الجزء الثاني

1.4K 26 6
                                    

وبعد ان تخرج الاثنان من الكليه قرر احمد ان يذهب ليخطب  ريم ولكن هذه المره بصوره رسميه ليس كما في الصغر وظل يضحك كثيرا ع نفسه عندما يتذكر نفسه وريم في الطفوله ويتذكر اللحظات الجميله التي عاشاها معا وكان يجهز نفسه  منذ زمن  اراد ان يظهر لها بمظهر خلاب وكأنه فارس خيالي ....وفي الليله التي سبقت يوم ذهابه لطلب ريم من اهلها كان يجلس في غرفته يفكر بينه وبين نفسه:ماذا ان رفضوني..ماذا ان لم اكن استحق ريم بنظرهم ...ماذا ان لم اكن كفوءا لأتزوج هذه الجوهره ..ااه يا الهي كيف سأتحمل هذا الشيء ...ماذا ان تزوجت غيري ههههف كيف سأتحمل ان تكون لغيري ...كيف سأتحمل ان تبدأ ببناء حياتها معه.. وان ابقى انا مجرد ذكرى جميله عاشتها في الطفوله ... ظل يفكر بينه وبين نفسه حتى غلبه النعاس وقال: ...سوف اتزوجها ورغما عن انوف جميع سكان هذا العالم ..كانت هذه اخر جملة يقولها احمد قبل ان يغط في نوم عميق ....من شده الارهاق الذي اصابه بسب التفكير بريم ليلا لم يستيقظ من النوم الا عندما حل الظهر فبعث برساله الى ريم وقال لها بأنه سيأتي اليوم ليخطبها وانه لم يقل لها مسبقا لأنها اراد ان يفاجأها  وطلب منها ان تجهز نفسها وتعلم اهلها بذلك ..بعث الرساله ومن ثم ارتدى بذلته وجهز نفسه وتعطر بعطره الذي تفضله ريم وكان سيطير من الفرحه وعندما جهز تماما توقع ان يرى ردا منها ولكن عندما فتح هاتفه لم يجد اي رد منها ..قلق قليلا وبدأ الشيطان يلعب في عقله ويملأه بالافكار السوداء لكنه بعد ذلك ابتسم وقال:بالتأكيد اميرتي الصغيره من شده الفرحه بدأت فورا بتحضير نفسها لمجيئي انا واهلي ونسيت ان تجيبني ..قال ذلك وضحك :وماذا يعقل ان يكون قد حدث غير ذلك ...ثم ذهب واحضر باقه الورد الاحمر الذي كان قد اشتراه سابقا وعلبة الشوكولا (من النوع الذي تعشقه ريم) واخذ اهله واتجه الي بيت ريم وكان يمشي بكل ثقه متوجها الى بيت ريم والبسمه لا تكاد تفارق وجهه ...قرع باب بيت ريم وهو يبتسم ولكن لم يفتح احد ظل يطرق الباب كثيرا ومع ذلك لم يفتح احد ..وظل يطرق ويطرق من دون ان يفتح احد ..اتصل بريم مرارا ولكن هاتفها كان مغلقا ..استمر بالطرق وكان طرقه قويا جدا مما جعل جارتهم تخرج من بيتها لتستفسر عن سبب هذه الضوضاء... وعندما رأت احمد يطرق الباب كالمخبول؟؟ قالت يا بني ما بك هل جننت ؟؟ الا تعلم ان اهل ريم قد سافروا وقامو ببيع البيت ؟؟لقد ذهبوا الى بلد اخر وسمعت منهم انهم لن يعودوا ..انصدم احمد :أأأأ ..ماذا ..سافروا ..الى اين ..كلا من المستحيل ان يكون هذا الكلام صحيحا ..كيف لريم ان تسافر بدون ان تخبرني ..ركض احمد لعند  جارتهم وظل يقبل يديها ويصرخ والدموع تملأ عينيه :رجاء اخبريني بأن هذا كذب ..اخبريني بأن هذه مزحه ..حرام عليك لماذا تفعلين بي هذا ..سحبت  الجاره يدها بسرعه واشاحت بنظرها عنه وقالت:صدق او لا تصدق فماذا سأستفاد ان كذبت عليك ؟؟ ثم دخلت و اغلقت الباب بقوه ..ظل احمد متجمدا في مكانه ...لم يعرف كيف يعبر عن حالته اصلا ..احس بشيء غريب يتملكه..شعور لا يعرف كيف يصفه ..احس بأنه قد تعرض للخداع من ريم ...طعنته في ظهره ..تركته وذهبت من دون حتى ان تقول له "لماذا" او حتى *وداعا* ..تخيل ان تحب شخصا لعقدين من الزمن ..ان تفضله ع نفسك ..ان تجعله كل شيء في عالمك ..ان تحبه وتكون وفيا مخلصا له .. تخاف عليه حتى من اهله ..تغار عليه من اتفه الامور ...تحسد حتى الذبابه احيانا ان تسنى لها ان تلامسه..ان تصون حبه وتجعله شيئا مقدسا..تتمنى لو بإمكانك ان تخبئه في عينيك ..ان تكون له ابا واخا وابنا وسندا .. وفجأة عندما تقدم ع الخطوه الاولى التي ستجمعكما معا تجده بكل بساطه تركك وذهب وكأنه لم يكن هناك شيء بينكما ..كأنكما كنتما تمضيان وقتا معا لا اكثر.... اااه ما اصعبها من لحظه ع احمد ان يجد حب حياته قد ذهبت مع الريح..امتلأت عيناه الخضراوين بالدموع...لم يتقبل الفكره ..لم يصدق بأن حبهما اصبح مجرد ذكريات.انهار من شده الالم الذي كان يشعر به...بدأ يصرخ باسمها عاليا:ريييييييييم اين انتي يا ريم؟؟ سقط ع الارض من شده الارهاق النفسي فتناثر الورد ع الارض وتبعثرت علبه الشوكولاته..كان اهله يحاولون ان يوقفوه ع رجليه لكن بلا جدوى..كان حتى عاجزا عن الحركه ...بدأ بالبكاء كالطفل  اليتيم الذي قد تركته امه وحيدا في هذا العالم جل ما يريده ان يراها مره اخرى..كان يرى كثيرا من اصدقائه يفترقون عن حبيباتهم ويقول لهم:ليس كل من نحبهم من الممكن ان يكونوا لنا ...ولكن نسي انه من الممكن في يوم من الايام ان ينطبق هذا الكلام عليه ...استمر بالبكاء والنوح امام بيت ريم حتى حل الظلام انتبه احمد الى حالته المزريه والى وضعه المثير للشفقه ...مسح دموعه واستجمع قواه و نهض من على الارض وداس ع الورد برجليه وقال :الحياة لا تقف عند احد..حسنا تركتني وذهبت هذه ليست نهايه العالم ..سأجد من هي افضل..قالها وهو نفسه يعلم انه لن يحب  احدا من بعد ريم ابدا ولكنه كان يحاول ان يداوي قلبه المكسور لعل الله يجبر بخاطره في احد الايام.. ثم اتجه الى بيته وهو يحاول ان يبدو قويا امام اهله ..حاولت امه بكل الطرق ان تجعله يضع شيئا في فمه لكن بلا فائده..لم يكن له نفس للاكل اصلا ..صعد للاعلى  وغير ثيابه واستلقى ع السرير وهو يفكر بطريقه لنسيانها ان كان سيتمكن من نسيانها اصلا ولكنه كان متعبا جدا نفسيا وجسديا فنام بسرعه لربما يرتاح ولو قليلا من هذا الكابوس ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 21, 2014 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حب الطفوله لا ينسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن