ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺍﻓﺎﻗﺖ ﺍﻻﻡ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻬﺎ ﺍﺛﺮ ﻭﻻﺩﺓ
ﻣﻮﻟﻤﺔ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﺔ ﺭﻭﻳﺔ ﺍﺑﻨﻬﺎ
ﺍﻟﺬﻯ ﺍﻧﺘﻈﺮﺗﻪ ﻟﺴﻨﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﺍﺣﻀﺮﺗﻪ ﻟﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﺔ ﺛﻢ ﺧﺮﺟﺖ، ﻫﻤﺖ ﺍﻻﻡ ﺑﺮﻓﻊ
ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ، ﺍﺧﺎﻓﻬﺎ ﻣﺎ ﺭﺍﺕ!
�
ﻃﻔﻞ ﺑﻼ ﺍﺫﻧﻴﻦ�
ﺍﻻ ﺍﻧﻬﺎ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻓﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺭﻓﻌﺖ ﻳﺪﻳﻬﺎ
ﻭﺷﻜﺮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻄﻴﺘﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ،
ﻭﺍﺣﺘﻀﻨﺖ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻰ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻭﻫﻤﺴﺖ
ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻧﺖ ﺍﺑﻨﻰ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ�.
ﻭﻣﻊ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻭﺍﺟﻬﺖ ﺍﻻﻡ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻀﺎﻳﻘﺔ ﺍﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻭﺟﻴﺮﺍﻧﻪ
ﻭﺍﻗﺮﺑﺎﺋﻪ ﺍﻻ ﺍﻧﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺒﺘﺴﻤﺔ ﻓﻰ
ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺩﺍﻋﻤﺔ ﻟﻪ�.
ﻟﻦ ﺗﻨﺴﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﺭﻣﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ
ﻓﻰ ﺍﺣﻀﺎﻧﻬﺎ ﺑﺎﻛﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﺍﺣﺪ
ﺍﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﻮﺣﺶ،
ﺍﻻ ﺍﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ:
ﺑﺤﺒﻚ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺍﻧﺖ.
ﺭﻏﻢ ﻫﺬﺓ ﺍﻻﻋﺎﻗﺔ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺍﺩﺍﺅﻩ ﻛﺎﻥ
ﻣﺘﻤﻴﺰﺍ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ، ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ ﻛﻠﻴﺔ
ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ، ﻳﺪﺭﺱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ
ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.
ﻭﻓﻰ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻣﻊ
ﺍﺣﺪ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﻳﻦ، ﻓﺤﻜﻰ ﻟﻪ
ﻣﺄﺳﺎﺓ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ: ﺍﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻧﻘﻞ ﻟﻼﺫﻧﻴﻦ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻰ ﺣﺎﺟﺔ
ﻟﻤﺘﺒﺮﻉ. ﻓﻮﺍﻓﻖ ﺍﻻﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻱ ﻣﺘﺒﺮﻉ.
ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﺍﺗﺼﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ
ﺑﺎﻻﺏ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺍﻟﻤﺘﺒﺮﻉ ﻻﺟﺮﺍﺀ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻻﺑﻨﻚ.
ﺳﺎﻝ ﺍﻻﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺣﺘﻰ ﺍﺷﻜﺮﻩ،
ﻓﺮﻓﺾ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻤﻪ، ﺑﻨﺎﺀﺍً ﻟﺮﻏﺒﺖ
ﺍﻟﻤﺘﺒﺮﻉ.
ﻭﺍﺟﺮﻳﺖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﻨﺠﺎﺡ، ﻭﺍﺻﺒﺢ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﺍﻟﻮﺣﺶ ﺭﺟﻼ ﻭﺳﻴﻤﺎ.
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﺩﻓﻌﺘﻪ ﻟﻠﺘﻔﻮﻕ
ﺍﻛﺜﺮ ﻭﺍﻛﺜﺮ، ﺣﺘﻰ ﺍﺻﺒﺢ ﺳﻔﻴﺮﺍ ﻟﺒﻼﺩﻩ،
ﻭﺗﺰﻭﺝ ﺑﻤﻦ ﺍﺣﺒﻬﺎ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ، ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ
ﻣﻦ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻤﻠﻴﺘﻪ، ﻇﻞ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﻋﻦ
ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻡ ﻟﻪ ﺃﺫﻧﻴﻪ!!!
ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻮﻓﻰ ﺩﻣﺎﻏﻴﺎً، ﻭﻣﻦ ﻫﻢ
ﺫﻭﻭﻩ؟
ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺷﺨﺼﺎً ﻣﺮﻳﻀﺎً؟
ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺃﺟﻮﺑﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻓﻲ
ﺧﺎﻃﺮﻩ ﻭﻻ ﺗﻔﺎﺭﻗﻪ ﺍﺑﺪﺍ.
ﺳﺄﻝ ﺃﺑﺎﻩ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺘﺒﺮﻉ،
ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ ﺑﺎﻟﺠﻤﻴﻞ، ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ
ﺃﻥ ﻳﻜﺎﻓﺄﻩ
ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻧﺠﺎﺣﺎﺗﻪ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ.
ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ ﺍﻷﺏ ﻗﺎﺋﻼً ﻟﻪ:
»ﺻﺪﻗﻨﻲ.. ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻋﺮﻓﺘﻪ، ﻓﻠﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ
ﺃﻥ ﺗﻮﻓﻲ ﻟﻪ ﺣﻘﻪ «.
ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺯﺍﺭ ﺍﻻﺑﻦ ﺑﻴﺖ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ
ﺑﻌﺪ ﺳَﻔﺮ ﻃﻮﻳﻞ، ﺃﻣﻀﺎﻩ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺟﻨﺒﻴﻪ
ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻋﻤﻠﻪ.
ﺣﻤﻞ ﺍﻻﺑﻦ ﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﻗﺮﻃﺎﻥ ﺫﻫﺒﻴﺎﻥ
ﺍﺷﺘﺮﺍﻫﻤﺎ ﻷﻣﻪ.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻟﻸﻡ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺷﺎﻫﺪﺕ ﺟﻤﺎﻝ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻘﺮﻃﻴﻦ.
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻬﺪﻳﺔ ﺑﺸﺪﺓ، ﻗﺎﺋﻠﺔ ﻟﻪ ﺃﻥ
ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﺣﻖ ﺑﻬﻤﺎ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺷﺒﺎﺑﺎً
ﻭﺟﻤﺎﻻً.
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﺍﻻﺑﻦ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺇﺻﺮﺍﺭ
ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ، ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﻘﺮﻁ ﺍﻷﻭﻝ
ﻟﻴﻠﺒﺴﻬﺎ ﺍﻳﺎﻩ، ﻭﺍﻗﺘﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﺃﺯﺍﺡ ﺷﻌﺮﻫﺎ
ﻓﺄﺻﺎﺑﻪ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ......
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺃﻣﻪ ﺑﻼ ﺃﺫﻧﻴﻦ!
ﻋﺮﻑ ﺍﻻﺑﻦ ﺑﺄﻥ ﺃﻣﻪ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﺒﺮﻉ ﻟﻪ
ﺑﺄﺫﻧﻴﻬﺎ!
ﻓﺄُﺻﻴﺐَ ﺑﺼﺪﻣﺔ، ﻭﺃَﺟْﻬَﺶَ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ
ﻭﺿﻌﺖْ ﺍﻷﻡُ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻨﺘﻲ ﺍﺑﻨﻬﺎ
ﻭﻫﻲ ﺗﺒﺘﺴﻢ.
ﻗﺎﺋﻠﺔ ﻟﻪ:
ﻻ ﺗﺤﺰﻥ... ﻓﻠﻢ ﻳﻘﻠﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻟﻲ
ﺃﺑﺪﺍً، ﻭﻟﻢ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺄﻧﻲ ﻓﻘﺪﺗﻬﻤﺎ ﻳﻮﻣﺎً،
ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﺍﻧﻚ ﻻ ﺗﻤﺸﻲ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻴﻚ،
ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺨﻄﻮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺫﻫﺒﺖ.
"ﻭﺍﺧﻔﺾ ﻟﻬﻤﺎ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﻟﺬﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ
ﻭﻗﻞ ﺭﺑﻲ ﺍﺭﺣﻤﻬﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﺭﺑﻴﺎﻧﻲ ﺻﻐﻴﺮﺍ "
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺭﺿﺎ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻭﺍﻻﺧﺮﻩ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻌﺪ ﺭﺿﺎﻫﻤﺎ ﺍﻻ
ﺍﻟﺠﻨﻪ...ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻻﻣﻮﺍﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺣﻔﻆ
ﺍﻻﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻃﺎﻝ ﺍﻋﻤﺎﺭﻫﻢ..