التاسع والاربعون والاخير

34.6K 835 60
                                    

الفصل الاخييييييييييييييييير
__________________________________
وكأن الزمن يريد اعادة الماضي الذي قد مضى....
ذكريات قد عاد بها الزمن....وكأن الذكريات دائما ما تأبى النسيان....لتعود بحاضر لو علم بما يحمله الماضي من ذكريات لكان تمنى ان يزيلها بممحاه قد سطره قلم ازل...
ولكن هيهات لا احد يدرك ان الماضي احيانا يظل مرتبطا بالحاضر والمستقبل...ليجبرنا على حياة اما ان تحيا فيها بقلب خالي....او تحيا فيها بين الذكريات....و لتختر بين يا ابن ادم...!!!
وكأن الزمن يصارعنا....لنصبح بين طيات ماضيه وحاضره . يقف لحظة بنا في عالم لانرى فيه سوى نسمات ارواحنا....لنسير معه بخطى بطيئة وكأننا لانريد ان نترك عالم اصبحت اهوائنا بين عاصفات رياحه....لنلتف خلفنا فإذا بنا نرجع للسراب ثانية....و نخرج من عالم قد رسمته قلوبنا و رفضه العقل بأحلامه الوهمية....لتقف اقدامنا بين هذا وذاك...لتبحث عن مكان....ما يقال عنه عالمنا الحقيقي.....
هاهو الزمن يعيد نفسه....نفس المكان ونفس شخصيات مسرحية "لعبة الحياة".... فمن سيكون الضحية !!!
ركض نحوها و قلبه يكاد يتوقف انخفض لمستواها وهو يردد بارتجاف :
- ل...لارا...لارا.
سمع صوت ضحكات يمقتها و يحتقرها للغاية فالتف و عيناه تقدح شررا سحب مسدسه المرمي على الارض و في لمح البصر كان ينتصب واقفا امام ماجد لم تمر ثانيتان الا وهو يطلق النار في منتصف رأسه.....ليخر صريعا هكذا و بدون مقدمات !!!
فتح عماد وطارق افواههم بذهول ثم استدركوا الوضع و اشاروا للحراس بحمل الجثة بينما جلس ادهم على ركبتيه وضع رأس لارا على قدميها و هتف بقلق وهو يطرق على وجنتها :
- لارا....لارا اصحي متسيبنيش انا هموت من غيرك لااااراااا.
كاد ينهض و يحملها متوجها للمستشفى لكنه لمح شفتاها تتحرك وتضيق جفنيها ثم مالبثت ان فتحت عيناها وهي تتلعثم :
- اد...هم..ايه اللي..ح حصل.
ظل ينظر لها بدون استيعاب حتى ادرك اخيرا انها لم تصب بل فقدت وعيها من الخوف لا اكثر.
ضمها الى صدره بقوة و احاطها بذراعيه دفن رأسه في عنقها و همس :
- موت من الخوف لما شوفتك واقعة حرام عليكي تعملي فيا كده.
اجابت بهمس هي الاخرى :
- انا كويسه...بس ايه اللي حصل و ماجد فين.
صمت لثواني ثم ابعدها عنه اشار لها لمكان معين فنظرت له و شهقت بقوة وهي ترى الشرطة تضع الكفن على جسده !!!
نزلت دموعها التي تلونت باللون الاسود من الكحل طالعته قليلا ثم عادت لتحتضنه.....مرت دقائق وهما على هذه الحال حتى سمعته يغمغم بهدوء :
- قتلته....انتقمت لابويا وقلبي ارتاح لما شوفته غرقان فدمه انا عارف انه ابوكي وممكن تزعلي عليه بس....
قاطعته بجفاء :
- الراجل ده مش ابويا و عمري مهزعل عليه واهو مات و ارتحنا منه.
ابتسم باطمئنان فهو كان يخشى من ردة فعلها هو اكثر شخص يدرك احساس فقدان الأب و ان كان هناك فرق شاسع بين والدها ووالده.
.....: في ايه بقى راعو ان في ناس موجودة معاكو الله.
كان هذا صوت عماد المازح ابتعدت لارا عن ادهم بسرعة فنظر له الاخير بحدة قائلا من بين اسنانه بنبرة مخيفة :
- عماد يا حبيبي شكل المشفى وحشاك.
عاد للخلف بضع خطوات هاتفا بنبرة مضحكة :
- لا ياخويا انا مراتي بس اللي وحشاني و هروحلها ناقصني جنانك دلوقتي يعني.
طارق وهو يمشي خلفه :
- و انا كمان اهو قاعد مع مراته واحنا متشحططين هنا ولا كأن المبارح كانت ليلة فرحنا منك لله يا ادهم.
ضحكت لارا على كلامه فرمقها ببرود :
- عجبك كلامه اوي يعني و بتضحكي بعلو صوتك هاااا.
زمت شفتيها بتذمر ثم نظرت للسماء و القرص الذهبي وهو يصعد شيئا فشيئا لتحتل خيوطه الذهبية ظلام السماء و تنيرها و تنير حياة ابطالنا معها....

احبك سيدي الظابطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن