بين قلبين
@farahsabri_
الحب يحرك قلوبنا كيفما يشاء ... يقلب الموازين .. يخترق كل العادات والتقاليد ... يفرض نفسه في القلب .. وحبك انت هكذا فعل بي هذا ...
مددت يدي لتصل لجهاز التحكم .. ضغط الدز فتوقف التبريد عن العمل ... نهضت وجسدي يرتجف من البرودة التي في الغرفة ... اتجهت نحو النافذة ... بقيت اقف وخيالي يتيه مني ... فتحت عيني وسحبت الستائر لأدع اشعة الشمس تتسرب للداخل ...
فتحت باب الشرفة ... كان الجو ربيعيا ... وازهاري التي اضعها في الشرفة تبدو بكامل حيويتها على عكسي ... استدرت واتجهت لالة صنع القهوة التي اضعها في غرفتي ... بسبب عشقي للقهوة وضعت تلك الالة لي بمفردي ..
حضرت قهوتي ونظرت للمكتبة الخاصة بي ... اتجهت للركن الخاص بالاشعار ... اخذت كتاب لجبران خليل جبران ...
جلست في الشرفة بعد ان اعددت لنفسي جوي الخاص ... هكذا انا .. احب الهدوء والعزلة ... احب التامل في مفردات الاشعار والنصوص ... اعشق الكتب والمطالعة ... واحب الزهور ولاسيما الجوري ...
عكر جوي صوت طرق الباب ... دخلت اختي بفوضويتها المعهودة ...
قالت : جوجو يلا الريوق جاهز تحت .
قلت وانا احتسي رشفة من القهوة : اكاني قاعدة اتريق .
- انزين جهزي نفسج عشان بنروح بيت جدي .
- طيب .
@farahsabri_
بعد نصف ساعة نهضت وغيرت ثيابي ... اتجهنا لمنزل جدي كالعادة هو يوم الجمعة كي تتجمع العائلة ...
قبلت رأسي جدي وجدتي ... نظرت للحضور ... الحمد الله لم يكن بينهم ... امكست هاتفي والسماعات واتجهت للحديقة ... جلست في الارجوحة الخشبية ... وضعت السماعات وبدأت اسمع اغاني لماجدة الرومي ...
اغمضت عيني مع اهتزازات الارجوحة ... شعرت بشئ ينزع السماعات من على اذني ... فتحت عيني ورأيته يقف امامي بطوله وغروره المعهود ...
خلعت السماعة الثانية من اذني وقلت : هلا ؟.
قال وهو يشيح بوجهه عني : صارلي ساعة اكلمج.
قلت بجفاء : خير ؟.
- شلونج ؟.
- طيبة .
- شفيج تكلميني واخلاقج بخشمج ؟.
- لانك طلعتني من الجو مالي .
- ذبحتينا انتي والجو مالج الناس كلها تسولف تطلع تستانس بس انتي جنج عجوز لا بعد جدتي احسن منج .
قلت بنفاذ صبر : انا جي انت شتبي ؟.
اشار بسبابته مهددا : لا ترفعين صوتج علي ؟.
- ليش من تكون ؟.
- ولد خالتي اولا وزوجج المستقبلي ثانيا .
نهضت وقلت : باحلامك اتزوجك .
هممت بالرحيل وقلت وانا اسير : رقبتك فاضحتك غطيها قبل ماتدش .
شعرت بيده تقيد معصمي قال بخبث : يعني مركزة ؟.
- لا لانه العلامة مبينة وايد .
سحبت يدي منه بقوة ودخلت للداخل ... كم اكرهه هو الوحيد من بين اقاربي اكرهه وهو الوحيد الاكثر شعبية في العائلة ... الجميع يحبونه والجميع يريد رضاه ...
@farahsabri_
في المساء جلست في مكتبة جدي اقرأ كتاب ..
شعرت بدخول احد للغرفة ... شعرت بانفاسه قريبة فوق رأسي ... كان يستند على الكرسي الذي اجلس عليه ... خافضا رأسه يحدق بالكتاب ...
قال : شهالخرابيط الي تقرينها ؟.
قلت بانزعاج منه : انت شمفهمك بهالاشياء .
جلس على حافة الكرسي وقال : وبعدين معاج ؟.
تأفف وقلت : شتبي ؟.
- كله بروحج وتقرين هالاشياء خليج مثل باقي البنات .
قلت بغرور : انا مو مثل باقي البنات .
- عشان جي بتزوجج .
- مابي اتزوج .
- ههههه ليش ؟.
- لان كل الرجال من عينتك انت خائنين .
- خائنين ؟... شفيج عايشة دراما .
- اللهم طولج ياروح .
- انزين ماتآمنين بالحب .
- الي مثلك مايحب .
- شدعوة ششايفتني ؟.
- صايع .
- واحد يصيع قبل الزواج احسن من الصياعة بعد الزواج .
- وجهة نظر متخلفة .
- تقبلي المجتمع الي انتي فيه والواقع .
- قصدك المجتمع المختلف .
@farahsabri_
نهضت وانا اكره الجدال مع انسان جاهل كل همه السفر والاستمتاع .. احلم برجل عصامي رجل بدأمن الصفر ... احلم برجل بنى نفسه بنفسه رجل يعتمد عليه ... اريد زوجا ولكن لا يضع العادات والتقاليد امامه ... رجل يجتاز كل هذا ويبني حياة معي ... رغم ان جميع الفتيات تحلم برجل مثل رائد ... غني .. وسيم .. مرح .. يحب السفر ولطيف .. ولكنه عرف فتيات كثيرات ... وهذا يجعله ليس نقيا بعيني ... فكما يريد الرجل امراة يكون هو حبها الاول ولم تعرف رجل قبله ... فانا ايضا اطالب بهذا الحق ... حق ان احب رجلا لم يعرف نساء قبلي ... صانني قبل ان يعرفني مثلما صنته قبل ان اعرف ...
كنت في غرفتي مساءاً.. رن هاتفي برقم غريب ... اجبت : الو .
جائني صوت صديقتي خديجة : هلا جميلة انا خديجة .
- هلا حياتي شنو رقمج جديد ؟.
- لا من جوال اخوي جوالي مافيه شحن .. انا جايتج في الطريق .
- اوكي حبيبتي .
اتت وجلسنا معا نثرثر .. بعد ان رحلت .. امسكت هاتفي ولسبب لا اعرفه سجلت ذاك الرقم ... عندما فتحت الواتس اب .. ظهر لي رقمه هناك ..
نظرت للصورة .. كان يضع صورة كتاب وعليها بيت شعر لنزار قباني ...
وحالته على الواتس اب كتب عليها بيت شعر لمحمود درويش ... بقيت ساعات انظر باعجاب لذوقه ...
الى ان دخل علي هو ... ارتجف جسدي وتوترت كثيرا ... قال : السلام عليكم .
اجبت : عليكم السلام .
قال : اسف ع الازعاج انا فهد اخو خديجة .
- اي اتصلت. لي منه هذا الرقم اليوم .
- شفت الاشعر الي حاطته في الواتس اب وجذبني يعني مافي ناس وايد يحبون هالاشياء .
- ليش ؟.
- يمكن انقرضوا .
- اي صج احسهم انقرضوا احس اني الوحيدة الي جي .
- شتحبين ؟.
- احب الخواطر .. احب نزار قباني .. احسان عبد القدوس ... محمود درويش .. جبران خليل جبران .
- صج !.
- ليش ؟.
- لاني نفسج .
لا اعلم كيف تجرأت على الحديث مع احد غريب للمرة الاولى ولكنني وجدت نفسي مستمرة بالثرثرة معه لساعات ... تعرفت عليه بشكل مفصل وهو ايضا ... يوما بعد يوم اصبحت اشعر انني اعرفه منذ سنوات عدة ...
كان يشجعني على القراءة ... يهديني ابيات من الشعر ... كنت اكتب خواطر انا ايضا ...
كانت جميع القصائد تتحدث عن الحب ...
اهداني قصيدة ... علقت وقلت له انها جميلة .. سألني .. مارأيك في الكلام الموجود بين السطور .. _Farahsabri@
قلت له اي كلام ؟... قال الكلام الذي نود ان يقراه الشخص عندما نهديه اغنية او قصيدة ... الكلام الذي يعبر عما نشعر به ... قلة قليلة من يستطيعون قرائته ... ان اهدت فتاة اغنية لحبيبها .. سيسمعها ويقول انها اعجبته .. ولكن ان كان يحبها سيسمعها ويكتب كلماتها ليقرا الكلام الموجود بين السطور والذي هو انني اعنيك بكل كلمة كتبت بهذه الاغنية او القصيدة ... قصدت ان تسمع هذه الاغنية لابلغك انني احبك او انني اشتقت اليك ... بطريقة غير مباشرة يتخذ العشاق هذه السبل ..
فعلمت انه يحبني ... فأهديته اغنية لعبد الحليم اسمها ( ايوة بحبك ) ...
في نهاية الاسبوع ذهبنا كالعادة لبيت جدي ..
كنت طوال الوقت امسك بهاتفي واتحدث معه عبر الواتس اب ... كنت لا اعير لمن حولي اي اهتمام ..
في منتصف الليل جلسنا جميع الفتيات نثرثر .. من كثرة الثرثرة شعرنا بالجوع ... اتجهنا للمطبخ لاعداد الطعام .. ولكن لم تفلح واحدة منا بذلك ..
قال اختي مريم : شرايكم نطلب ديلفري .
قالت ابنة عمي سعاد : الكل مسكرين الحين .
قالت سارة ابنة عمي الاخرى : في معصرة قريبة من البيت بس من يروح يجيب لنا ؟.
نظرت الي مريم بمكر وقالت : مممم .
قلت لها : شنو تبيني اروح ساعة ثلاثة الفجر ؟.
قالت مريم : ههههههه لا بس اتصلي لرائد .
قلت بارتباك : شمعنة انا ؟.
مريم : لان عندج رقمه .
نظرت لسارة التي معجبة برائد ... ابتسمت وانا افكر بالخطة ...
امسكت هاتفي واتصلت به ... اجابني : الو .
- هلا رائد شلونك ؟.
- هلا والله براعية هالصوت .
- رائد انا قاعدة مع البنات وحدنا جوعانين نبي اكل .
- والمطلوب ؟.
- روح جيب لنا من المطعم القريب من هني .
- اوك تامرين .
- مشكور .
- شتبون اجيب لكم ؟.
- شاورما ووو ... نظرت للفتيات اشارت سميرة الي : خليه يجيب كل شي .
قلت له : جيب كل شي .
- ههههههه اوك .
اغلقت الهاتف وقلت : بيجيب كل شي .
ضحكن الفتيات ... بعد نصف ساعة اتصل بي : طلعي برا جبت اكل .
ابتسمت وقلت : اوووووك مشكور .
قلت لسارة : ساروه يقول اطلعي برا خذي منه الاكل .
قالت سارة : صج هو قال جي ؟.
قلت بكذب : اي .
خرجت وانا اشعر بقلبي يخفق بشدة ... بعد قليل دخلت هي بعصبية ...
فتحت عيني بصدمة وانا اشعر انها ستصفعني لانني كذبت عليها ...
وضعت اكياس الطعام على الطاولة وقالت : هفففف حيوان .
قالت سميرة : شفيج ؟.
اجابت سارة : يقولي خذي الاكل بسرعة بكمل السهرة مع الي كنت معاها الصايع .
قلت : هو حيوان وصايع من زمان .
رن هاتفي ... رأيت اسمه ... اجبت وقلت : الو .
جائني صوته : عيل انا تسوين فيني جي ؟؟.
- ههههه هلا خديجة .
- سويتيني خديجة ! ..
- خدوج قاعدة مع بنات عمي .
- ان ما ربيتج .
- اوك بنشوف يلا باي خدوج .
- يلعن شكلج انتي وخدوج .
- ههههههههههه بي باي .
مرت اسابيع وانا اعيش مع حبيبي اجمل قصة حب .. ما اجمل الحب .. الطاقة الايجابية التي يمنحنا اياها كل يوم ... بكلمة .. نظرة .. نبرة صوت ... تجعل يومنا اجمل ... تجعلنا نبتسم للجميع وللحياة ... يأخذنا لعالم اخر ...
كنت في بيت جدتي اجلس مع خالاتي ... قالت خالتي ام رائد : جميلة ابيج تصيرين زوجة ابني .
ضحكت ظننتها تمزح : هههههههه اوك .
قالت لامي : اتكلم صج تراني .
نظرت لامي بدهشة !!،.. قالت جدتي : خير وبركة يوم السعد يوم اشوف رائد متزوج جميلة .
قالت ام رائد : اي والله بس ربي يعرف شكثر بستانس .
قالت امي وهي تلمح لي وتعنيني بالكلام : اصلا الكل بيفرح لانها من يوم ما نولدت الكل يقول جميلة لرائد مستحيل تاخذ غريب .
قالت جدتي بفزع : مستحيل اموت .
قلنا جميعنا : اسم الله عليج .
نظرت الي جدتي وقالت : موافقة صح جميلة ؟.
قلت والدموع تتجمع بعيني : موافقة .
وافقت .. لكن لفترة ... فجدتي هذه الفترة متعبة كثيرا ... فترة بسيطة سأكذب بها على فهد ولن اخبره بما حدث ... فترة ... من اجل جدتي ومن اجل الجميع ...
دخل هو غرفة الضيوف ... قالت والدته بابتسامة عريضة : خطبنالك جميلة .
ابتسم هو بفرح ونظر الي ... قال : صج ؟.
نهضت بسرعة وخرجت ... سمعت جدتي تقول : استحت فديتها .
امسكت هاتفي واتصلت بفهد ...
اجابني حبيبي : الو .
مسحت دمعتي وقلت : هلا حبيبي .
- حياتي .
- من امس ماكلمتك .
- اشتقت لج ... شفيه صوتج ؟.
- ولا شي في بيت جدي .
- استانستي ؟.
- وايد .
مرت الايام والعائلة كلها سعيدة بخطبتنا ... كل يوم يرسل الهدايا لمنزلنا ... اشعر بالاسى على والدته وجدتي والجميع ..
كانت خالتي موجودة في منزلنا ... قدمت لها العصير ... قال : تعالي قعدي حذاي حبيبتي .
جلست بجانبها ومسحت على شعري قائلة : فديتج يا بنتي وزوجج ابني .
بلعت ريقي ... قالت : رائد عازمج على العشا .
نظرت لامي فقالت امي : قومي لبسي .
نهضت وانا اتأفف بداخلي ... ارتديت عبائتي وخرجت ... كان ينتظرني بسيارته الفخمة ...
فتحت باب السيارة بقوة ... ابتسم وقال : هلا والله.
جلست وقلت : هلا .
قال بابتسامة : شلونج ؟.
قلت : تمام .
اتجهنا لفندق الشعلة ... افخم الفنادق ... دخلنا للمطعم المتحرك حيث يتحرك المنظر او الجهة التي بخلفك في البرج بسبب دوران المطعم بشكل لا تشعر به ...
جلسنا على الطاولة .. يتحدث هو وانا صامتة ...
امسك يدي وقال : احبج وايد .
لم اعلق ... قال : اوعدج اني تغيرت ومابرد صايع مثل قبل صدقيني .
اومأت برأسي ... قال : بنروح شهر عسل لفرنسا ومالديف وسويسرا وكل مكان تبيه .
تذكرت عندما اتفقت مع فهد على ان نذهب للاماكن التاريخية ونزور القصور القديمة ان نذهب لدول غريبة بمفردنا ...
عندما انتهينا من العشاء عدنا للمنزل ... قال وانا مازلت في السيارة : احبج .
التفت اليه ... ففاجئني بقبلة سريعة منه ... اول قبلة ولكني لم اشعرها بها لم اعرف كيف اتصرف وانا اراه يقبلني بشغف هكذا ....
كان يمسكني باحكام من رأسي ... كنت احاول ان ادفعه من صدره ولكن كان اقوى مني .... ابتعد عني وانا اتنفس بسرعة .... بصمت ترجلت من السيارة ودخلت للمنزل ....
تلك الليلة لم انم بقيت ابكي فراشي بسبب ماحدث اشعر بالخيانة ... مسحت شفتي كثيرا احاولب ان انسى مافعله ...
في اليوم التالي كنت اجلس في غرفة المعيشة مع والدي ... اجلس بصمت ...
كانت والدتي تتحدث مع ابي حول تجهيزات حفل الخطوبة ...
وفجأة انفجرت انا باكية ...
نهض الجميع نحوي ... امسكني ابي من كتفي وقال : حبيبتي شفيج .
قلت وسط بكائي : مابيه مابيه .
قال ابي : من ؟.
- مابي اتزوج رائد مابيه .
قال ابي : خلاص محد غاصبج شحقه وافقتي ؟.
- عشان جدتي .
- هذي حياتج ومستقبلج انتي تقررين ومستحيل تتم خطوبتكم دامني اعرف انج ماتبيه .
قالت امي : بس شلون والرجال يحبها .
قال الي : بس هي ماتبيه وهذي بنتي .
احتضنت ابي بفرح ... كلامه طمئنني ...
اخبرت امي الجميع انني لا اريد رائد ... انقطعت عني اخبار بنات خالتي وخالتي ايضا ... لا يتحدثون معي ... حتى خالتي ... لا اعلم كيف كان رد فعله ...
ولكن عرفت ماهو ... عندما كنا في بيت جدتي وقال ام رائد : خطبت سارة لرائد ووافقوا .
بقيت مذهولة .. ولكني ابتسمت ... قلت لخالتي : مبروك .
اشاحت بوجهها عني .. خرجت الى الحديقة .. رأيته كان يقف ويعبث بهاتفه ... قلت : مبروك .
رفع رأسه ونظر الي ... لم يجبني بل غادر المكان!..
كنت في المساء اتحدث مع فهد ...
قال لي : حبيبي عازمج على عشا .
- فديتك حبيبي بس شلون ؟.
- بنروح اي مطعم بفندق تبيه .
- فكرة حلوة .
في اليوم التالي اخبرت اهلي انني خارجة مع صديقتي خديجة ... اتجهت لاحدى الفنادق ..
كان هو بانتظاري ... ابتسم كثيرا عندما رآني .. اما انا شعرت بالخجل .. يدي ارتجفت ...
اتجهنا للمطعم .. سحب لي الكرسي وجلست عليه ... قال : شكلج على الطبيعة احلى من الصور احلى من كل شي .
ابتسمت بخجل وقلت : مشكور .
تناولنا العشاء ... بعد ان انتهينا قال : للحين بدري تروحين .
- عيل شنسوي؟.
- نروح فوق نقعد مع بعض نسولف .
- مممممم .
- ماتثقين فيني ؟.
- امبلى .
- عيل يلا .
بكل مطاوعة ذهبت معه الى احدى الغرف ... لم اخف بل كنت كالمخدرة ... كالمنومة ... شغل موسيقى هادئة ... مد يده لي .. وقال بالفصحى : هل تسمحين لي بهذه الرقصة ؟.
قلت : اكيد .
قال : مابتفصخين العباية ؟.
خلعت الحجاب والعباءة ... كنت ارتدي تحتها ( بنطلون ) و( تيشيرت كت ) ... امسك بالمشبك الذي يرفع شعري وازاله ... فانسال شعري بحيوية ....
وضع يده على خصري ... واليد الاخرى امسكت بيدي ...
رقصنا معا ... فشعرت بانه يقترب مني .. شعرت بانفاسه القريبة مني ... اقترب مني حتى لامست شفتاه شفتي ... قبلني ... تذكرت قبلة رائد ...
ابتعدت عنه وقلت : انت شتسوي؟.
قال : انتي حبيبتي وعادي ... قاطعته : لا مو عادي .
شدني اليه بقوة وقال : خلصيني عاد .
لم اصدق انه هكذا !!.. هو يشبههم .. يشبه رائد..
دفعته وقلت : لو حاولت تسويلي شي بصارخ .
ضحك باستهزاء وقال : بتفضحين نفسج حزتها .
حاول الاقتراب مني ولكني جريت بسرعة خارج الغرفة ... خرجت وانا لا ارتدي عبائتي او اضع شئ على جسدي ... دست زر المصعد وركب به بسرعة .... فتح باب المصعد وكنت اني الخروج منه بسرعة ولكنني اصطدمت بأحدهم !!...
رفعت رأسي لأرى رائد ؟؟؟...
فتح عينيه بصدمة وهو ينظر الي ... كنت ارتجف .. قال وهو يكاد ان يصدق : ش .. شتسوين هني !!.. ومفصخة ؟.
انفجرت باكية ... هممت بالمغادرة ولكني امسكني بقوة وقال : جاويبي؟.
قلت. بتوسل وسط بكائي : طلعني مني الله يخليك.
- كنتي مع من هني ؟.
- طلعني الله يخليك وبقول لك كل شي .
خلع غترته ووضعها على كتفي ... خرجنا من الفندق ووصلنا الى مصفات السيارات حيث يصف سيارته هناك ... صرخ بي : كنتي مع من وشصار .
وضعت يدي على وجهي وبدأت ابكي بصوت ...
امسكني من شعري بقوة وقال بتهديد : ردي .
قلت بانهيار : كنت مع حبيبي .
صفعات انهالت علي منه ... كان يصفعني ويقول بعصبية : جاية معاه فندق !!... يال .... ...
ابتعدت عنه وانا اقول بتعب : الله يخليك لا تقول لحد .
- في اي غرفة كنتوا ؟.
قلت بخوف : امانة خلص .
صرخ : قولي !!.
قلت : غرفة رقم 956 الطابق الخامس .
فتح الي باب السيارة وقال : اركبي لين ما ارد .
- شبتسوي !!.
- خلصيني .
بقيت ابكي في السيارة ندما .. والاكثر من الندم هو الخوف مما سيفعله رائد .... عاد بعد نصف ساعة ...
ركب السيارة وقال : الحيوان طلع .
نظر الي وقال : سوالج شي ؟.
قلت : لا شردت منه بسرعة قبل مايسوي شي .
وكأن ماءاً بارد انهال عليه ... قلت بترجي : بتقول لأهلي ؟.
لم يجبني ... بعد فترة صمت قال : بشرط .
قلت له بلهفة : شنو ؟.
- مثل ماقتلي انج ماتبين تتزوجبني تردين تقولين انج تحبيني وتبيني وساعة انا بعطف عليج وبتزوجج.
قلت باندهاش : شنووو؟.
اشاح بوجهه للجهة الاخرى قائلة : هذا الي عندي.
قلت بتوسل : حرام عليك تسوي جي بعدين انت خاطب سارة .
- بس هديتها .
- متى !.
- من اليوم .
- بس شلون تبيني اقول جي اهلي بيهاوشوني .
- يهاوشوج ع شي جي عيل لو يعرفون الي صار شبيسوون ؟.
وضعت يدي على اذني وقلت بخوف : خلص خلص موافقة بس لاتقول لحد .
امسك مقبض السيارة وقال : بشتريلج عباية عشان تعرفين تدشين بيتكم .
وصلت للمنزل وانا امسح دموعي ... لحسن حظي كانت امي خارج المنزل ..
اتجهت لغرفتي ودخلت الحمام وانا ابكي ... استحممت وانا اشعر انني ملوثة ... اغمض عيني وافتحها بقوة متمنية ان كل هذا عبارة عن حلم ..
بقيت ابكي على سريري طوال الليل ...
شعرت بيد حنونة تمسح على شعري ... صوت امي يهمس لي : حبيبتي .
فتحت عيني بتثاقل : هلا يمة .
- شفيج قاعدة تهلوسين طول الليل .
- مادري ماذكر شي .
- انزين يلا قومي غسلي وجهج جهزت الريوق .
- اوك .
كنا جالسين نتناول الفطور ... رن هاتف امي .. شعرت بقلبي يخفق بسرعة ...
اجابت امي : الو ... هلا ام رائد ......... الحمد الله ................. شفيج عسا ماشر ؟ ......... ليش؟............... والبنت؟ ............... مممم ....... جميلة !!.... نظرت الي ....... والله مادري شقولج ....
قلت لامي : موافقة يما ... هالمرة صج موافقة .
بعد ان انهت امي المكالمة نظرت الي وقالت : يعني متفقة معاه؟.
- اي .
- عيل ليه رفضتيه المرة الطافت .
- كنت ابي اعانده .
صرخت امي بي : لعب عيال !!.
- اسفة .
كل شئ يسير حسب تخطيطه ... كل شئ بسببه ... ولا اعلم ان كنت انا المخطئة ... مخطئة لانني صدق شخص اراد جسدي واستغل الحب للوصول لغايته ...
وعاد الفرح للعائلة بسبب هذا الخبر ... اخبرهم رائد انه يريد الاستعجال على الزواج ... كنت مجبرة على الموافقة ...
كنت في منزل جدي اجلس اقرا كتاب نسيان ... شعرت به من خلال عطره ... جلس بجانبي ...
اخذ الكتاب مني ونظر الي ...
ضحك باستهزاء : ههه تبين تنسين ؟.
اخذت الكتاب منه وقلت : شي مايخصك .
قرب وحهه من وجهي وقال : كل شي يخصج يخصني فاهمة !.
قلت له وانا اشعر بالدموع تتجمع في عيني : اوك.
ابتسم بنصر وقال : شاطرة .
قل : بخصوص انك قاعد تجهز كل شي بدون ماتاخذ رأيي .
- لاني ابي كل شي على ذوقي .
- بالطقاق .
كانت بطاقات الزفاف جميلة جدا تحمل حرفي وحرفه ... لونه ( تركواز ) والكتابة باللون الذهبي ... كذلك كانت قاعة الزفاف .. امسكت بذاك الخاتم الذي كتب عليه اسمه ... لفترة تمنيت ان يكون اسم اخر في هذا المكان ... ظننت ان حفل زفافي سيكون رواية مميزة ... ظننت انني سأكو بقمة سعادتي ... سأعيش كل لحظة بهذا اليوم وانا اتمتع به ...
كانت عاملة التجميل تقول لي : خلص تئبري ألبي بيكفي دموع ماعم اعرف مكيجك وانتي هيك .
مسحت دموعي وقلت : اسفة .
قالت : شو اهلك مجوزينك غصب ؟.
- لا .
- لكن ليش عم تبكي ؟.
- ولاشي .
دخلت القاعة كأميرة كتلك الاميرات اللاتي اعرفهن في الروايات ... ابتسامة متصنعة ... جلست على ( الكوشة ) ... تعلت جدتي المسرح لتصل الي ...
قبلتني وقبلت رأسي ... قبلت يدها وقلت : فديتج ديدة .
قالت جدتي بدموع الفرح : اليوم اسعد بوم في حياتي .
ابتسمت لها ....
دخل هو مع والده واعمامي بهيبة ... كان يبتسم ابتسامة عريضة ... وقف امامي .. اقترب وقبل رأسي ...
ظننت انني متمردة على العادات والتقاليد وفجأة وجدت نفسي كتلك اللاتي اجبرن على الزواج ..
بعد ان انتهى الحفل اتجهنا للجناح ... دخلت وانا خائفة ... دخل خلفي واغلق الباب ... شعرت بأنني ارتفع عن الارض ... فجأة حملني بين ذراعيه ....
صرخت : اااااااه نزلني .
وضعني على السرير ... قتلك بخوف وانا اكاد ان ابكي : الله يخليك مو جي مابي حرام .
وقف ونظر الي ... وبعدها ...... انفجر ضاحكا ...
نظرت اليه بدهشة .. قال : هههههههههههههههههههههه خفتي !.
- سخيف كلش ماتضحك .
- اضحكي ولا اسويها جد هااا؟.
- ههههه حلو مقلب حلووووووووو .
جلس بجانبي وقال : الفستان وايد حلو .
- مشكور .
نهضت وقلت : بغير ثيابي .
نهض هو وقال : بنطرج في الصالة .
- اوك .
اتجهت للحمام واستحممت ... ارتديت ثيابي وجلست على السرير ... استلقيت ونمت ...
فتحت عيني ... وجدته ينام بجانبي ... نهضت من على السرير ... شعري مازال رطب ...
نظرت اليه .. فتح عينيه حيث تحركت تلك الرموش الطويلة ... ابتسم وهو ينظر الي ... اما انا فعبست وجهي ...
نهض من على السرير وقال : صباح الخير .
اجبت : صباح النور .
قال : يلا بنتريق بسرعة اليوم يومنا .
قلت : شنو ؟.
- بنسافر .
- اها .
ارتدى هو ( برمودا وتيشيرت ) .. قال لي : البسي ثياب عادية كجول .
ارتديت ( تيشيرت ) وفوقه ( جاكيت ) طويل وبنطلون وحجاب ....
وقفنا في المطار وامسك بهاتفه ...
قال وهو يسند رأسه على رأسي : يلا سيلفي .
- سخافة .
- شنو الس سخافة ؟.
- السيلفي وهالاشياء .
- محد سخيف غيرج .
- هفففف .
ركبنا متجهين لفيينا .... وصلنا الى هناك ... دخلنا للفندق ... كان فخما جدا ... دخلنا لجناحنا ... استحممت وخرجت من الحمام ...
كان هو يقف في الشرفة ... رأني اضع المنشفة وابحث عن ثيابي في الحقيبة ...
اغلق باب النافذة بعد ان دخل للغرفة ... اقترب مني ... نهضت وقلت : وخر .
- نسيتي انج زوجتي !!.
- بس اقرف تلمسني .
- تقرفين ؟.
- اي وانا ادري انك كنت تنام مع مية وحدة قبل ماتزوجني .
- هههههههه شف من قاعد يتكلم !.
- انا اشرف من الشرف .
- عيل تقبلي اني زوجج .
اقترب مني وامسك بخصلة من شعري المبلل ..
قال : تعالي امشط لج شعري .
جلست على حافة السرير ... جلس خلفي وامسك بشعري الطويل وبدأ يمشطه ...
قال : ريحة شعرج تجنن .
انتهى من ذلك ... وجلس بجانبي ... كنت اضع يدي على السرير ... وضع يده فوق يدي ... ادخل اصابعه بين اصابعي ...
اما انا كنت انظر للارض .. بيده الاخرى امسك وجهي من فكي ... اغمضت عيني فقبل عيني ...
لامس انفه انفي حتى كدت اشعر بأنفاسه ... قبلني .....
فتحت عيني وانا اشعر بيده تمسح على شعري...
نظرت الي فاتقرب مني وهمس : صباح الخير يا احلى عروسة .
ابتعدت عنه .. نهضت من على السرير ... واتجهت للحمام ...
بكيت وانا استحم ... تناولنا الفطور ... سألني قائلا : جهزي نفسج بنروح بجولة سياحية .
- ابي اروح مكتبة او متحف .
- مكتبة ومتحف !!.. رايحين رحلة مدرسية .
- مابي اطلع غير هالاماكن .
- استغفر الله قومي البسي .
- بتوديني المتحف ؟.
- اي .
خرجنا واتجهنا لاحد المتحاف ... كان جميلا جدا .. التقطت الصور للعديد من الاشياء .... شاهدت تمثال لولي عهد النمسا وزوجته الذان قتلوا ومن اجلهما قامت الحرب العالمية الثانية ....قلت له : هذا ولي عهد النمسا اغتالوه في سراييفو وعشانه صارت الحرب العالمية الثانية .
قال : ينعل شكله شكثر كنت اكره الحرب العالمية لما ناخذها في المدرسة .
- احب التاريخ .
- يلوع الجبد .
- انسان متخلف .
عندما خرجنا ركبنا العربات الملكية التي كنت اشاهدها في الافلام التاريخية ... لونها ابيض ... رغم كل شئ لم اكن سعيدة ...
عدنا للفندق في المساء ... وقفت امام المرآة انظر لنفسي .. اقترب هو وحاوط خصري من الخلف ..
نظر الي في المرآة وقال : تجنين .
اخفض نفسه ليصل لمستواي .. لصق خده على خدي ...
قلت : ووووي وخر تشوكني بلحيتك .
مسح خده بخدي وقال : جذي .
قلت : هفففف وخر ماحب .
- شتحبين عيل ؟.
- احب الكتب والروايات .
- همس لي : شرايج اقرالج رواية .
- انت ماتفهم بهالاشياء .
- جربيني .
- اوك بطلع رواية من شنطتي .
اخرجت رواية تاجر البندقية ... حملني فجأة ..
قلت : ماحب تشيلني .
- يلا ع النوم .
وضعني على السرير ... امسكت بالرواية وقلت : اكاهي .
خلع قميصه ... وظهرت عضلاته .. قلت : شحقه فصخت ؟.
- بس جي .
استلقيت واستلقى هو بجانبي ... فتح الرواية .. وبدأ يقرأ لي ... ابتسمت وانا انظر اليه وهو مندمج بالقراءة ...
توقف عن القراءة وقال لي : شفيج تبتسمين ؟.
- مممم ولا شي .
- شرايج فيني مثقف ولا مو مثقف .
- اقرا بعد عشان تتثقف .
- تامرين .
- اوك يلا بنام .
- نيميني في حضنج .
- نعم ؟.
- سويتلج الي تبيه سويلي بعد انتي الي ابيه انا.
- اوك اول واخر مرة .
- هههه اوك .
مددت ذراعي فوضع رأسه على كتفي ... بيده اليسرى طوق خصري ...
همس لي : قاعد اسمع صوت دقات قلبج .
- يلا تصبح ع خير .
- هههه غيرتي السالفة !... وانتي من اهله .
سمعت صوت موسيقى اغنية لفيروز ... فتحت عيني حيث اشعة الشمس داعبت عيني ..
شعرت بشئ ناعم يمسح على وجنتي ... وردة جوري حمراء كان يداعبني بها ...
ابتسمت ونظرت اليه ... قلت : شسالفة ؟.
- الناس تقول صباح الخير اول .
- صباح النور .
- طلبت لنا الريوق .
- اوك .
نهضت وقلت : تحب فيروز .
ابتسم وهو يغمز لي بعينه : اعشقها .
جلسنا لنتاول الفطور ... قال : اليوم وين تبين نطلع امس مكتبة ومتحب اليوم نروح المقبرة .
- ههههههههههههههههههههههه .
- هههههه ترا عادي .
- لا بكيفك اليوم .
- سبحان مغير الاحوال .
- ترا انا مب معقدة لهذي الدرجة.
- حلفي !!.
- والله .
- المهم يعني اطلعج ع مزاجي؟.
- اوك .
خرجنا معا لعدة اماكن ... كان يمزح معي كثيرا ... لا اعرف ولكن هذه اول مرة اتقبله بها ...
مضت ايام بسعادة ... فعلا جعلني سعيدة ..
مضى شهر العسل بسرعة ... في الليلة التي كنا سنهم بالسفر ... كان هو يعد الحقيبة ... اتيت من خلفه ... احتضنته وقلت : ابي اقولك شي .
التفت الي وقال : شنو ؟.
- انا اسفة على كل شي .
قال بهمس : لأني احبج نسيت كل شي بس المهم انج تنسين .
- انا احبك وصدقني نسيت كل شي معاملتك معاي نستني .
لا يهم الحب ان يكون في الحب تشابه بس الجميل به الاختلاف ... ان تكون عكس من تحب ... تحب اشياء كنت تكرهها ...!!..
مضى عام على زواجنا ... واليوم هو الذكرى الاولى لزواجنا ... فكرت ان اصنع جوا رومانسيا مميز لي وله ...
اشتريت زهور حمراء ... واشتريت هدية له ... وكعكة كبيرة ... عدت للمنزل خلسة منه بما انه بالعمل اتجهت للمطبخ لكي اضع الكعكة في الثلاجة وابدأ بطهي العشاء ...
جلست على الكرسي وخلعت حذائي اكره الكعب العالي ...
اتجهت للطابق العلوي ... كان هو في الغرفة ..
سمعت صوته في الغرفة ... يتحدث في الهاتف ربما ...
قال : شفيه فهد مو خذ نصيبه ؟.
سمعت صوت اخر !!... صوت نسائي ...
- هو قال ان اللي عطيته اياه شوي .
- شوي !!.. هو شسوى اصلا !.
- هو السبب في زواجك .
- كله من تخطيطي انا اللي عرفته عليها وانا الي قلته خذها الفندق وانا الي سويت كل هذا .
- اعرف حبيبي .
- بكلمه بعدين واشوف شيبي .
وضعت يدي على فمي اكتم كل صرخة احاول اخراجها ...
نزلت للطابق السفلي ... ارتديت حذائي واخذت حقيبتي وخرجت .... ركبت في السيارة ... اتصلت به ... بشجاعة احلام مستغانمي تحدثت : الو حبيبي .
- هلا حياتي انتي وين ؟.
- في المول شوي وبرد البيت .
- شكثر؟.
- نص ساعة .
- اوك حبيبتي انا عندي شغل الحين اجتماع اكلمج بعدين .
من بعيد رأيته يغتدر بسيارته المنزل هو والتي تركب بجانبه ...
عدت للمنزل .... جهزت كل شئ ... في المساء سمعت صوت الباب يفتح ...
شغلت الموسيقى ... اتجهت اليه بابتسامة ...
قبلني وقال : حبيبتي .
- اشتقت لك .
- انا بعد .
- كل عام واحنا بخير .
- وانتي بخير قلبي .
امسكت بيده واتجهنا للطاولة ... نظر للكعكة وقال : روعة حبيبتي ربي مايحرمني منج .
قلت وانا اضئ الشموع : حبيبي امسك يدي وخلنا نتمنى .
امسك يدي واطفأنا الشموع ...
قبل رأسي وقال : شتمنيتي ؟.
قلت : انت شتمنيت ؟.
- ربي يحفظج لي ... وانتي ؟.
قلت : ان الله ينتقم منك .
نظر الي باندهاش ... قال : شنو؟.
جلست وقلت : هههه يلا اقعد .
جلس امامي وقال : شسالفة .
- اليوم سمعت كل شي وشفت .
عقد حاجبيه وقال : ششفتي؟.
- مممم نبتدي من الماضي ... بالخطة الي سويتها مع فهد ... واخر شي خيانتك لي ع سريري .
ابتسم وقال: عجبتج؟.
- هههه اي عجبتني وايد برافو عليك .
تناول كأس العصير الذي امامه وقال : عشان تعرفين ان مافي بنت توقف بطريقي .
- اي صدقت ... بس شلون سويت كل هاي .
اكل من كعكة الحفلة وقال : مممم حلوة وايد .
نهض واتى امامي ...
قال : تسمحيلي ع هذي الرقصة .
نهض وقلت : اكيد.
اثناء رقصنا قال : انتي الوحيدة الي من كل البنات في العيلة وكل الي عرفتهم الي رفضتني .. تعرفين صعب ع واحد صايع هههه يتقبل ان بنت ماتبيه ... كان لازم ادور طريقة اذلج واخليج تتوسلين وانتي الي تبين تزوجيني ... كلمت فهد صاحبي واتفقت معاه ... ههههه كنت اقعد حذاه لما يكلمج شلون مثل الدور انه مثقف ... قلت له روح الفندق وكنت متفق معاه اني اكون هناك .
- ههههههه ياخي انت مؤلف ليش ماتكتب رواية .
- هههههه اوك مادامج تشجعيني .
بقيت صامتة ... قال : قلت لج من زمان والحين بعيد نفس الكلام ... تقبلي الواقع .
قلت : تقبلته .
- وانسي الماضي .
- هههه اوك .
فجأة عبس وجهه ... امسك بيداه ذراعي ... سقط على الارض ..
قلت وانا انظر اليه : شفت شلون نسيت .
انقطع اخر نفس له ... جلست على الكرسي ... انظر للكاس الذي شرب منه ... اذقته من ذات الكأس الذي اذاقني منه ... شربت كأس الخيانة انا فشرب هو من الكأس الذي وضعت له السم فيه ... ظننت ان هذا يحدث في الروايات والافلام ... ظننت انني لن اؤذي احد ... ولكن عندما يصل للخيانة ... للعب بالاخير ...
تعودنا على النهايات السعيدة ونسينا ان هناك نهايات اخرى ... نهايتي ليست واقعية ... ولكنها نهاية كل رجل خائن في قلب المرأة التي احبته .. يموت في قلبها بخيانته وكذبه ... نراهن على الاخرين ونتلاعب بهم وننسى ان لهم مشاعر .. وفي الاخير نستغرب عندما نراهم اقوياء ... هذه القوة ... هذا القلب الذي فعل مالم يتوقع احد فعله هو بسبب كثرة الالم والخذلان ... كثرة الوجع يقتل الاحساس بداخلهم ...
غبي من يظن ان المرأة ضعيفة ... لا حول لها ولا قوة ... ولكنها تفعل اي شئ عندما يُجرح قلبها .. ( اتقي شر الحليم اذا غضب )
@farahsabri_
بقلم فرح صبري
![](https://img.wattpad.com/cover/21461211-288-k31993.jpg)