ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻳﺎ ﺑﻨﺖ ﺍلأﻛﺮﻣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺮﻣﻬﺎ ﻭﻳﻜﺮﻡ أﻫﻠﻬﺎ ﻓﻲ إﺣﺪﻯ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻴﺘﻔﻘﺪ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ، ﻓﺮﺃﻯ ﺧﻴﻤﺔ ﻟﻢ ﻳﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼً ﻣﺎ ﺧﺒﺮﻫﺎ. ﻓﺴﻤﻊ ﺃﻧﻴﻨﺎً ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﻓﺎﺯﺩﺍﺩ ﻫﻤّﻪ. ﺛﻢ ﻧﺎﺩﻯ ﻓﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺟﻞ. ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻦ أﻧﺖ؟ ﻓﻘﺎﻝ: أﻧﺎ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ أﺣﺪ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺎﺑﺘﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﺠﺌﺖ أﻧﺎ ﻭﺃﻫﻠﻲ ﻧﻄﻠﺐ ﺭﻓﺪ ﻋﻤﺮ. ﻓﻘﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ أﻥ ﻋﻤﺮ ﻳﺮﻓﺪ ﻭﻳﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ. ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ: ﻭﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻧﻴﻦ؟ ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﻩ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺗﺘﻮﺟﻊ ﻣﻦ أﻟﻢ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﻫﻞ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ ﻭﺗﻮﻟﻴﺪﻫﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ!! أﻧﺎ ﻭﻫﻲ ﻓﻘﻂ. ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ: ﻭﻫﻞ ﻋﻨﺪﻙ ﻧﻔﻘﺔ ﻹﻃﻌﺎﻣﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ. ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ: ﺍﻧﺘﻈﺮ ﺍﻧﺎ ﺳﺂﺗﻲ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻭﻣﻦ ﻳﻮﻟﺪﻫﺎ. ﻭﺫﻫﺐ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ أﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺑﻨﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻨﺎﺩﻯ : ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻷﻛﺮﻣﻴﻦ..ﻫﻞ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺧﻴﺮ ﺳﺎﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻭﻣﺎ ﺫﺍﻙ؟ ﻗﺎﻝ: ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ ﻓﻘﻴﺮﺓ ﺗﺘﺄﻟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻓﻲ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ. ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ أﻥ ﺃﺗﻮﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﻮﻣﻲ ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻷﻛﺮﻣﻴﻦ ﻭأﻋﺪﻱ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﻠﻮﻻﺩﺓ. ﻭﻗﺎﻡ ﻫﻮ ﺑﺄﺧﺬ ﻃﻌﺎﻡ ﻭﻟﻮﺍﺯﻡ ﺍﻟﻄﺒﺦ ﻭﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺫﻫﺒﺎ. ﻭﺻﻼ إﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﻭﺩﺧﻠﺖ أﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﻟﺘﺘﻮﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻭﺟﻠﺲ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﻟﻴﻌﺪ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ. أﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﺗﻨﺎﺩﻱ: ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ أﺧﺒﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ أﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺃﻛﺮﻣﻪ ﺑﻮﻟﺪ ﻭأﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﺨﻴﺮ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻨﻬﺎ (ﻳﺎ أﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ) ﺗﺮﺍﺟﻊ إﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻣﻨﺪﻫﺸﺎً ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﻠﻢ أﻥ ﻫﺬﺍ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻓﻀﺤﻚ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺍﻗﺮﺏ.. ﺃﻗﺮﺏ.. ﻧﻌﻢ ﺍﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻭﻟﺪﺕ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻫﻲ أﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺍﺑﻨﺔ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ. ﻓﺨﺮّ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻛﻴﺎً ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: ﺁﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻳﻮﻟﺪﻭﻥ ﺯﻭﺟﺘﻲ؟ ﻭأﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻳﻄﺒﺦ ﻟﻲ ﻭﻟﺰﻭﺟﺘﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ: ﺧﺬ ﻫﺬﺍ ﻭﺳﺂﺗﻴﻚ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﻋﻨﺪﻧﺎ.
ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﺬﻱ أﺧﺬﻭﻩ ﻣﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻓﻌﺔ ﻋﻤﺮ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺻﻼﺓ ﻭﺻﻴﺎﻡ ﻭﻗﻴﺎﻡ ، ﻭﻻ ﻓﺘﻮﺣﺎﺕ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ . . ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻗﻠﺐ ﺧﺎﺿﻊ ﺧﺎﺷﻊ ﻣﺘﻮﺍﺿﻊ ﻣﻨﻴﺐ ﻭﺃﻭﺍﺏ ، ﻳﻘﻴﻢ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﻳﺤﺎﺳﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺒﻞ أﻥ ﻳﺤﺎﺳﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .