9

1.9K 127 17
                                    

كان الماء يتخلل قدمي و شعرت به يرتفع شيئا فشيئا و لم أشعر إلا بيد هاري و هي تسحبني وراءه إلى مكان أعلى من هذه الغرفة التي نحن بها

كنت أسمع أصوات الصياح و بكاء الأطفال ، و بعض اصوات النساء التي تعالت هلعا و اصوات الرجال التي تصرخ و هي تنقل الجميع الى سطح الباخرة ،  انا لا أكاد أصدق ما يحصل ، آخر ما توقعت حصوله ،
الباخرة تغرق !

كان هاري يمسك بيدي بقوة شديدة و يسحبني بسرعة كي يستطيع اللحاق بآخر القوارب التي أعدت للنجاة،كان يردد كثيرا و يقول " لا تفلتي يدي ، امسكيها بقوة ، لا أريد ان تضيعي بين الركاب الآخرين " قالها و هو ينظر لي بقلق و يعاود النظر الى الحشود امامه

كنت خائفة بشدة و انا احتضن يد هاري بقوة و أمشي مسرعة معه كي نصل بسرعة

سمعت صوت القبطان و هو يقول ممسكا بمكبر الصوت :
" رجاءا دعوا النساء و الأطفال يركبوا القوارب أولا  " قالها و هو يرشد العمال لإنزال القوارب لصعود الركاب لان الباخرة أصبحت تفقد اجزاءا كثيرة بسبب المياه التي أكلت قطعها

كان الأطفال متمسكين بوالدتهن بشدة و هم يذرفون دموعهم خوفا من ما يحصل ، لا يعلمون ما حصل ، القدر فقط أراد ذلك .

قام هاري بدفعي بخفة و هو يقول :
" انزلي بسرعة قبل ان تمتلأ القوارب " قالها و هو يحاول ان يقوم بادخالي بين الراكبين و انا وقفت مكاني أمسكت بقميصه أشده لي ناظرة بعينيه

" ماذا عنك هاري ؟لا أعتقد ان القوارب كافية، اتوسل إليك أركب أحدها بسرعة " كنت أحاول قدر استطاعتي ان امسك دموعي و امنعها من أن تذرف باكية كطفل فقد أمه وسط الحشود المتراكمة بكثرة

أمسك هاري بيدي الاثنتين و هو يضمها في قبضتيه
" ثقي بي ، سأحاول قصارى جهدي أن أبقى معك ، انتبهي على نفسك آن  "

أمسك أحد رجال الباخرة و سحبني الى احدى القوارب و هو يبعدني عن هاري ، شعرت بانقباض صدري و انا انزل القارب و أرى هاري يحاول التطلع إلى أي قارب لأنه يعرف ما ستفعله فتاة متهورة مثلي،  اللحاق به بالطبع

كنت أمسح بعيني الباخرة بأكملها لعلني أجد قاربا كي ينقذ الركاب الباقين

كان هناك لا يزال قارب صغير لمحته عن بعيد بدأت أصرخ بأعلى ما يمكنني :
" هاري ! هاري أسرع هناك قارب صغير بعد ! أسرع اتوسل إليك " قلت و كانت بعض النساء في القارب الذي انا فيه تحاول امساكي من السقوط في الماء

وجدت هاري يومئ لي و يركض إتجاه القارب ذاك ، كنت المحه بصعوبة بسبب الضباب الشديد الذي غلف الأجواء

سمعت صوت تلاطم بعض موجات الماء بعضها ببعض و رأيت هاري يحاول السباحة للوصول للقارب .... الذي اعتقد انه الأخير !

بدأت أصرخ :
" أرجوكم التفتوا إلى الفتى ذلك وراءكم ، سوف يموت تجمدا و هو يسبح في هذه المياه المتثلجة "  كنت أنظر لهاري و انا أطعن ألف مرة من ما أراه و هو يرتجف بشدة و يمسك بقطع الخشب كي لا يغرق

تلاشى كل شيء أمامي بسبب الضباب و بعض الفتيات المجاورات لي حاولوا امساكي كي لا انزل سابحة بالماء متوجهة لهاري

لم أفعل شيئا سوى الصمت و الصدمة و انا لا أشعر بشيء

كانت يداي ترتجفان بشدة و انا أحاول التطلع إلى هاري بأي طريقة

كنت أتألم و أطعن آلاف المرات لفكرة فقدانه و انا لا أكاد أصبحت على بعد خطوة من البقاء معه إلى المدة التي أريدها

كنت متجمدة من شدة البرد و لم انم لفترة طويلة
سقطت بين يدي و لا أعلم أن كان قد اغشي علي ام انني نمت تعبا

ظننت انني كنت سانزل من هذه الباخرة و أعيش بشكل عادي و انا اتسكع مع هاري كل نهار و أعود ضاحكة معه

ليس بهذا الشكل ! أبحث عنه لعلني أجده حيا !

اتمنى رؤيتك مجددا هاري ....... لن أستطيع التخلي عن مشاعري اتجاهك

.
.
.
.
.

وصل قاربنا بعد يوم و نصف للندن و كنت أسحب حقيبتي بيأس باحثة عن منزل والدتي و وجدته و انا أحاول أن ان أبدو طبيعية و امسح ملامح الألم و اليأس من وجهي

فتحت امي الباب و هي مبتهجة بشدة و عانقتني بشدة و حاولت ان انسى ما حصل بينما انا في حضن والدتي الدافئ

دخلت للداخل و انا افاجئ بأن والدتي قامت بتحضير غرفتي كاملة

كان الليل قد حل و معاد النوم قد فات لذا ذهبت للغرفة و رتبت كل شيء بس كل سريع و رميت بنفسي على سريري و انا اموت تعبا ألما و حزنا

تخيلوا لو أنني كنت هنا في غرفتي أحادث هاري و نخطط أين سنقضي اليوم معا

.
.
.

استيقظت صباحا و انا اتحضر كي أذهب إلى العمل و أخذ وظيفتي عندهم

أخذت وظيفة طبيبة المشاكل العاطفية .... رائع جدا انا من أحتاج هذه الرعاية صحيح ؟

استلمت زي العمل و ذهبت عائدة للمنزل و كانت امي سعيدة جدا و قالت لي أن أغير ثيابي و أن أذهب لها لنأكل الغداء معا ......

تناولت طعامي معها و انا امثل دور السعيدة جيدا كي لا تسألني امي عن ما حصل ، لا أريد ان تتألم بسببي

ستبقى مشاعرك محفورة في قلبي دائما يا هاري ! عاشقة غارقة فيك ! هكذا ستمشي بقية ايام حياتي ....... تعبت من قسوة الحياة علي

ليتني لم ألتقي بك هاري ، ليتني بقيت مع رفاقي و هنا في لندن مع والدتي

ذهبت في المساء إلى الكنيسة و أنا أدعو الرب أن يفعل الحسن لي و له



_____________________♡______________________

مرحبا ! اعلم أن الجزء قصير بعض الشيء .... سامحوني !
بشكل عام ما رأيكم بالقصة حتى هذا الجزء  . احبكم و دمتم سالمين

friends in love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن