتها للمكان إذا هو مكان ملئ بالخردة ولا يصلح للعيش أبدا ومع ذلك ملئ بالأشخاص المصابين والقتلى الذين لا يستطع الذهاب إلى المستشفيات ..وهناك رجل يحاول مساعدهم لكن كانت تنقصه الأدوات . فذهبت شادن في الحال إلى المستشفى التي كانت تعمل بها وأخذت ما يحتاجه ذلك الرجل لمساعدتهم ..وبعد أن قدمت شادن بالأدوات و قدمتها له .قال لها : شكرا لقدومك .. أنا دكتور محمد وأنتي ؟ شادن : أنا .. أنا احتارت ماذا تقول هل قبطان شادن أم كابتن شادن أم دكتورة شادن ... فأجابت فقط بأنا شادن ..محمد : ماذا كنتي تعملين قبل قدومك إلى هنا ؟ شادن : كنت اعمل طيار وبحار .. وهنا أمارس الطب .. محمد باندهاش كيف هذا ؟؟؟ شادن : لقد درست الطيران فأصبح طيار ودرست بحرية فأصبحت بحار ودرست الطب فأصبحت طبيبه ولكن لم أجد مكان انسب من هذا لممارسه الطب والاستفادة مما تعلمته .. محمد : هذا شئ خيالي .. شادن : بعد الشئ ليس كثيرا .. ومع مرور الأيام وكل يوم محمد وشادن يتقربا لبعضهما البعض أكثر .. وكل منهم يقص للأخر قصته مع الحياة .. وفي أخر ليله قبل انتهاء الفترة التي قدمت من اجلها ..وشادن جالسه مع محمد ويأخذهم الكلام ..قال محمد بهمس : هل تقبلين بالزواج مني ؟؟ لم تصدق شادن ما تسمعه أذنيها . وقالت باندهاش : ماذا قولت ؟؟ محمد : هل تقبلين بالزواج مني ؟؟ لم تعلم شادن كيف تقوم بالرد على هذا السؤال الذي فاجئها .. وقد احمر وجهها من الخجل .. ويريد بالإجابة بالموافقة ولكن خجلها جعلها تحاول تغير الموضوع بسرعة قائله : سأعود غدا إلى بلادي ولا أريد أن اذهب واترك هؤلاء المساكين في هذا المكان .. فقاطعها محمد : هذا معناه أنك موافقة .. شادن : بخجل قامت بهز رأسها بالموافقة وذهبت مسرعه إلى مكان نومها ..وبعد شهرين من مساعدها هي ومحمد لهؤلاء الأبرياء ومعايشتهم وحزنها على ما تراه كل يوم من عائله تفقد راعيها ومن أطفال يفقدون والدتهم وكثيرون الأمور التي يستحيل التفكير بها .. وها هو حان وقت العودة وانتهاء الفترة والتجربة الصعبة التي عاشتها وهي على أول سلم الطائرة ولا تريد ترك هؤلاء الأبرياء ولكن لم تكون في قلق كبير عليهم لأنها تعلم أن محمد معهم وهو قادر على مساعدتهم .. ولكن لم يظل هذا لوقت طويل فخطر لها فكرة عادت مسرعه إلى محمد وقد أخبرته عن تلك الفكرة فشجعها على القيام بها وقاما بعد الأسر والأفراد وعادت إلى المدينة التي تعيش بها وبكل حماس قامت ببناء عدد من المنازل وتجهزها للعيش للذين يعشون في ذلك المكان الذي لا يصلح للعيش وفي ليله وهي تكلم محمد وتطمأن على الوضع هناك وهو يتابع الفكرة التي قامت بإخباره له وأنها كادت تنتهي وصمت لحظة ثم قالت :ولكن هناك شئ ينقص كيف سيواصل كل منه حياته دون عمل ؟؟ محمد : ألا يوجد أي عمل يمكن أن يعملوا به ؟؟ شادن : فكرت في الأمر فوجدت أن الحل الوحيد للاستفادة و مساعدتهم هو بناء مستشفى لان أكثر هؤلاء الأسر أطباء فيمكنهم أن يجدوا رزق أطفالهم بالعمل بها ..فما رأيك ؟؟ محمد : أنها فكرة عظيمة للغاية ستساعد الكثير منهم ..وبعد مرور ثلاثة أشهر من بناء المستشفى والمنازل وأصبح كل منهم جاهز . قامت بإرسال طائرة و أخذت الملتجئون وقدم معهم محمد و قامت بإسكان كل أسرة في منزل مع توفير مصدر رزق ثابت لهم .. وبعد شهر وقد رأت نجاح وتحسن تلك الأسر كانت لا تجد ما توصف به السعادة التي تنتابها .. هي تشاهد عمل أنساني عظيم ظلت تعمل لأجله سنوات طويلة وان كل ما تعلمته ساعدها كثيرا .. وفي يوم وهي تتجول في المستشفى وترى ما فيها من براعة هؤلاء الأطباء قال لها محمد : الم يحن الوقت لكي نسعد كما أسعدنا هؤلاء الناس ؟؟ شادن : لم تجب .. محمد :فكرت بان يكون زفافنا الأسبوع القادم وان أكمل معك باقي مغامراتك وأحلامك ؟؟ فهل هي فكرة جيدة ؟؟ شادن : تهز رأسها بنعم محمد : أريد سماعها منك .. شادن : نعم جيدا جداا .. وبعد مرور أسبوع وقد حان وقت زفافهما وكانا في غاية السعادة وكل من حولهم يتمنى لهم السعادة كما جعلوا حياة الأخير سعيدة .. وبعد شهر من زفافها قامت شادن بالتحليق مع محمد على متن طائرة حربية و كان هذا اليوم من أكثر الأيام التي لم تعشها من قبل . فقد قامت بالتحليق بطائرة حربية مع زوجها التي تحبه كثيرا ورأت الاختلافات بينها وبين التي اعتادت على الطيران بها .. وبعد ذلك قامت شادن ومحمد بتقديم طلب برحلة استكشافيه على سطح القمر وتمت الموافقة عليه .. وعند صعودهما على القمر ورأوا الكون من خارج الكرة الارضيه و كان بمثابة حلم لا يصدق . وبعد مرور شهر على هذه التجربة الخيالية .. قامت شادن بلف العالم بأكمله واكتشافه بصحبه شريكها في الحياة محمد .. كل يوم كنا يتعلمان شئ جديد في هذه الحياة ..وبعد أن انتهت من تحقيق جميع ما كانت تحلم به والذي ساعدها على ذلك محمد .. قامت بنشر مقال في احد الجرائد ألمعروفه وقد تكلمت عن تجربتها مع الحياة وكيف عاشت واستمرت في التعلم حتى وصلت إلى ما تريده ..وفي نهاية قالت : يجب على كل امرئ تحديد ما يريد و ينظر إلى نفسه ويخاطبها قائلا .. أذا كنت تحلمين بالنجاح والتفوق والوصول إلى ما تريدين فلا تيأسي أبدا ولا تجعلي أول عاقبه في طريقك الأخيرة فالحياة تجارب و من أراد شئ فعل المستحيل لتحقيقه .. لأنه ليس بمجرد الحلم سيتحقق لابد من العمل .. وبالعزمة والأسرار سيتحقق كل أحلامك .....
SHADEN AYMAN