(1)

169 20 3
                                    

في صباح السبت استيقظ أحد المحققين على تكليف له من أحد قادته للتحقيق في حادث مروع حدث على الطريق السريع راح فيه عدد كبير من الوفيات.

ولما ذهب المحقق إلى مكان الحادث كان المكان مملوءًا بسيارت الإسعاف و فرق الإنقاذ ربما يكون أحدهم لازال على قيد الحياة ويمكن إنقاذه.

كان هناك عدد كبير من السيارت المنقلبة و المتصادمة ثم هناك حافلة كبيرة تمتلأ بعدد من المسافرين يبدو إنها رحلة ثم سيارة ضخمة لنقل الزيوت منقلبة على جانب الطريق.

وبنظرة ممشطة حول مكان الحادث  تبين أن المكان مملوء بالزيت المسكوب، إذن فتلك السيارة هي السبب إذن سيارة نقل الزيت.

إن السيناريو الذي تخيله المحقق هو اصطدام سيارة نقل الزيت بحافلة المسافرين الكبيرة فانقلب الإثنان  على جانبي الطريق بالتالي بدأ الزيت ينسكب في الطريق بتلك الصورة ومع الظلام صارت السيارات الآتية و الذاهبة تنزلق في الزيت خاصة مع السرعات الجنونية تلك.

بدأ يسأل المحقق إن كان هناك من الضحايا لازال على قيد الحياة فكانوا قد نقلوا للمشفى، حاول التحدث مع من تسمح حالته بالكلام فكان كل من تم استجوابه أدلى بنفس تصور المحقق ولم يتبقى إلا سائق نقل الزيت وهو المسئول و المتهم الأول في ذلك الحادث مع سائق الحافلة وكان في حالة حرجة بينما سائق الحافلة قد وافته المنية.

بالتحري عنه أثبت حسن سلوكه، أدبه الجم وعدم تعاطيه لأي نوع مخدر، ربما يكون تحت تأثيره وهو سائق، إنه حتى لا يدخن السجائر بعكس سائق الحافلة الذي كانت نتيجة فحص دمه تحمل نسبة كبيرة من المخدرات.

ورغم حالته الحرجة إلا أنه قد صمم على التحدث مع المحقق بإصرار فذهب إليه وكان شابًا فقال بصوتٍ ضعيف يلهث: اسمي صالح،  وحيد أهلي، وطول عمري بعرف ربنا، وعمري ما سيبت فرض، أمي قابلت وجه كريم، ومادايم إلا وجه الله! أبويا اتجوز، حقه، مراته الله يسامحها، من أول يوم ومش بتقبلني،  وبتبعدني عن أبويا، وكل يوم تهمة شكل، مع إني والله ف حالي! أبويا بدأ يسود من ناحيتي، و يشيل مني، كنت بدور على شغل،  لاقيت شغلانة سواق على تريلة لنقل الزيت، وأحسن حاجة إن كلها سفر،  وكده كده طول الوقت مش موجود، شغال بآلي سنتين، وتقدر تتأكد حضرتك من سيري وسلوكي، وعمري ماشربت حاجة كده ولا كده، كنت بغيب وارجع البيت،  وكل مرة أدعي ما يحصلش مشكلة، بس كان بيحصل، كان أهم حاجة عندي، امشي وأبويا راضي عني، المرة دي التهمة كانت كبيرة، أكبر من كل مرة، اتهمتني إني دعيتها للرذيلة، وطلبت منها اللي يغضب ربنا، وربي شاهد وعالم إنه ما حصلش، بس أبويا ما صدقنيش، ومهما قلت، ومهما حلفت، مفيش فايدة، وطردني، لميت هدومي وخرجت، صعبت علي نفسي،  وبكيت كتييييييير، وكل اللي شاغلني، إنه زعلان مني، اتصلوا بي ف الشغل، إن في ناقلة، سيبت حاجتي عند جارة، خت التريلا و طلعت بيها، وطول ما أنا سايق، افتكر والعبرة تغلبني، أول مرة أسافر، وهو غضبان علي، وفجأة لاقيت، أتوبيس الرحلات ده ف وشي، والدنيا اتقلبت،  قولوله يرضى عني، فهّموه الحقيقة، أنا بريء والله! هتلاقي رقمه على تليفوني، و ربنا يسامحني!

ونطق الشهادتين ولفظ أنفاسه الأخيرة، هربت دمعة من عين المحقق، بالفعل إتصل بوالده وأخبره بما حدث لإبنه وبما أدلى.

لقد ظلم الأب ابنه بتهمته دون دليل فعوقب بحرمانه من ابن بار به.

NehalAbdElWahed

(علي الطريق السريع)   By:NoonaAbdElWahedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن