زنبق الوادي..

68 10 29
                                    

سر السعادة هو ان تبقى سعادتك سراً.

ها هي ذي هيلين فتاة التاسعة تنهي صنع قاربها البسيط الاول لها بالقرب من البحيرة خاصتها, هي لها فقط, لا احد يشاركها الجلوس والتأمل هناك, قامت بسحب القارب نحو البحيرة اخرجت من حقيبتها ثياب صبيّ سرقتها من ابن مدبرة منزلها, انزلت فستانها وارتدت تلك الثياب.

صعدت القارب بدأت بالتجديف لم تكد تبلغ ربع المسافة للضفة الاخرى حتى وقعت في البحيرة, هي ليست بذلك العمق الكبير حتى تغرق فيها ولكنها باردة جداً بما أننا في شهر كانون الاول, وذلك ما دفعها للصراخ عالياً, تمالكت نفسها قليلاً حتى استطاعت تحريك قدميها ويديها في محاولة للسباحة, اخرجت نفسها من البحيرة بصعوبة نظراً لعدم قدرتها على السباحة.

ما ان وصلت الى البر سالمة حتى بدأت بالضحك بصوتٍ عالٍ, استمتعت بكمية الادرينالين التي تدفقت قبل قليل والبرودة اللاذعة, استلت منشفتها واحاطت نفسها بها, التفتت الى البحيرة ضاحكة, رأت قاربها يدوي الصنع يطفو فوق السطح فجلست في محاولة للتفكير بطريقةٍ لإرجاعه الى البر سالماً لا محطماً.

ظلت مستغرقة في التفكير حتى سمعت خلفها صوت الأشجار تتحرك منذرةً بوجود شيءٍ ما خلفها, ابتلعت ما في حلقها من لعاب, وامسكت بغصنٍ كان بالقرب منها, تراجعت بخطواتٍ خفيفة مستعدةً للهجوم على من اتى.
فور تمكن هيلين من رؤية جزء يسير مما كان هناك حتى دوت صرختها في الارجاء تبعتها جرياً الى حيث هو رافعةً الغصن عالياً, ضناً منها انها تخيف الغريب القادم.

" تمهلي يا فتاة, ذلك مؤلم اوقفي ضربي"
تحدث الغريب متوجعاً وهو يحمي وجهه من ضربات الغصن التي قد تجرحه.
"كلا ستؤذيني"
وزادت من حدة الضربات وقوتها, تتبعها بعض الركلات في منتصف ساق الغريب.
"أعدك الا افعل, بعد هذا الضرب المؤلم".
اخفضت هيلين غصنها, ونظرت اليه مطولاً تفكر, لا يبدو عليه انه كبيرٌ في السن ولا يبدو انه يقدر على السباحة.
"أيمكنك السباحة؟"
سألته ناظرةً في عينيه, نظرةً عميقة مترجية.
"وهل هناك رجلٌ او صبيّ لا يمكنه السباحة يا صغيرة؟"
"أتقدر ام لا؟"

حازمةً كانت في كلامها, عادت ادراجها الى منشفتها التي سقطت منها سهواً, اعادتها فوق كتفيها, والقت بناظريها الى البحيرة, فتتبع الغريب عينيها والى ماذا هي تنظر, فرأى القارب يطفو هناك ونظرات هيلين متعلقةً به, فانزل ما يحمله من حقائب وبعض الطبقات من ثيابه, اجل طبقاتٍ كثيرة, فبرد شهر كانون الاول ليس بمزحة.

رغم برودة مياه البحيرة الا انه القى بنفسه سريعاً فيها, سبح باتجاه القارب رأى المجداف بالقرب منه فأخذه اولاً ثم عاد الى القارب وضع المجداف فوقه وبدأ بدفعه بيده اليمنى سابحاً في اتجاه الفتاة على البر, بمجرد وصوله حتى دفع القارب بعيداً عنه متجهاً الى حقيبته اخرج احدى ثيابه وقام بنزع ما عليه غير آبه بالفتاة هنا, جفف نفسه سريعاً وارتدى ثيابه الجافة سريعاً ايضاً.

زنبق الوادي..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن