القَصر الأبيَض\VK

غَيرَة

صَباح ذَلِك اليُوم كَان يَبعَث عَلى الشُؤوم، السَماء المُلَبّدة بِالغِيُوم، الطُرُقات الرَطبَة و البَرد القَارِص، و تَجَهّم ذَاك الشَاحِب الطَوِيل، كَان لِلقَصر هَالَة مُزعِجَة، كَالنّفُور

مَشى وَهُو يُقَلِّب كُرَة صَغِيرَة بَين يَدَيه، لَيست مُجرّد كُرَة عَادِيّة، فَقَد صَنَعها مِن السِحر الذِي يُمارِسُة، لَيسَ سِحرَاً أسوَداً و شِرّيرَاً كَما إعتَاد العَامّة إلقَائها عَلى صِغارِهم إلى أن تَرسّخت الفِكرَة فِي عُقُولِهم لِأجيَال، كَان بِإمكَانِه السَفر بِالزَمن، لِلخَلف و للِأمام، تَجَنّب الكَثِير مِن الأشيَاء، مِنها الزَواج، إلّا أنّ أزمَة وَاحِدة بَقِيت لَه، إخوَتُه، مِيرِيدِيث و يُورُوس

دَلَفَ دَاخِل غُرفَة العَرش، كَانَ هُناك يَقبَع رَجُل فِي مُنتَصف الأربَعِينات مِن عُمرِه،إنحَنى الطوِيل الشَاحِب لِيَقُول بِوَجهٍ خَالٍ مِن التَعابِير

جُونغكُوك: أهلاً وَالِدي،هَل تَعلَم مَا هَذِه التِي فِي يَدِي؟

جُون: بُنَيّ، ألَم أمنَعكَ مِن فِعلِ ذَلك عَلى مَراى الكُل ، خُصوصَاً العَامّة و العَامِلين فِي القَصر؟

جُونغكُوك: آسِف هَذِه غَلطَتِي، لَكِن أتَعرِف؟ يُمكِنُنِي شِفاء المَرضَى أبِي

جُون: لَكِن هُناك الكَثِير مِن الأعدَاء أنسِيت؟ لا نَستَطِيع الكَشف عَن سِلاحِنا السِرِيّ بُنَيّ

جُونغكُوك: هَل أنا مُجرّد سِلاح بِالنّسبَة لَك، أبِي؟ أم تُفضّل أن أُنادِيك بِجَلالَة المَلِك؟ لَقد إنتَهى هَذا النِقاش جَلالَة المَلِك إلى اللّقاء، سَأذهَب لِلتَمرُّن

خَرَج مُشتَعِلاً مِن الغَضب، دخِلَ غُرفَة التَدرِيب لِيَجِد أوكتِيڤِيا، مُدرِبَتُه

أوكتِيڤيا: رُبَما أنا عَمياء، لَكِن لازِلت أستَطِيع إستِشعار غَضبِك أيّها الأمِير جِيون، أرجُو أن تَستَطِيع التَركِيز فِي التَدرِيب هَذا اليِوم

جُونغكُوك: حَسناً فَقط لِينَبدأ

إنتَهى التَدرِيب بِإصابَة جُونغكُوك لِمِعصَمِة، مُجرّد تَشتُّت فِي الإنتِباه قَد يُسَبِب قَتلَة، فهِي لَيسَت بِالحلِيف ولا بِالعَدُّو

أوكتِيڤِيا: حَسناً جُونغكُوك سَأقُول لَك لِمَ هُو حزِين، هُوَ حزِين لِأنّه يَعتَقِد بِأنّك لا تُلاحِظُة، دَائماً ما تُعامِلُه بِجَفاء، أمّا بِالنّسبَة لِهُوسُوك، هَل سَتَترُكه يَأخُذ تَايهِيُونق بِهذِة السُهولَة؟ لا أعتَقِد، إتبَع قَلبَك أيّها الأمِير جِيون، إتبَع قَلبَك

خَرج جُونغكُوك مُفكِراً بِما قَالَته و فِي أثنَاء تِجوَالِه العَابِث فِي القَصر وَجد مِيرِيدِيث و يُورُوس يَمشِيان، جَنبَاً بِجَنب ، نَظراتٍ حَاقِدَة و ضَحِكات مُصطَنعة لِيُخفِيان إنكِسارَهُما الكَبِير، يَلُومَانِنِي لِإعتَقادِهِما بِأنّي قَتَلتُ وَالِدَتِي، لَم أفعَل صِدقاً لَكِن، قُواي فَعلت، أنا فَقط أحيَاناً لا أستطِيع السَيطَرة عَلَيها، أحياناً

تَخطّاهُما لِيدلِف دَاخِل غُرفَتِه، مَلاذُه الأخِير لِيَجِد آخِر مَن أراد رُؤيَتُه هذِه اللحظَة، كِيم تَايهُيونق، ذَاك السَاحِر الأشقَر، قَلَب حَياتَهُ رَأساً عَلى عَقِب، رُغم وُجود ذَاك السِر الغَامِض فِي مَاضِ تَايهِيونق لَكِن جُونغكوك لَم يَتساءل حَقاً عَن مَا هِيّتِه

جُونغكُوك: مَاذا الآن تَايهِيونق؟

تَايهِيونق: الأمر عَنّا جُونغكُوك، عَن ما بَينَنا

إستَقام تَايهِيونق لِيقتَرِب مِن جُونغكُوك بِشَكلٍ خَطِير

تَايهِيونق: إجلِس جَلالَتك

جَلس جُونغكُوك فَوقَ السرِير مُتسائلاً عَن هِيّة مَا يَفعَلُه تَايهِيونق، دَفع تَايهِيونق جُونغكُوك لِيكُون مُستَلقِياً فِي وَسط السرِير الحرِيرِيّ، جَلس فَوق خَاصِرَتِه لِيَبدَأ بِالمَسح عَلى صدرِ الأمِير، لَم يَستَوعِب جُونغكُوك مَاذا يُرِيد تَايهِيونق بِفعلَتِه هَذِه، لَكِنّه قَد أحَب مَايَحصُل رُغم رَفض عَقلِة لِلفِكرَة

جُونغكُوك: تَاي، عزِيزِي مَاذا تَفعَل؟

تَايهِيونق: أُحاوِل مُمارَسة الجِنس مَعك؟