مقدمة

361 12 1
                                    

.. علامات وجهها تدل على أن حزن عظيم منطوي على ثنايا صدرها .. ما أكده له ذلك صوتها الذابل عندما قالت له : أرجوك احتفظ بروايتي هذه .. أريدك أن تمنع نسخها أو بيعها ..

فكرر في أن قبوله لطلبها سيخفف عنها : حسنا .. أعدك بذلك لا تقلقي ..

_ شكرا لك .. الى اللقاء

_ الى اللقاء .. اعتني بنفسك ..

استدارت متوجهة للخارج .. شرودها جعلها تصطدم بفتاة ذات شعر كستنائي التي أسقطت كتاب كانت تحمله بيدها .. قبل أن يصطدم بالأرض مسكته .. أعطنه اياها معتذرة : آسفة لم أنتبه ..

ردت تلك الفتاة بابتسامة بعد أن أخذت الكتاب : لا بأس شكرا لكي

ابتسمت هي الأخرى و خرجت لكن تلك الفتاة "ذات الشعر الكستنائي" بقيت مكانها تحدق فيها حتى انجلت عن انظارها .. توجهت نحو مالك تلك المكتبة وحيته مبتسمة : صباح الخير يا عم .. كيف حالك ؟

_ مرحبا ابنتي .. بخير و أنت ؟

_ بخير .. هذا هو الكتاب الذي أعرته عنك آخر مرة ..

_ هل قرأته كله ؟

_ نعم

أخذ منها الكتاب بعد أن ابتسم : جيد ذلك

وضع نظارته و استدار ليؤدي اجراء اعادة الكتاب المستعار .. ترردت قليلا قبل أن تسأله .. ينتابها فضول كبير حولها : يا عم من الفتاة التي خرجت قبل قليل من هنا .. التي كانت ترتدي ثياب سوداء ..

رد مستغربا : مجرد زبونة اعتادت زيارتي لأخذ الكتب من عندي ..

وقع نظرها على تلك الرواية : يبدو لي أن ذلك آخر كتاب استعارته من مكتبك

ضحك قليلا قبل أن يقول : بل أنا من استعرته منها هذه المرة

رفعت حاجباها متعجبة من كلامه : ما الذي تقصده ؟

وضع يده على فاهه ثم قال ببعض المرح : سر و وعد لا يمكنني اخبارك به ..

_ امم حسنا هل يمكنني قرائته ؟

_ أجل .. لكن هناك شروط !

_ ما هي ؟!

_ يمنع عليك نسخه ..

_ حسنا أعدك بذلك ..

حملته و خرجت بعد أن ودعت صاحب المكتبة الذي ابتسم فقد تعمد ترك الكتاب هناك كي تراه هي لغاية في نفسه .. استقلت سيارة أجرة و فضولها سبقها لتفتح الكتاب و تبدأ بقرائته قبل أن تصل للمنزل ..


.

.

هل سنعود أصدقاء كما كنا ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن