الجّحيمُ هوَ أنت.

4.6K 283 50
                                    


مرحباً

أجَل أعلَم أنا لَم أكتُب لكَ منذُ فَترة..
آسِف.
إنشغَلتُ كثيراً الآونةَ الأخِيرة حتّى شعَرتُ أنّ تلافيفَ مُخّي قَد تعفّنت تماماً ،  مِن كثرةِ النّحيبِ و الصّراخ..و الشّجار تحديداً.

تشاجَرتُ معَ عائِلَتي للمرّة الخامِسة هَذا الشّهر ، إنّهم ما زالوا يتفوّهون بتلكَ التّراهات

"لقَد رحلَ و لَن يَعود."
"جونغكوك عليكَ أن تتخطّى الأمرَ فحَسب."

كيفَ أتخطّاك و أطويكَ طيّ الصـحف؟
ما هيَ الجّرعةُ السّحرية الّتي ستجعَلُني أتَناسى وَ
أتغافَل عن هِيامي بِك؟

أخبِرني بطريقةٍ تمكّنني عَلى الأقَل مِن أن أنظُرَ إلى صورَتِك دونَ أن تَستَغفِلَني دُموعي و تنصبّ إنصباباً.

أخبِرني كيفَ أُنقذ نَفسيَ مِن جَحيمِك؟!

دَعنا مِن هَذا..

حتّى و إن أجبتَني عَن كلّ تلِكَ الاسئِلة فأنا سأتصرّفُ و كأنّك لَم تُجِب.
لأن جزءاً مِنـي مازالَ يريدُ البقاءَ في قفَصِك و بقوّة..حتّى و إن لَم تَعُد مَوجوداً.

-

أتَعلَمُ مَن هوَ ذلكَ الّذي أمقتُهُ بشدّة و أبغَضُهُ؟ حسناً ربّما إجابَتُكَ سَتكونُ هيَ عَمّتي القَبيحة و البَدينة تلكَ الّتي كانَت دائماً ما تَستَحقِرُني و تصفَعُني بقوّة عِندما كُنتُ في العاشِرة ، وَ قد أريتُكَ النّدبةَ الّتي قد تسبّبت لي تلكَ الشّمطاءُ بِها.

لَكِن لا.

أكثَرُ مَن أمقتهُ هوَ ذلكَ الشّنيع الّذي خطفكَ منّي.
إنّهُ المَوتُ الّذي سلبكَ بكلّ قبحٍ و حرمَني مِن دفئ كَلماتِك و عُمقِ صَوتِك.

لَستُ أمقُتُهُ فحَسب ، بل أُكِنّ لَه كلّ الحِقدِ ، وَ السّخط ، وَ الضّغينة ، وَ البَغضاء ، وَ النّفور ، وَ الشّناءة وَ الشّقاق.

مُعَذّبِي || VK ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن