عباس بهدوء:
-ازاى !..هو مش المفروض الواصى على الاستاذ محمد مأمون هى بنتــه ألين
حامد بتـأكيد:
-اه طبعـا مختلفناش..بس اللى حضراتكم متعرفوش ان استاذ محمد مأمون له بنت تانية وهى ...
شدد فى النطق قائلا:
- رنا محمــد مأمـون.............!
ألين بعدم تصديق وتحاول تستوعب كلام المحامى وقالت بحيرة وبنظرة ثابتـه:
-What? ..اية اللى انت بتقوله ده؟
ثم اضافت بجنــــون عصبية وعدم تصديق:
-لا طبعا مستحيـــل..انا بابى متجوزش غير واحده بس..وهى مامـى
تابع الاستاذ حامـد قائلا:
-ماهو فعلا ماتجوزش غير واحده بس زى مابتقولى وهى مامتــك .. رنا دى ولدتها انجبتها بعد حادثة اغتصاب حدثت من والدك
-اية الهبل اللى انت بتقولوا ده لأ طبعا مستحيل بابى يعمل كده مستحيل يرتكب جريمة بشعه زى دى..بابى مستحيل يكون كده
قالت ذلك ألين بأنفعال زائــد عندما وقفت فى مكانــها:
قال عباس محاولة هدوء أليــن:
-اهدى يا ألين واعدى..خلينا نفهم الموضوع بظبط
ألتفتت له وقالت بأنفعــال:
-انا مستحيل اصدق الكلام ده يامحمد
قال عباس بحده وبنفاذ الصبر:
-ألين مش كده..اهدى شوية عشان نفهم
وقفت قليلا تنظر لعباس ثم حسمت امرها وجلست تسمع ذلك الكـلام الذى لم تصدقه بعــــد....!
"""""""""""""""""""""""""""""""
فى منـزل رنا محــمد مأمــون.......
كانت فرح امام لوحة رسم ترسم بدقة وبتركيز..فرسمها كان جميل حقا فمعظم لوحات الذى ثابته على الحائط هى الذى قامت برسمهم..فهذه الموهبه اكتسبتها من ايام الطفولة حتى حققت حلمها ودخلت الكلية التى كانت تتمنى وتحلم طول حياتها بها..ورنا لم تقف فى طريقها وتمنعها عن ذلك الكلية مع اعتراضها الشديد ولم تقتنع بها حتى الان ولكن بما ان فرح متمسكه بها هكذا فهى لم تقف فى طريق مستقبلها وتركتها عما احببــت
بينما نجاة كانت ممسكه بالهاتف وتعبث به حيث التواصل الاجتمـاعى وكانت فاتحـه برنامج "الواتس أب" وتكلم حبيبها حســن...!
بعت لها رساله يقول فيها "اتفقتى مع رنا على الميعاد"
عضت شفتيها السفلى فهى تخشى ان تقول ذلك لرنا وتمنع وترفض ذلك الجواز كتبت له "لأ لسه"
رد عليها بعد عدة ثوانى "هتكلميها امتى؟"
انتظرت قليلا ثم كتبت له "الصراحه انا خايفه ترفضك" ثم ضغطت زر الارســال!
انتظرت عدة ثوانى تحولت ألى دقيقة ودقيقتين تأخرعليها فى الرد وكانت تهز رجليهـا اليسرى بتوتر وكل ثانيتين تنظر لشاشة الهاتف حانت منها نظرها سريعه لرنا حيث كانت جالسه على الارض امام طاولة قصيرة "تخرط الملوخيه" وهى رافعه اكمامها ومنشغله برؤية المسلسل الذى على التليفاز الصغير واخيرا اعلن هاتفها عن رسالة واتس ونظرت له مسرعــاً وكان كاتـــب لها
"يعنى اية ترفضى؟..وترفضنى ليه اصلا هو انا معيوب ولا حاجة لا سمح الله دى نص بنات الحارة تتمنى ضفرى..خلاص يابنت الحلال بلاها جواز"
كتبت مسرعه "خلاص خلاص انا هكلمها نااو وهرد عليك..اوعى تسبنى ياحسن انا بحبك"
ثم تركت الهاتف بجانبها ونظرت لرنا بتوتر وقالت بأبتسامة لتخفف عن توترها:
-اااا بـت اا با بتتفرج على اية يارنا
قالت رنا ولم ترفع رأسها عن التليفاز:
-انتى شايفه اية
اخفضت نجاة رأسها محاولة فى البحث عن كلمات اخرى تقولها ثم رفعت رأسها وقالت بأبتسامة اخرى مزيفـــه:
-اية ده يارنا انتى هتأكلينا ملوخيه بكره؟
-اه زى مانتى شايفه هخرطها,وهعملها وهنكلها بكره
نجاة:
-وياترى هتعمليها بلحمة ولا لأ
تركت رنا السكين ونظرة فى عيونهــا قائله:
-انتى عايزة تقولى اية بظبط
لم تنجح نجاة فى خداع رنا لتستعطفها فرنا تعرفها جيدة ومن نظرة واحدة لها تعرف ما فى داخلها ,فنجاة ليس بشخص غريبا عنها
حسمت نجاة امرها وجلست على ركبتيها فى الارض لتكون فى مستوى رنا وقالت ما تريده دفعه واحدة :
-بصارحه كده حسن عايز يتقدملى
سكتت لتنظر فى تعبير وجهه رنا الذى لم تتوقعه هدوئها التام وعدم انفعالاتها ..فكلما نجاة تكلمت عن ذلك الشخص تنفعل رنا لأنها تعرف انه شخص غير صالــح ولا يوجد فيه أى ذرة من الرجـولة فما تفعل عندما يطلب اختيها للزواج
نظرت رنا فى عيون نجاة بقوة ورأت فى عينيها الرجاء فى الموافقــه والحب الذى لم تجربه ولا تؤمن به بتاتـــــا...!
ابتعدت رنا عن عينيها ثم فكرت لثوانى وقالت اخيرا :
-ماشى
عاد الامل الى وجه نجاة واكتمل عندما اكتملت رنا حديثها:
-خلى يجى يوم الخميس الجاى
نظرة لها بثبـــات وابتسامة تتسع الى وجهه ثم ضمتها بشدة قائله:
-ياحبيبتى!..ياحبيبتى يارنا ربنا يخليكى لينا يارب يارب وميحرمناش منك ابدا ابدا
ثم سحبت هاتفها مسرعا وقامت وقفت قائله وهى تتجه لغرفتها مسرعا:
-اما اروح اكلم حسن واطمنه
وهرولت الى الداخل
رنا نظرت لفرح التى ابتسمت من جنون اختها وقالت:
-مجنونة!
بينما رنا ابتسمت هى الاخرى ولكن بداخلها لم ترتاح لتلك الزيجـــة............!
""""""""""""""""""""""""""""""""""""
انتهى وقت الجلسة مع المحامــى والآن ألين فى السيــارة مع عباس كانت شــاردة تفكر فى كل كلمة قالها المحامى ودمعتها على وجنتيهـا فلا تتخيل فى يوم من الايام ان والدها قد يكون السبب فى تدمير حياة شخــص وان يـأخذ منه شهـــوته بكل هذه الوحشــيه مجرد ان يبسط نفسه ولا يهتم بذلك الشخص الذى يمــوت عذابـــاً كانت تعرف عن والدها كل خيــــر حيث كان يعطف على الفقراء ويتبـرع للأيتـام ويعامـل الجميع بمعاملة حسنة ولا يفرق بين الفقيــر والغنــى ويعاملهم جميعا معاملة واحدة حسنـــــة..وتعلمت منه اشيئاء كثيرا منذ صغرها تعلمت منه الاصــرار والعزيمة والأمل ورجاحــــة العقل وفصاحـــة اللسان ومن صغـرها وهو يعلمـها كيـف تصـبح انسانـة صالحــه فى حياتـها تربـت على عادات والتقاليد المصــرية مع انها لم تزور مصر الا قليــــــــلا.!
-انا عايزة اروح الشقه بتاعتنا اللى فى المعـــادى
قالت ذلك ألين عندما ألتفتــت ألى عبـاس اكملــــت:
-ودينى ياعباس الشقه دى عايزة اعد فيها
-طيــب!
قال ذلك عباس بثبات بينما هى شاردة قليلا ثم قالت:
-دايما لما نيجى هنا انا وداد نقعــد فيها..واحشنى اوى
قالت ذلك ثم وضعت يديها على وجهها وبكت وعباس نظر لها وقال
-خلاص الين لو الشقه هتفكرك ببابكى بلاش الشقه دى وهحجزلك فى فنــــدق 5 نجوم
مسحت وجههــا قائلا:
-no no no
-انا مش هطمن عليكى وانتى فى الشقــه دى اللى بتفكرك ببابكـى
قال عباس بعدم اطمئنــان بينما هى حاولت ان تطمـأنه
ورسمت الابتسامة قائله:
-لأ اطمــن انا هكون كويسة ان شاء الله..do not worry
طال الصمـــــت ثم قال عباس بشئ من التردد:
-طب واا ورنا ..احنا لازم نبلغها عشان نفتح الوصيـة
ألين:
-ايوة وانا معايا السى فى بتاعهـــا اللى عطاهولى الدكتور حامـد فى عنوانهــا ورقم تليفونها.. بعد يومين كده هبقا اروحلهــا بيتها واتفاهم معاها
-طيب وهبقا اجى معاكــى ان شاء الله
رددت خلفه:
-ان شاء الله
صمتت قليــلا ثم قالت:
-تفتكر ياعباس ان داد ممكن فعلا يكون ااا ..يكون أأ.......
لسانها لم يسمــــح لها بالنطق بها لذلك لم تنطقهــا لأنها بالفعل لم تتخيل والدها مغتصـــــب!
قالت عندما لا تجد اجابة من عبـاس:
-طب تفتكر ان داد عمـل كـده مـع حــد تـانى ولا والدت المسكينــة دى بس..
اكملت بحزن:
-تفتكر انه فعلا زى مابيقول المحامى ان بابى مكنش فى وعيــه ساعتها اا..ساعة الجريمة ..... طب تفتكر ااا....!
قطعها عباس قائلاً بحده خفيفه:
-ألين كفاياكى بقا اسئلة ..اظن ان المحامى فهمك كل حاجة وانتى دلوقتى لازم ترضى بالامر الواقع وتروحى لها وتقعدوا مع بعض وتتفاهموا وتروحوا عند المحامى وتاخد نصيبها وانتى تاخدى نصيبك وكل واحد فى حالــه بعد كده وخلاص على كده الموضوع انتهـــى
سكتت ألين وهى تأومـأ برأسها قائلـه:
-عندك حق
ثم قالت بأبتسامـة:
-خلاص انا هسكـت ومش هتكلم تانى
نظر لها قليلا وابتسم هو ايضا وربت على شعرها وكأنها ابنته وليس اختيه
عباس يكبر ألين ب11 عام حيث عمره يبلغ 36 عام عباس شاب بسيـــط جدا ابيه كان رجل اعمال مميز ومعروف فى البلاد وكان صديق عمره هو محمد مأمــون..اما ام محمد عباس فكانت فتاه بسيطة من حى شعبى ويمكن ان نقول عباس تربى فى الحي الشعبــى اكثر من العيش فى الخارج ولكن عندما والده توفــى امسك هو جميع اعمالــه وشركته فى مصر ولندن واصبح من اغنــى واشهر رجال الاعمـــــال.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""
فى منزل الجار حســن عبدالحمــيد......
عندما بعت حسن رسالتــه لنجاة ولم يعد ثوانى وهى ابعتت له رساله بأنها تحبـه ولم تقـدر على بعده عنها ..ابتسم على وجهــه ابتسامــة انتصــار
بينما صديقه الذى كان يلف (المخــدرات) ويلحسـها بلسـانه ثم يلفها ويبعتها لحسن مع قبلــة فى السيجارة وهو يقول:
-صبـاح الفل
حسن وهو يأخذ منه اللفه:
-صباحك اشطا
قال صديقه :
-الا بالحق اشمعنا البت نجاة اللى معلقه معاك اليومين دول
وضع حسن السيجار بين شفتيه وسحبها بقوة ثم اخرجها ونفذ الدخان قائلا:
-عادى يعنى ادينى بتسلى
-تقوم تطلبها للجـواز
قال حسـن بلامبالاة:
-وفيها اية اخطبـها واعشمـها على الجـواز وفى الاخر اخد منـها اللى انا عايزه وبعد كده اسيبـها
-وانت فاكر يعنى ان اختـها البنت المسترجـله دى هتسيبك تعيش حياتـك عادى بعد مادمـرت اختـها
نفذ الدخان بقوة وهو يقول :
-بقولك اية يالا انت ناوى تضيع الدماغ اللى انا عملها ولا اية..فكك منى الساعة دى انا عارف انا بعمل اية ومرتب كل حاجة بالورقة والقلم..وبعدان البنت تستاهل وعجبــانى ودى مش هتيجى الا بحاجة رسمى
سكت صديقة بيأس
قطع حديثهم صوت رن هاتف حسن ولم يكن الا نجـــــاة حسن اخذ اخر نفس فى اللفة وقام بعيدا ليرد عليها بينما صديقة تنهد قائلا:
-ربنا يهديك اصاحبى
"""""""""""""""""""""""""""""""""
منزل ألين بالمعـــادى.....
اوصل عباس ألين لذلك المنــزل والان ألين تنـظر حولها فكل مكـان فيه يذكـرها بوالـدها كان المنزل كبير وجميــل حقـاً ويوجـد به مطبخ امريكـان وليفنج كبير جدا وثلاث غرف , اخذت ألين الحقيبة الذى صعد بها عباس ليوصلـها ودلفت أحدى الغرف لتغير ملابسهـا ثم اتجهت ألى السريـر عندما ارتدت بيجاما صيفية لونها بمبى وتركت شعرها الاشقــــر خلف ظهرها تاركه العنان لبعض خصلاتها لتسقط على وجهها.. ومعها ألبوم صور هى ووالدها وظلت تقلـب فيه وكل صورة تنظر لها تتسع ابتسامتها..ثم فجأه تلاشت تلك الابتسامة ببطئ عندما تتذكر كلام المحامى...
الممحامى يحكى:
-والدت الانسة رنا كانت تشتـغل خدامة فى منزل والدك وفى مرة والدك رجع سكران طينة واغتصب مدام صابرين اللى هى والدت رنا .. هو عوضها عن اللى عمله بمبلغ مادى وطبعا عشان كرامتها ماخدتش حاجة وسكتت عن اللى حصل..اتفاجأ استاذ مأمون عندما عرف من خدامـــة صديقة صابرين انها حامـــــــل..وكان عاوز يتجوزها ولكن والدتة مدام ألهام رفضــت وبشدة انه يتجوز "خدامة" وعاش حياته عادى واتجوز وخلف وبعد 3 سنيــن سافر بريطانيا واستقر هنـاك وبنى اسرة وكان كل اما يرجع مصر يروح يطمن على رنا وعلـم ان والدتها توفت والذى تولى تربيتها الان خالتها وبعد ان كبرت رنا سنه بعد سنه حكت لها خالتها ما حدث مع والدتها وكرهتها فى والدها ومن ساعتها وهى كارهــــه والدها بشــدة وكل اما يروحلـــها بتكرشوا وبتقولوا(انا ابويــا مـات من قبـل ما اجـى على وش الدنـيا) لحد مامنع مروحه لعندها وزرع ناس تراقبـها ويعرف اخبارها ولما تحتاج لحاجة كان بيساعدها من بعيد لبعيد يعنى مثـــلا مرة دخلت السجن "قضيــة اداب" لما عرف كده على طول بعتنى عشان اخرجها بكفالــة
قال "عباس"بحيره:
-قضية اداب؟..هى بنت شمـال ولا اية
المحامى بأقتضـاب:
-أجل الكلام فى الموضوع ده لبعدان عشان ده موضوع كبير اوى
تركت ألين ذلك الألبوم ثم عينيها جائت على حقيبتها المفتوحه وبداخلها سى فى "رنـا"
اخذته ببطئ وفتحت وهى تتذكر كلام المحامـى:
المحامى وهو يعطى لهم السى فى:
-اتفضلوا ده سى فى رنا..هى عندها 29 سنه عايشة مع ولاد خالتها وهى تعتبرهم اخواتها (نجاة وفرح) ساكنة فى حى شعبى بسيط هى بنت اه لكن بميت راجــل وعنوانها ورقم تليفونها عندكم وده المحل اللى بتشتـغل فيه محل ملابس صـغير كده..اتمنوا انكم تقنعوها وتجبوها فى اقرب وقت عشان تقدروا تورثوا
نظرت ألين لصـورة رنا حيـث كانت تبتسم ابتســامة خفيفة وشعرها الجالف متعقد بشريطة للخلف وملابسها الفضفاضه باينة من الصورة كانت ترتدى قميص كروهات وعليه بلوفر بيج ولكن من يركز فى ملامحها يجد انها انسانة رقيقة وملامحها طفوليـــة شيئا ما
اغلق ألين السى فى ووضعته فى الحقيبة واغلقتها ثم غطست فى نوم عميق
.
Wait next...
أنت تقرأ
بنات حواء
Diversosثلاثى السعادة [ وردة، نجاة، فرح ] فرح ونجاة اخوات تكبرها فى العمر نجاة .. ورنا ابنة خالتهم منذ نعومة اظافرهم وهما دائما مع بعض وكانت تعيش معهم خالتهم الذى رحمها الله منذ عدة اعوام والان المسئولة عنهم رنا رنا تبلغ فى اواخر العقد الثانى ويمكن ان نقول...