17. أغنية وطن

2K 96 80
                                    


- سموك
استيقظ من شروده على تلك الكلمة حيث كان كلوفيس يسأل : ما رأيك بالإجراء الذي يجب أن نتبعه تجاه هذا الطفل ؟ الاطفال في بلستروس يدخلون سجن الاحداث أو يقدمون الى اطباء نفسيين في مصحات خاصة ، لكن هذا قد يلزم اخذه خارج المخيم و هذا أمر ممنوع
كان الأمر محيراً له ، فبالنسبة لمن اقاموا التمرد فيمكن عقابهم هنا داخل المخيم اما بالاعمال الشاقة او ما شابه فهم لم يقتلوا احداً و ان كانوا لم يمانعوا فعل ذلك لو استمر الأمر طويلاً ، لكن هذا الطفل كاد يقتل ليفيوس لولا أن اروليان تمكن من احضاره في الوقت المناسب قبل ان ينزف حتى الموت ، و الأمر الاخر انه طفل في العاشرة فبالطبع لن يواجه عقوبة سجن مؤبد او ما شابه ، فحتى لو قتل شخص تحت السابعة عشر شخص آخر فهو سيحبس في سجن الاحداث لبضع سنوات حتى يتم التأكد من أنه لن يفعلها مجدداً و يتم اخراجه بعدها ليعود للعيش حياةً طبيعية
اخذ نفساً عميقاً و نطق : خذه الى احدى الخيام و ليراقبه جندي حتى نرى في أمره
ادى كلوفيس تحية عسكرية و خرج مع الجندي الممسك بالطفل ، و الذي لم تتغير ملامحه اطلاقاً مما جعل حيرة إغناسيو تزداد : من غير المعقول أن يقوم طفل بفعل أمر بهذه الجرأه
- الاطفال في دوريشيا يفعلون اكثر
التفت الى اروليان بعد أن تمتم بهذا و قد عاد للجلوس على مقعد قرب ليفيوس
لاحظ إغناسيو كم يبدو صاحبه محبطاً تجاه الذي حصل لليفيوس ، و بدا كأنه يلوم نفسه بطريقة ما ، لا يعلم لما هو متأثر بهذه الشدة رغم ان الطبيب طمأنهم عليه ، لكن ربما كون اروليان يحمل عيوناً مطابقة لعيون ليفي و قد كان مثله قبل بضعة سنوات
اغمض عينيه محاولاً ابعاد تفكيره عن اي شيء آخر ، موضوع ماضي اروليان رغم كونه أمراً مهماً للغاية الا انه لم يبحث فيه ، هو يعلم ان الملك بالتأكيد حاول إيجاد حقيقته دون ان يعثر على شيء
و اروليان ذاته قال انه فاقد للذاكرة و لا يعرف الا ان اسمه اروليان ، رغم أن إغناسيو يتذكر تماماً ما يكرره صديقه اثناء نومه و كوابيسه

أريسا .. سلين .. اراد مراراً سؤاله عن هذين الاسمين ، لكنه خشي أن يعيد له ذكريات يريد نسيانها
لذا هو سيتجاهل هذا الأمر ، حتى يأتي اليوم الذي سيأتي هو بنفسه و يحدثه عمن يكون

*.*.*.*.*.*.*.*

كانت جالسةً في خيمتها تفكر بالكثير ، أمير بلستروس و موقف الدورشيين تجاهها و الكثير من الامور الأخر
- دعني أدخل ، إنها صديقتي
- سمو الأمير أمر أن لا يدخل احد من اللاجئين إليها
سمعت هذا الصوت خارج باب الخيمة فوقفت بتردد و سارت ناحية الصوت و هي تنطق : فيولا ؟
انتبه لها الجنود و كذلك فيولا التي نطقت : يوري ، أأنت بخير ؟
ابتسمت بهدوء و أجابت : أجل اطمئني ، أنا بخير و لم أصب بأذى ، من فضلكم دعوها تدخل ، فهي صديقتي حقاً
رغم ترددهم إلا أنهما و بسبب كونهما كانا من الحاضرين ليلة الأمس تذكرا هذه الفتاة التي كانت اللاجئة الوحيدة التي اعترضت على قرار البقية
لذا نطق احدهما : ادخلي لكن لا تطيلي البقاء
همهمت بانزعاج و دخلت لتسرع ناحية يوريسيل و تربت على كتفيها : أأنت بخير حقاً ، لقد خفت عليك حين سحبوك من الخيمة قبل احراقها ، لقد امسكوا بهم جميعاً و يبدو أن عقوبة شديدةً ستواجههم
ابتسمت بهدوء : أنا بخير حقاً ، لقد كان اغفالاً مني أن افتح عيني دون التأكد من خلو الخيمة من أحد ، لم انتبه إلا حين هتف الأطفال باسم سكارليت و خرجوا يركضون من الخيمة
سارت فيولا ناحية السرير و هي تسحب يوريسيل معها لتجلسا قرب بعض : حاولت التغطية على الأمر و اسكات الاطفال لكنهم كانوا مذهولين فمعضمهم يرون عيون سكارليت للمرة الأولى ، كان علي تنبيهك أن الأطفال كثيراً ما يأتون لخيمتنا حتى تكوني حذرة
- ليست غلطتك فيولا ، أنا التي لم أشعر بهم ، لكن لا بأس فأنا كنت انوي كشف نفسي قريباً ، رغم أني عمياء لم أرد أن ابقى طيلة الوقت بذلك الوشاح
الا ان يوريسيل استدركت امراً : سمعت ان ليفيوس اصيب بالأمس ، أهو بخير ؟
تغيرت ملامح فيولا و طأطأت رأسها : أجل ، اصابته كانت شديدة ، لكني مررت بالخيمة الطبية قبل القدوم الى هنا و سمعت انه بخير سوى انه لازال فاقداً لوعيه ، لكني صدمت حين علمت بأن ماتيا هو من آذاه
- ماتيا ؟
- احد اطفال بربلاي ، انه طفل هادء و يبقى وحده معظم الوقت ، حتى أنا بالكاد يتحدث معي ، و هو يتيم الوالدين و جاء إلى هنا العام الماضي مع مجوعة من ابناء العشيرة ، لم اتوقع بأنه قد يفعل شيئاً كهذا فهو ليس من النوع العدواني
طأطأت يوريسيل رأسها و تمتمت : اعتقد أن فكرة حقد البربلين على المارينين ترسخت في ذهنه بطريقة ما
صمتا للحظات بعد هذا ، كلاهما تفكر بالأمر و ماذا سيكون مصير ذلك الصغير
الا ان فيولا رفعت رأسها و تمتمت : يوري هل لي أن أطلب منك معروفاً ؟
استغربت المقصودة من ذلك لكنها نطقت : تفضلي
أخذت نفساً عميقاً و بجد : لا تذكري اسم سلين عند أروليان إطلاقاً
قطبت حاجبيها فما الرابط بين أروليان صديق الأمير و سلين : لما ؟
لم تستطع فيولا اخبارها بالسبب فقالت : لذا اسميه معروفاً ، لا استطيع اخبارك بالسبب لكني ارجوك أن تسديه لي ، مهما حصل لا تذكري اسمه لا لأروليان و لا للأمير إغناسيو
رغم جهلها بالأمر إلا أنها اومأت إيجاباً موافقة فبالتأكيد إصرار فيولا هذا له معنى
بينما كانت فيولا حريصة كل الحرص أن لا يكون هناك أي سبب قد يدعوا أروليان للعودة إلى ذلك الجحيم المسمى دوريشيا ، خاصةً إن كان الأمر متعلقاً بأخيه الأكبر سلين

قمر الصباححيث تعيش القصص. اكتشف الآن