الحلقه رقم(3) من روايه فاطمه
ابتسمت ولاء ابتسامة واسعة عندما وصل الجد إلى هذا الجزء وقالت : لا تقل لي, لقد أصابته دعواتك, أليس كذلك؟
قال الجد باسما: لم توقعت هذا؟
تحولت ابتسامتها الواسعة إلى ضحكة خافته : لأن ذلك المحظوظ نال القمر فى السماء
ألم تكن هي التي زارتك اليوم؟
قال بضحكة ماكرة : نعم , وتحايلتى وتماكرتى لترى وجهها, أليس كذلك؟
خفضت عينيها في خجل قائلة : فضولي الزائد يتسبب لي دائما بالمشكلات
قال الجد وهو يشرد بعيدا : نعم, إنها هي فاطمة أجمل من خلق ربي
اشتعلت عيناها ببريق الفضول وقالت بشغف: وماذا فعل عندما عرف ماذا خلف النقاب؟ انه الحب من أول نظرة, أليس كذلك؟
ابتسم الجد : أنت متعجلة وشغوفة للغاية, ولكن لا تتسرعي في الحكم على الأمور, فالحب من أول نظرة لا يصلح مع نوع له غرور حفيدي, نوع لف ودار ورأى نساء لا تحصى, مما أورثه كبرياء عنيف يمنعه من الاعتراف بالحب وحتى تتضح الصورة, فالأمر أكبر بكثير من مجرد جمال الوجه أو الجسد, فذلك الأحمق نال قطعة من الجنة تمشي على الأرض
ولاء بشغف : كيف؟
يعود عم محمد للقصة : زارني الأحمق بعد أربعة أشهر, وأخذ يحكي لي ما حدث بالتفصيل
ذبت الى بيتها في أحد الأحياء الشعبية القديمة, لم يكن هناك أى مظهر من مظاهر الفرح في المكان سوى عناقيد النور التي أصر والدها على وضعها على جدار البيت ليظهر للجيران أن له ابنة تتزوج, كان كل شيء هادئ تماما وبعد عقد القران طلبت منها أن تخلع النقاب, ولكنها قالت بهدوء : لا تتعجل, فلنذهب إلى بيتك أولا أخذتها ورحلت دون أن نتبادل أية كلمة, وأنا أتوعدها في سري, وعندما وصلنا إلى البيت أشرت لها على الحجرات والمطبخ والحمام, وتركتها ودخلت الحمام لأتحمم, وعندما خرجت وجدتها تصلى على سجادة صلاة لم تكن موجودة في البيت, وأدركت أنها أحضرتها معها, كانت من النوع الذي تم تركيب بوصلة فيه لمعرفة مكان القبلة التي لو سألتني عنها ما عرفت بماذا أجيبها
انتابني الضيق الشديد ولم أنظر إليها حتى ارتديت منامتي وخرجت من الحجرة متأففا وجلست في الشرفة الواسعة وأخذت أسلي نفسي بعمل بعض المكالمات للشلة, وكنت قد أخبرتهم أن اليوم زفافي إلى فتاة النظارات, وكانت دهشة الجميع عارمة أن العنيدة وافقت على زواجي منها, وعرفت أن تامر يقيم حفل صاخب في شقته, وأخذت أتحسر على نفسي وعلى البركة السوداء التي سقطت فيها, وأصدقائي في الهناء صخب وضحك ورقص وفتيات حتى الصباح
تامر : ما بك أصبحت كئيبا, هل نضحت عليك وأصابتك عدواها؟
قلت بتأفف : لا يا صديقي, يبدو أنني أخذت مقلبا محترما إبليس نفسه لن يتحمل تلك الجلسة التي أجلسها الآن أتتني ضحكاتهم الساخرة, وفهمت أن تامر فتح السماعة الخارجية للجوال ليسمعني الجميع