وضعت السيدة تريزا السماعة بسرعة وهي تفكر ان اي شخص غريب سيقول انه اب غير صالح،وهو لا يعلم كم عانى آدم من زوجتة الماكرة...في صباح يوم الثلاثاء كانت السيدة تريزا تخرج من مركز طباعة الصحف وهي راضية عن نفسها وعن هذا الإعلان الذي طبع قبل لحظات،هي تشعر بالمسؤولية تجاة الطفلة المسكينة التي هربت والدتها وتركتها وهي رضيعة وبعد مرور سنة سافر والدها للندن وكان يزور ابنته من حين لآخر،ولكن زيارته تكون رسمية اكثر من أبويه ،والان سالي تبلغ من العمر 5 سنوات ،ولا احد يعلم السر وراء هرب والدتها وموتها غير آدم...
السيدة تريزا تحب ادم،فهي كانت مربيته من قبل وتأمل ان تكون المربية القادمة جيدة...
كانت سيارة سوريل مكلاود الاوفر الحمراء تشق الطريق المشيد امامها بروية وحذر،وصوت محركها الهادئ يعبر عن هدوء وسكينة صاحبته وهي تتمتع بالمناظر الخلابة لحقول القمح وبساتين الحمضيات،رجعت سوريل بافكارها ليوم الاحد الماضي عندما كانت تقلب الصحيفة بضجر،ووقعت عيناها الخضراوان على ذلك الإعلان في صفحة الوظائف الشاغرة،ووجدت سوريل في منطقة نيو كاسل الخلابة مهرب من علاقة عاطفية فاشلة وتغير في الاجواء.
وعندما لمحت قصر الفولن ليفز لاول وهلة ظنت نفسها في القرن الخامس عشر،هذا القصر اقل ما يقال عنه انه اثري وقديم ويشبه البلاك قيت في شمال انجلترا،وراقبت بعينيها لمعان النوافذ المستطيلة التي تشبه لمعان عيون القطط،وتبرز حجارته المصنوعية يدوياً كنتوءات تعيد ذكرى الحروب الدموية الماضية،وله سطح واسع به ثلاث ابارج مربعة،يحد القصر من الغرب جبل يكسوه الثلج،ويلمع بحر الشمال من شرقه.احست سوريل بعظمة المكان وشيئا فشئ ساورتها الشكوك..اهو المكان الصحيح؟اوقفت سيارتها امام البوابة الحديدية ولم تجد احدا فضرخت قائلة:(هل من احد هنا؟)وبدأ عقلها يأمرها بالرجوع من حيث اتت فالمكان موحش وصامت كصمت الاموات..عدا حفيف اوارق الاشجار المتساقطة...ابت سوريل ان تتحرك بعد القيادة الطويلة فتسلقت البوابة وقفزت في الجهة الأخرى لقد تعودت على القفز هكذا فصاحبه المكان الذي تسكن فيه تغلق الباب عند منتصف الليل..وتكون سوريل قد تأخرت اما مع صديقتها او كانت تعمل في تصحيح أوراق الامتحانات.
اجتازت نفقاً على شكل حدو حصان كان مظلما وباردا وعندما خرجت منه شهقت من الدهشة فقد وجدت حديقة غناء بها كل انواع الزهور من الزنبق البري والجلنار والكامليا وكثير من الاشجار وفي وسط الحديقة ومقابل الباب الرئيسي نافورة رائعة وفي قمتها حورية تخرج الماء.
(من انت؟!)جأها صوت خشن ذو نبرة عدائية من خلفها..تملكها الرعب واحست انه لص او قاتل دخلت مخبأه!
التفتت سوريل نحوه وحدقت في الرجل برعب وعندما تداركت انه رجل في منتصف الخمسينات قالت بتمهل:(انا سوريل...سوريل مكلاود المربية والمعلمة ..اريد مقابلة السيدة تريزا جاكسون)
أنت تقرأ
قصر الأوراق المتساقطة
Romanceبعد علاقة عاطفية فاشلة،قررت سوريل تغير نمط حياتها..بعد ان كانت تعمل معلمة قررت ان تعمل مربية في ابعد مكان عن لندن..لتنسى!ولكن حياتها تتغير تماماً عندما تتعرف على اهل القصر وتدور في خلدها أسأله كثيرة،فلماذا يكره والد الطفلة ادم هاموند ابنته؟وكيف ماتت...