الفصل الرابع

5.7K 211 0
                                    

رن يامن جرس الشقة لينبه همس و وسن بمقدمهما ليرتديا الحجاب و انتظر قليلا حتي فتحت همس باسمة " أنرتم المنزل خمسة دقائق و يكون الطعام علي الطاولة "
هلت وسن هي الأخرى تحمل وعاء يحوي الشوربة فجري يوسف يحمله عنها " عنك يا آنسه إنه يبدو ساخنا "
ناولته الوعاء علي استحياء شاكره إياه
تجمع الكل و تناولوا الطعام و جلسوا لمناقشة عرض السيد بهي ووافق الكل علي العرض ،و استقروا علي ابلاغه برايهم في الغد ،غادر يوسف و سليم إلي شقة يوسف
فتح يوسف باب الشقة و دخل سليم فأخبره يوسف أنه سيطمئن علي الحج سيد فهو لم يره في الصباح ، طرق يوسف الباب و ما من مجيب ، استبعد يوسف أن يكون بالخارج فهو لا يخرج ليلا أبدا ، رن علي هاتفه و أرهف السمع فسمع الهاتف يرن، ظل يرن الي أن توقف الهاتف فأعاد الرن مرة أخرى ، خرج له سليم يخبره بأنه ربما كان نائما ، نفي يوسف ذلك لأنه لو كان نائما لكان استيقظ علي صوت رنين الهاتف فالحج سيد نومه خفيف ، نادي يوسف علي عبادي ليساله
"هل رأيت الحج سيد منذ الصباح؟"
فحك عبادي راسه ثم نفي ذلك و اتفقوا علي كسر باب الشقة ، لم يصمد الباب أمام دفعة سليم و انكسر
ليدخلوا الشقة يبحثون عن الحج سيد ليجدوه ممدا علي سريره فيقترب منه يوسف ليجد جسده باردا كالثلج و يوقن يوسف أنه قضي نحبه
بكي يوسف كثيرا ، لقد مات الرجل وحيدا لا انيس له مات وحيدا كما ماتت أمه و تداخلات ذكريات وفاة والدته مع وفاة الحج سيد و ظل يوسف يبكي و سليم و عبادي يواسيانه، تمالك يوسف نفسه و بحث عن رقم زوج لمياء و هاتفه معلنا إياه بالخبر و طالبه بالحضور لإجراءات الدفن و التصاريح فلا أقارب للحج سيد
مر الوقت بطيئا بطيئا حتي وصلت لمياء مع زوجها
دخلت لمياء الصالة لتجد يوسف أمامها كادت أن تصرخ و ترتمي بين أحضانه لكنها بالطبع تماسكت
اقترب يوسف ملقيا التحية علي زوجها غسان زيدان ثم عزاها و انصرفوا سوية لإنهاء الاجراءات تمت مراسم العزاء علي أكمل وجه
و غادر يوسف لشقته
ظل غسان مع لمياء ثلاثة أيام ثم سافر و تعللت لمياء بأنها تريد البقاء مع ذكريات والدها لتجمع ما تريده قبل أن تبيع الشقة
أما أمير و يامن هاتفا السيد بهي و طلبا مقابلته في شركته و ابلغاه بموافقتهم علي اقتراحه ،فطلب بهى مواصفات شققهم ليرسل من يقيمها و يرفع كم تساوي ،و اعتذرا عن عدم مجيء سليم و يوسف لانشغالهما بترتيبات دفن الحج سيد
خرج سليم من عند يوسف متوجهها لشقته ليجمع منها ما يحتاجه أو يود الاحتفاظ به و يتصرف في باقي ما لا يحتاجه ، لم يذهب يوسف معه لإحساسه بصداع رهيب ،
كان يوسف في شقته وحيدا فاذ بجرس الباب يرن ليفتح يوسف الباب و يجد أمامه لمياء ، دخلت لمياء بلا تردد أخبرها أن تنصرف فهو بمفرده و هذا لا يجوز ، أخبرته أنها تعلم أنه بمفرده و أنها سمعت سليم يخبره بأنه لن يعود الا متأخرا ،
سألها بملل" ماذا تريدين يا لمياء ؟"
اقتربت منه " نادني ليمو كما كنت تناديني "
ابتعد قليلا " لقد قلتيها كنت ، و الماضي لا يعود يا مدام لمياء "
انفعلت و اقتربت " لم أصبح مدام بإرادتي ، أنت تعلم أني كنت مجبرة "
ابتعد " لا يهم مجبرة أم لا ، أضحي اجبارك واقعا مفروضا ، لا فكاك منه ، الحقيقة الواضحة أنك زوجة رجل آخر ، و أنا لم أعد أفكر فيك بأكثر من انك جارتي ، ابنة الرجل الطيب "
اقتربت منه " يا يوسف أنا ما زلت أحبك، سأطلب الطلاق "
ابتعد عنها "هذا لا يهمني يا سيدة لمياء ، من فضلك غادري "
اقتربت اكثر " ما زلت أحبك يوسف إني أراك في عينيه و قسماته ،عندما أكون معه أتخيلك أنت "و حاولت تقبيله فدفعها بعيدا " لا تنحطي لهذه الدرجة لمياء، الرجل استأمنك علي عرضه و ماله ، لم يربك الحج سيد أبدا لتكوني رخيصة ، لا تسيئي له بعد موته "
لملمت لمياء حسرتها و كسرة قلبها و روحها الجريحة في سلة واحده و فردت قامتها بثقة " أنت الخاسر يا يوسف "
أما عند سليم لملم ذكرياته و ذكريات والديه و فوجئ بالباب يرن فظنه وجدي فلقد اتفق معه على اللقاء ذهب لفتح الباب وجد نفسه فجأة أمام جمع من الرجال الأشداء الذين اقتحموا الشقة و أمسكوه حاول التفلت منهم و ضربهم لكنهم أمسكوه بقوه و قيدوه في أحد الكراسي و شدوا وثاقه جيدا بالحبال ثم ظهر من بينهم رجل يعرفه سليم جيدا إنه محسن صالح والد نادر الذي قتل علي يد سليم
قال محسن " أخيرا يا سليم "
" ما الذي تريده سيد محسن؟ "
أجابه بغل " أريد حق ولدي "
رد سليم و هو يحاول التملص من قيوده " حق ولدك دفعته من شبابي و مستقبلي "
ضحك محسن ضحكه عالية " لا لم تدفع بعد ، أنت مقيد الان لن تستطيع الفكاك و سنفتح الغاز ستموت مختنقا يا سليم ، ثم ستتعفن هنا قبل أن يفكر أحدهم بالسؤال عليك ، فسأرسل من هاتفك رساله ليوسف تخبره أنك مسافر لأمر طارئ ، و هذه هي الميته التي تستحقها "
انفعل سليم " واجهني رجلا لرجل أيها الجبان "
ضحك محسن " للأسف لا أستطيع ، كان بإمكاني أن أرسل لك من يقتلك في محبسك لكني أردت أن أراك أولا ، رحله مريحه للجحيم يا سليم "
فتح الرجال أنبوبه الغاز و انصرفوا بعد أن كمموا فم سليم ، اشتم سليم رائحا الغاز المتصاعدة ، بعد فتره قصيرة مرت علي سليم كالدهر سمع صوت الجرس ، حاول الحركة أو الفكاك أو الصراخ لم يستطع رن الجرس مره اخري ،سمع صوت وجدي ينادي عليه رن وجدي علي هاتف سليم ، حاول سليم تحريك الكرسي بقوه حتي سقط و ما هي الا ثواني قليله و تهاوي باب الشقة أمام ضربات وجدي ليدخل الشقة و يجد سليم علي الارض مقيدا مكمما و بجواره أنبوبه الغاز
أغلق وجدي الأنبوبة أولا، ثم فتح شبابيك المنزل، و سحب سليم بكرسيه للشرفة و هناك فك تكميمه ووثاقه و هو يصرخ
"من فعل هذا بك؟ "
رد سليم بأنفاس متقطعة " محسن والد نادر "
اشتعل وجدي غضبا " أقسم بالله لن يفلت منها "
و أخرج هاتفه متصلا بأحد رجاله " أريد محسن صالح رجل الأعمال حالا "
لكن محسن بالطبع كان قد تبخر فلقد ترك أمام العمارة أحد رجاله لكي يعلمه متي سيكتشفون جثة سليم كما كان يتمني هو، فاطلعه علي مجيء وجدي فتدارك محسن نفسه و توجه للمطار مسرعا فمنزل سليم قريب من المطار و سافر
هدأ سليم و استعاد أنفاسه و حمد الله أنه كان سبق و اتفق مع وجدي علي اللقاء في شقته
ضحك وجدي " أنقذتني مرة و أنقذتك مرة، هكذا استوفي كل منا حقه "و انفجرا ضاحكين
عاد سليم لشقه يوسف و حكي سليم ليوسف ما حدث معه
هاتف يوسف أمير و يامن لينضما لهما لجلسه شبابيه بعيدا عن همس و وسن، صحب يامن همس الي وسن لكي لا تكون وحيده و بينما يتناقش الرجال فيما يفعلونه اذ برسالة تصل لأمير علي هاتفه المحمول من البرنس
" أنا في سفر لعمل ، لكن أود أن أخبرك ما لا تعرفه ، وسن تحبني و أنا و هي على علاقة منذ دخولك السجن ، هي فقط تمثل أنها لا تريديني ، لتخفي حبنا خوفا منك، عندما أصل من السفر سآتي لأعقد عليها ، اعلم أنك ربما لا تصدقني ، لذا أرسلت لك صورها بملابس المنزل و بدون حجاب لتصدقني ، و لدي من هذه الصور الكثير و بملابس أقل "
يامن كان يقرأ الرسالة و هو غير مصدق و يبتسم بسخريه لكن ما أن وصل للجزء المتعلق بالصور حتي انقلبت ملامحه تماما و ارتسمت علامات الغضب علي محياه و ما أن شاهد صور وسن بملابس المنزل و شعرها حتي انتفض و القي الهاتف من يده و هب واقفا مغادرا الشقة ،
صاح الكل " الي أين؟"
لم يعرهم اهتماما إنه لم يسمعهم من الأساس ، غادر بسرعة البرق ، التقط يوسف الهاتف الذي سقط مرتطما بمقعد اسفنجي كان علي الارض و قرأ الرسالة و شاهد الصور فتغير وجه يوسف " هيا يجب أن نمنعه "
تساءل سليم و يامن في نفس واحد " نمنعه من ماذا ؟ماذا حدث ؟"
صاح يوسف "لا وقت للشرح "
لم يستطيعوا اللحاق بأمير لقد طار كما السهم المنطلق من قوسه مستقلا تاكسي و لحقوه بسيارة سليم
وصل يامن للشقة الشرر يتطاير من عيناه معميا بما رآه لا يقيم للعقل وزنا ،إنها العاطفة فقط غيرته علي عرضه الذي أراقته وسن كما تراءي له، فتح الباب ليجدهما جالستين تتسامران و البسمة مرتسمة علي وجهيهما
فزعا لرؤيته هكذا لقد كانت ملامحه و كأنما سكنتها شياطين الجن و الانس علي حد سواء قبل أن ينطقا أمسك وسن من شعرها يجرها جرا وراءه ، حاولت همس إبعاده عنها لكنه ألقاها أرضا غير عابئ بدمها الذي سال من جبهتها نتيجة ارتطامها بالطاولة و لا بوسن التي تصرخ متعجبة مما يحدث لها و لم يحدث هذا
" ماذا هناك يا أمير ؟ ماذا فعلت ؟"
دخل الغرفة ألقي رأسها بقوة فارتطمت بالأرض ، لم يأبه بذلك ، أغلق باب الغرفة ، و هي ترتعد خوفا و رعبا ، ليس هذا بأخيها الحنون أبدا أنه شيطان يتلبس أخيها بالتأكيد ، ابتعدت زاحفه تبحث عن ملجأ أو مخرج لكنه لم يمهلها انقض عليها صفعا و ركلا و هو يصرخ " لماذا؟ لماذا فعلت ما فعلتيه ؟ "
و هي لا تعي شيئا "ماذا فعلت ؟أفهمني ؟أتوسل اليك اتركني"
وصل يوسف و يامن و سليم ليجد همس تتعلق بالباب تتوسل لأمير أن يفتح فوجئت بهم أمامها التقط يامن حجابها و غطي شعرها و هرع يبحث عما يمسح بها دمائها فصاحت "اتركني انقذ وسن سيقتلها و لا أدري لم "
حاول يوسف كسر الباب لم يستطع فنظر لسليم فعاجل سليم الباب و كسره ، كان أمير يجثم فوق وسن يوجه لها الصفعات امسكه سليم حاول التفلت من قبضة الحديدي
" اتركني يا سليم سأقتلها "
أمسكه سليم بقوة " أهدأ يامن لا تحل الامور هكذا "
نظر يوسف لها و هي ملقاة أرضا محسورة الرأس و الدماء تسيل من جانب شفتيها و صاح بهمس التي هرعت للداخل تحتضنها " استريها و تعاليا للخارج "
و سحب سليم أمير للخارج و هو ما زال يصيح
"اتركني يا سليم "
رد سليم "لن أتركك الي أن تهدأ "
"حسنا اتركني ، سأهدأ"
سحبه سليم الي غرفته و لحق به يوسف " اهدأ يا أمير لقد رأيت الرسالة و الصور ، يجب أن نفهم ، لا تحل الامور هكذا ، سأكلمها أنا بعد أذنك"
وسط عدم فهم من سليم و يامن
خرج للصالة ليجدها متورمة الوجه محمرة العينين ،ود لو يحتضنها و يخفف عنها ألمها ، كانت تلك الصفعات و الضربات كأنها في قلبه هو ، كان واثقا من براءتها ، لا يدري من أين استمد ثقته لكنه كان علي يقين أنها لم تفعل ما اتهمها به البرنس
" ارجوك اهدئي ، نريد التوصل لكيفيه حدوث هذا "
صاحت و الدموع تخنقها " ما الذي حدث؟، أنا لا أفهم "
ناولها يوسف الهاتف لتتسع عيناها و تولول صارخه " أقسم بالله لم أفعل شيئا ، أنا لا أطيق البرنس ، كيف سأرسل له هذه الصور "
سألها يوسف "هي ملفقه إذن "
قالت بخيبة "لا انها صوري و بملابس المنزل هذه ملابسي أنا متأكدة"
صعقت الاجابة يوسف كان يأمل أن تكون الصور مركبة "اذن اهدئي و تذكري جيدا هل بإمكان احد ان يصل لهذه الصور؟ "
ردت باستسلام "لا هاتفي لا يفارقني"
صاحت همس "لا فارقك يوم أن توقف فجأة عن العمل و أرسلتيه لحوده سوفت وير "
صمت يوسف مفكرا ثم سأل "و هل حوده يعرف البرنس؟"
ردت همس "لا يوجد في المنطقة من لا يعرف حوده "
و نظرت لوسن " تذكري أنت اخبرتني أنك وجدت البرنس هناك لذا تركت الهاتف لحوده و انصرفت و اخبرته انك ستعاودين المجيء بعد ساعة "
توجه يوسف لأمير و اخبره فحوي كلامه مع أختيه
نزل أربعتهم لمحل حوده الذي فزع من رؤيتهم ،اخرجوا من به من الزبائن و سط تعجب حوده و تخوفه
و اغلقوا الباب فاستحالت ركبتاه كالجلي تتراقصان رعبا و أخذ في التلعثم فعاجله يوسف بصفعه قويه أسالت خيط الدم علي جانب شفتيه و انقض أمير عليه يكيل له اللكمات بينما وقف سليم عاقدا ذراعيه امام صدره
و قال بلهجة مهدده" أنت تعلم جيدا ما فعلته فاعترف بهدوء قبل أن أتدخل انا"
صاح حوده " أقسم بالله هو من دفعني لذلك كان يهددني بوصولات أمانه لديه ، كان عندي عندما جاءت الآنسة وسن لإصلاح الهاتف "
سأل سليم " هل فعلتم أي شيء أخر بالصور؟ "
رد حوده مسرعا "لا لقد أخذ صورتين هما اللتان كانتا علي الهاتف فقط"
أمسكه يوسف من تلابيبه قائلا بوجه غاضب يملأه التهديد
"إياك أن يعلم البرنس شيئا عن هذا "
تركوه و صعدوا بعد أن أبرحوه ضربا جزاء على خيانته الأمانة و استباحته لهاتف وسن
دخل أمير الشقة واحتضن وسن و قبل رأسها "آسف آسف لقد أعمتني حميتي و غيرتي عليك ، لم أصدق ما رأيته كدت أجن ، سامحيني يا صغيرتي "
قالت و الدموع تعمي عينيها "و كيف تشك بي يا أمير ؟أنت لي كل شيء أنت أكثر من يعرفني "
احتضنها بقوة أكثر "سامحيني يا صغيرتي "
فقال يوسف متنحنح "يكفي هذا يجب ان تهاتف ذلك المأفون ليأتي"
تساءل أمير و قد تنبه لنظرات يوسف
"في ماذا تفكر؟"
رد يوسف و قد التمعت عيناه "أفكر أن قدوره كان يريد خدمتنا و هذا هو وقته "
هاتف سليم قدوره لأنه أقرب له و طلب منه أن يدس رجاله للبرنس تربة حشيش في معرضه داخل الخزينة و قد كان اتصل أمير بالبرنس ليحضر للمعرض و بينما هم جالسون اذ بالشرطة تحضر و تقبض عليه مخرجين الحشيش من خزينة المعرض
همس أمير في اذن البرنس "هذا جزاء من يتطاول علي اختي"
أخذ البرنس يصيح و أمير و يامن و سليم و يوسف يلوحون له مبتسمين
بينما هم كذلك جاءت مكالمة هاتفية لأمير من السيد بهي يطلب مقابلتهم  

العهد  للكاتبه نشوه أبوالوفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن