الفصل الثاني

50 1 0
                                    


الفصل الثاني

سيرة الإمام المهدي(عليه السلام)  عند الظهور

وردت مجموعة من الأحاديث الشريفة في ذكر عصر الظهور وما يجري فيه، وسيرة الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ عند ظهوره وما يحققه الله تبارك وتعالى على يديه يومذاك.

وهذه الأحاديث مروية في الكتب المعتمدة عند مختلف الفرق الإسلامية، وفيها الأحاديث ذات الأسانيد الصحيحة، وحيث إن هذا الكتاب لا يتسع لإيرادها وتحليلها ودراستها وتمحيصها، لذلك نكتفي بتلخيص أبرز مدلولاتها في عناوين موجزة دون ذكر نصوصها في أغلب الموارد محيلين القارئ الكريم الى مراجعة مصادرها إذا أراد التفصيل، مقدمين لذلك بذكر الآيات الكريمة المتحدثة عن خصوصيات عصر الظهور وما سيحققه الله تبارك وتعالى على يدي وليه المهدي(عليه السلام) المنتظر عجّل الله فرجه .

إنّ ما نستفيده من هذه النصوص التي تكلّمت عن عصر الظهور يعبّر عن خصائص الدولة المهدوية ـ كما يرسمه القرآن الكريم ـ وهي الدولة التي تمثّل المصداق الجليّ لأحد أهمّ الأهداف الإلهية من بعثة جميع الأنبياء(عليهم السلام) .

خصائص الدولة المهدوية في القرآن الكريم

1 ـ اتمام النور الالهي وإظهار الإسلام على الدين كله:

وهذا ما صرّح به القرآن المجيد في ثلاث من سوره المباركة.

أ ـ قال تعالى: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلاّ أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)[1].

ب ـ وقال تعالى (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون* هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)[2].

ج ـ وقال عز وجل: ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً)[3].

وقد صرّح المفسرون من مختلف المذاهب الإسلامية بأنّ هذا الوعد الحتمي الوقوع إنما يتحقق في عصر المهدي الموعود حيث يظهر الإسلام على جميع الأديان فيعم المشارق والمغارب[4]. وتُقام الدولة الإسلامية العالمية; لأن المقصود من الإظهار هو الغلبة والاستيلاء وليس مجرد قوّة الحجة; لأن غلبة الحجة أمر حاصل ابتداء ولا يبشر الله عز وجل إلاّ بأمر مستقبل غير حاصل كما استدل على ذلك الفخر الرازي في تفسيره[5].

الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف اعلام الهداية الجزء الرابع عشر :- مكتمل -:حيث تعيش القصص. اكتشف الآن