بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وعلى أله وصحبه الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد
أسأل الله الذي أكرم ياموالي مقامكم وشرف منزلتكم وشأنكم أن يكرمني بولايتكم والأئتمام بكم وبلبرائة من أعدائكم وأسال الله البر الرحيم أن يرزقني مودتكم وأن يوفقني للطلب بثأركم مع الأمام المنتظر الهادي من آل محمد
.............في اليوم الحادي عشر من شهر المحرم قد جاؤوا بالنياق المهزولة لترحيل آل رسول الله فلا غطاء ولا وطاء
لآل رسول الله أشرف أسرة وأطهرها وأتقاها على وجه الأرض وكأنهن سبايا الكفار والمشركين
لقد كان تعامل الأعداء معهن في منتهى القساوة والفظاظة وكأنهم يحاولون الإنتقام منهن ويطلبون بثارات بدر وحنينعن كتاب ( أسرار الشهادة ) للدربندي :
ثم أمر عمر بن سعد بأن تحمل النساء على الأقتاب بلا وطاء ولا حجاب فقدمت النياق إلى حرم رسول الله
( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد أحاط القوم بهن وقيل لهن: تعالين وأركبن فقد أمر إبن سعد بالرحيلفلما نظرت زينب ( عليها السلام ) إلى ذلك نادت وقالت :
سود الله وجهك يا بن سعد في الدنيا والآخرة تأمر هؤلاء القوم بأن يركبونا ونحن ودائع رسول الله ؟
فقل لهم : يتباعدوا عنا يركب بعضنا بعضاً
فتنحوا عنهن فتقدمت السيدة زينب ومعها السيدة أم كلثوم وجعلت تنادي كل واحدة من النساء بأسمها وتركبها على المحمل حتى لم يبق أحد سوى زينب ( عليها السلام )فنظرت يميناً وشمالاً فلم تر أحداً سوى الإمام زين العابدين وهو مريض فأتت إليه وقالت :
قم يابن أخي واركب الناقة
قال : يا عمتاه! إركبي أنت ودعيني أنا وهؤلاء القوم
فألتفتت يميناً وشمالاً فلم تر إلا أجساداً على الرمال ورؤوساً على الأسنة بأيدي الرجال فصرخت وقالت :
واغربتاه! وا أخاه! وا حسيناه! وا عباساه! وا رجالاه! وا ضيعتاه بعدك يا أبا عبد الله...وفي يوم الحادي عشر من المحرم..
لما أراد الأعداء أن يرحلوا بقافلة نساء آل رسول الله من كربلاء إلى الكوفة مروا بهن على مصارع القتلى وهم جثث مرملة ومطروحة على التراب فلما نظرت النسوة إلى تلك الجثث صحن وبكين ولطمن خدودهن
وأما السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام ) فقد كانت تلك الساعة من أصعب الساعات على قلبها وخاصةً حينما نظرت إلى جثة أخيها العزيز الإمام الحسين وهو مطروح على الأرض بلا دفن وبتلك الكيفية المقرحة للقلب* يعلم الله تعالى مدى الحزن الشديد والألم النفسي الذي خيم على قلب السيدة زينب وهي ترى أعز أهل العالم وأشرف من على وجه الأرض بحالة يعجز القلم واللسان عن وصفها
فقد مد أولئك الذئاب المفترسة أيديهم الخبيثة إلى جسد أطهر إنسان على وجه الكرة الأرضية آنذاك وأراقوا دماءً كانت جزءاً من دم الرسول الأقدس وقطعوا نحراً قبله رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مئات المرات وعفروا خداً طالما إلتصق بخد الرسول الأطهر ورضوا وسحقوا جسداً كان يحمل على أكتاف الرسول الأعظم وكان محله في حجر الرسول وعلى صدره وظهره
لقد كان الرسول الكريم يحافظ على ذلك الجسم العزيز حتى من النسيم والمطر.. فكيف من غيره؟
أنت تقرأ
رحلة العشق
General Fictionلقد تحدى أبو الأحرار برحلتهِ هذه ( بثورته الكبرى ) الطبيعة البشرية التي هي أسيرة الغرائز و العواطف فقد تحرر منها و لم يعد لها أي حكم أو سلطان عليه وقد مكنته قواه الروحية في ذاتية مذهلة أن يشق طريقه الخالد ليحقق المعجزة و يقول كلمة الله بإيمان لا...