في ليلة هادئة بعد منتصف الليل وتحديدًا في حي يورك فييل في تورونتو كندا، كان جميع من بالحي نائم؛ فهناك من سيذهب لعمله مبكرًا، وهناك من سيذهب لمدرسته، وهناك من أستطاع أسكات بكاء طفله الرضيع ثم نَعم أخيرًا ببعض النوم. الجميع كان ينعم بليلة هادئة في ماعدا منزل الكاتب المعروف جاستن بيبر؛ حيث كانت تخرج منه أصوات الشجار المعتاد بينه وبين زوجته ميلا.
وقفت ميلا في مكتب جاستن حاملة طفلهم الصغير ليو -ذو الثامن أشهر- وهى تشتعل غضبًا من أهماله لها ولطفلهم الصغير.
«لقد سئمت العيش هكذا، أنا أقوم بكل شيء وحدي حتى طفلنا أنت لا تملك أي وقت له. كل ما تهتم له هو تلك اللعنة التي تكتبها طوال الوقت.»
تحدثت ميلا بغضب، ليتنهد الأخر بضيق من تصرفاتها المعتادة بالنسبة له ثم قال بجفاء:
«تلك اللعنة التي أكتبها هى عملي ميلا إذا نسيتي، لذا توقفي عن تصرفاتك الطفولية هذه ودعيني أعمل بهدوء.»
«اليوم طفلك أصيب في قدمه وهو يلعب في المنتزه وحاولت الإتصال بك عدة مرات وأنا خائفة، لكنك لم تُجب ولم تكلف نفسك عناء أن تبحث عنا أو تعرف حتى سبب تأخرنا عن العودة للمنزل. أنت لم تشعر بعدم وجودنا من الأساس، ألهذه الدرجة نحن لا نعني لك أي شيء!»
قالتها ميلا بإنفعال، ليتقدم نحو طفله بخوف وهو يرفع بنطاله بقلق، ليجد بالفعل الشاش الأبيض ملفوف حول قدمه. عانق ليو بخوف وقلق وهو يطبع قبلات خفيفة على رأسه.
«الآن شعرت بالقلق عليه! أين كنت وأنا في المشفى خائفة بشدة عليه! لقد شعرت وكأني بمفردي في هذا العالم، لم أجدك بجانبي لتخبرني بأنه سيكون بخير، لم أشعر بيدك وهى تعانقني لتجعلني أهدأ.»
قالتها ميلا بحُزن وأحباط من تصرفاته، ليشعر جاستن بالذنب بسبب ما حدث.
«حينما قررت الزواج منك، فعلت ذلك لأنك كنت الشخص الوحيد الذي وجدت معه الأمان؛ ومع مرور الأيام بعد زواجنا بدأ أهملك لي، لكني لم أتفوه بأي شيء كوني كنت أدعمك لتصبح أفضل كاتب في العالم؛ لكن حينما تصل الأمور لأهمالك لطفلنا، فأنا لن أتغافل عن ذلك حتى وإن كنت أحمل حبًا كثيرًا لك بداخلي.»
أكلمت ميلا حديثها وهى تشعر بالكسرة مما وصل بيهم الحال، طالعها جاستن وهم لا يستوعب كلماتها؛ لتقترب منه وتحمل ليو بين يديها ثم قالت بضعف وهى تمسح دموعها التي بدأت تسقط واحدة تلو الأخرى:
«أنا أريد الطلاق.»
وقعت تلك الجملة كالصاعقة على جاستن، وهو لا يستوعب بأن حب حياته تريد الإنفصال عنه. كان على وشك التحدث، لكن خرجت ميلا من المكتب متجهها نحو غرفة نومهم. وضعت ليو على السرير والذي بدأ في البكاء مرةً أخرى، ثم ذهبت لتخرج حقيبة سفر وبدأت في وضع ملابسها هى وليو بداخلها. هرع جاستن خلفها وهى يحاول أن يجعلها تترجع عن ذلك القرار.
«أنا أسف ميلا، أعلم بأنني أقترفت خطئًا كبيرًا؛ لكن أرجوكِ لا ترحلي. أنا أحتاجك أنتِ وطفلنا ليو أرجوكِ.»
تحدث جاستن وشعور الذنب يقتله، لكن لم تستمع له ميلا بل أكملت ما تفعله وهى تبكي.
«أرجوكِ ميلا، أعطيني فرصة أخيرة وسأصلح كل شيء أعدك.»
عاد ليترجها مجددًا حتى تتراجع عن قرارها، لكن ميلا أغلقت الحقيبة ثم نظرت له بحزن قائلة:
«لقد حاولت أن أحافظ على علاقتنا، لكنك لم تساعدني بذلك. أنا أكتفيت جاستن، لقد تعبت من محاولة إصلاح كل شيء وحدي.»
أنهت حديثها لتمسك بالحقيبة بيد وتحمل طفلها باليد الأخرى، ثم خرجت من الغرفة وهى متجاهلة أي توسلات من جاستن.
خرجت من المنزل، ثم أتجهت نحو سيارتها، وضعت ليو بالكرسي المخصص للأطفال ثم أمسكت الحقيبة لتضعها بحقيبة السيارة؛ لكنه وقف أمامها وهو يبكي.
«من أجل ليو ميلا، أنا لا أود تدمير عائلتنا.»
قالها جاستن بضعف، لتبتعد عنه ميلا وهى تضع الحقيبة بالسيارة قائلة:
«أنت بالفعل دمرت عائلتنا جاستن.»
أغلقت باب حقيبة السيارة، ثم دلفت لداخلها سيارتها ورحلت بعيدًا عن المنزل وهى تشعر بتحطم قلبها.
لم يكن أمامها غير أختها جيني حتى تذهب إليها في ذلك الوقت، فهى وحدها من ستستطيع أحتوائها الآن..

أنت تقرأ
𝐇𝐨𝐩𝐞 || أمَل
Historia Corta«إن كان حُبكِ كتابًا، سأحبكِ بطريقةٍ مختلفة في كل فصل. سأحبكِ مع كل شروق شمسٍ وغروبها، سأحبكِ مع ضوء القمر وأسفل قطرات المطر.. سأحبكِ دومًا حتىٰ تنتهي كل العوالم.» ________ Cover by: @Rahaf_Abdelaziz ° جـميع الحق...