المقدمة

174 4 0
                                    

(بسم الله الرحمن الرحيم )

الحمد لله الرحيم الغفار ، الكريم القهار ،

مقلب القلوب والأبصار ، عالم الجهر والإسرار ،

أحمده حمدا دائما بالعيش والإبكار ، وأشهد أن

لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة تنجي

قائلها من عذاب النار ، وأشهد ان محمدا نبيه

المختار ، صلى الله عليه وعلى أهله وأزواجه

وأصحابه الجديرين بالتعظيم والإبكار ، صلاة

دائمة باقية الليل والنهار .

أما بعد ...

فإن أهم ما يعتني به المسلم في حياته اليومية :

هو العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع حركاته

وسكناته ، وأقواله وأفعاله حتى ينظم حياته على

سنة الرسول صلى الله عليه وسلم كلها ، من الصباح إلى المساء .

قال ذو النون المصري :《من  علامة المحبة لله

_عزوجل _ : متابعة حبيبه صلى الله عليه وسلم  في أخلاقه

وأفعاله وأوامره وسننه 》.

قال تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني

يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) <ال عمران >

قال الحسن البصري :《 كان علامة حبهم إياه :

اتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم 》.

وإن منزلة المؤمن تقاس باتباعه للرسول صلى الله عليه وسلم ،

فكلما كان تطبيقه للسنة أكثر ؛ كان عند الله

أعلى وأكرم .

ولهذا جمعت هذا البحث المختصر إحياء

لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في واقع المسلمين : في

حياتهم اليومية ، وفي عبادتهم ، وفي نومهم ،

وفي أكلهم وشربهم ، وفي تعاملهم مع الناس ،

وفي طهورهم ، وفي دخولهم وخروجهم ،

ولباسهم ، وسائر حركاتهم وسكناتهم .

وتأمل كيف لو سقط من أحدنا مبلغ من المال

لاهتممنا واغتممنا واجتهدنا في البحث عنه

حتى نجده ، ولكن كم سنة سقطت من حياتنا

هل حزنا لها وسعينا لتطبيقها في واقع حياتنا !

إن من المصائب التي نعاني منها في حياتنا

أننا أصبحنا نعظم الدينار والدرهم أكثر من

تعظيم السنة ، ولو قيل للناس : من يطبق سنة

من السنن يأخذ مبلغا من المال لوجدت الناس

يحرصون على تطبيق السنة في شئون حياتهم

كلها من أن يصبحوا إلى أن يمسوا ؛ لأنهم

سوف يربحون من وراء كل سنة من السنن مبلغا

من المال ، وبماذا ينفعك المال عندما توضع في

قبرك ويهال عليك التراب ؟

قال تعالى :( بل تؤثرون الحياة الدنيا *

والآخرة خير وأبقى ) ، < الأعلى 16_17 >

والمقصود بهذه السنن التي في هذا البحث ؛ هي

ما يثاب فعلها ولا يعاقب تاركها ، وهي التي

تتكرر في اليوم والليلة ، وباستطاعة كل واحد

منا أن يقوم بها .

وقد وجدت ان بإمكان كل شخص لو

حرص على السنن اليومية ان يطبق ما لا يقل

عن الف سنة في جميع شئون حياته ، وما هذه

الرسالة إلا لبيان ( أيسر وسيلة لتطبيق هذه السنن

اليومية التي تزيد عن الف سنة ) .

فلو حرص المسلم على تطبيق الف سنة في

اليوم والليلة لكان في الشهر ثلاثون الف سنة

فانظر إلى من جهل هذه السنن او من علمها

ولم يعمل بها ، كم من الدرجات والحسنات

ضيع على نفسه وإنه لمحروم حقا !

وأن الالتزام بالسنة له فوائد ، منها ؛

1_ الوصول إلى درجة ( المحبة) محبة الله

_عزوجل _ لعبده المؤمن .

2_ جبر النقص الحاصل في الفرائض .

3_ العصمة من الوقوع في البدعة .

4_ انه من تعظيم شعائر الله .

فالله الله يا أمة الاسلام ، في سنن رسولكم صلى الله عليه وسلم ،

احيوها في واقع حياتكم ، فمن لها سواكم ؟!

فهي دليل المحبة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،

وعلامة المتابعة الصادقة له صلى الله عليه وسلم ..

أكثر من الف سنة في اليوم والليلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن