وقتما كانتْ مشغولة بِكتابة الأحداثِ في إحدى صفحاتِ الدفتر الخاوية البيضاء ، شعرتْ بِنسمةِ هواءٍ عليلةٍ تلّطمُ رقبتِها بحرقة ، و ما إن التفتت حتى رأتهُ يبتسم ببرائة.
جلس على المقعدِ أمامُها يتأمل شِكلها و هي تروي ما حدث في ورقةٍ بيضاء ، راح شاردًا في الورقةِ يُريد رؤية ما تكتبه.
روى ما بداخلهِ مِن كلامٍ و سأل بعفوية قائلًا :
- هل يمكنكِ شرحُ ما تكتبين لي ؟
اومأت كإجابةٍ خفيفة ، و رُغم هدوئها إلا و أنها أجابتهُ بترنمِ لطيف و إطراقِ حِلّو :
- همم ، أنا أكتب شيئاً عن ماضينا الأسود المُزين باللون الأحمر
ربط حاجبيهِ و ابتسم فور إعادة نظرها إلى الورقةِ ، حملق بِها بطرفة عين رأى ، إنها شقراء هيفاء في حوالي العشرين ، مموجة الشعر ، ذات وجهاً طفولية لكن متناسق القسمات ، وجنتان منتفختان - أنف دقيق ، مع وجه شديد الشحوب ، و عينان تعكسان أطياف ألواح خشبية فتلمعان بقوة.
نهضَ من مقعدهِ و وقف أمام النافذة يراقب تساقط المطر ، الذي يرتطم بالنافذة ،ِ التي تنمعهُ مِن الدخولِ كي يتغزل بمعشوقتهِ الشارِدة بالتفكير.
فرق شفتيهِ مُهمهماً للحديثِ واضع يدهِ داخل جيوب بنطاله ، مُغلِقًا عينهُ مُتنفسًا بعمقِ. قائلًا :
- عِندما تنتهين من سردكِ أخبريني.
همهمتْ كإجابة بسيطة و انغمستْ مُجدداً في التفكيرِ ، ابعدت شعرها عن عينها و حملتْ رأسها كي تُلقي نظرةً على الشاب الذي اختفى صوتهِ فور نطقهِ لأخر كلِمة.
تبسمت بلطف و عفوية بعد أن وقعت عينها على ذلك الطفل النائم على الأريكةِ بتعب ، تأملتُ وجههُ من بعيد. رأتْ فيهِ كُل شيء ، رُغم ملامح وجهه الحادة إلا و أنه لا يزال الطفل البريء في عينها.
جلستْ بجانبهِ لبرهة..أدركت من خِلال إطلاعها عليهِ عن كثب ، بأنه ناصع البيض كبياض الثلج أيام الشتاء ، وجه صارم -حاد المحيى - وجنتان منتفختان قليلًا ، مع وجود تجاعيد بسيطة بين حاجبيه ، أنف دقيقة لطيف ، يصاحبه وجهٌ كالأمواتِ و عينان رُغم إنها لم تراها ، إلا و أنها تُلاحظ لمعانِها من بين جفنيهِ الضعيفين.تبدو كالمعة النجوم في السماء.
راحتْ تحملُ ما كتِبتهُ بالأوراقِ و وضعتها على الرّفِ و بدأت تبعدُ التراب عن الرّفِ بأناملها الطويلة ، حتى عادتْ إلى الوضعيةِ السابقةِ ، أمسكتْ بيديهِ مُعلنةً بهدوء كي لا توقظهُ :
- أحبكَ سيهون. و سأظلُ كذلك.
نظرت اميرته عسلية العينين إلى الخاتم الذي يربطها بذلك الضابط فأرتفعت نصف ابتسامة بجانب شفتها ، تستعيد ذكريات تلك القصة التي طالت و طال معها الألم إذ هو تفنّن بخدش قلبها النّقي و راح ينسجُ من خيواط دماءها ثوباً
" بينما تسردين خيوط حكايات ذلك الذي يلقبُ نفسه ' zero ' ، أخبريه بكم هو كان حقيراً و مخادعاً و جعلكِ تعانين بسببه "
أزاحت الغصّة التي عرقلت تنفسها بعد ان حاربت كثيرا لإزاحتها منذ أن دخلت و بدأت سرد ما طواه الزّمن من حكايات. و تمتمتْ بهدوء
- ليس السبب بل أنا ، فأنا من ألفتُ شخصيته المُجرمة
أزاحت قرنيتها عن عينهِ و أطرقت رأسها بهدوء
- أرغب بأن أحادثكِ بشيء
رفعت عيونها و نظرت نحوه بفضول هادئ ليبتسم بخفة و يكمل
- أحبني مثلما كُنتِ تفعلين سابقاً ، فنظرتكِ لي تُذيب قلبي لا تجمده و كلما حاولت أخماده يشتعل بالمزيد
أوصدت عيناها تضغط على حدقتيها و ابتسمت له للمرّة الإخيرة قبل أن تستقيم و تغادر ، و من نصف طرفة عين اظهرت القليل من وجهها تتوسّد مقبض الباب تهمّ بالرحيل و غمغمت بغصة
-أخبرهم أنه كان وهم ، و هو مُجرد بطلًا خياليًا لا وجود له من الأصلٍ ، و أخبرهم بأني لم و لن أندم عليه ما حييت
- حسناً ، لا تقلقي
أجل تلك كانت الفتاة التي أحبّ كل صِفةٍ فيها و ارد أن يصوّرها باجمل ما يملك.
ربما لأنها تحمل جزءٍ منٖه ، شيئاً من شخصيته و ألما لم يتجرّعه سوى من مرّ بمراحل صعبة بحياته ، و مجدداً مثله.
.
.
.
.أنتهى التقرير.❤
ربي كون عجبكم 😳 فأنا تعبت بسبب كتابته 😆
مبرووووك لكاي و جيني ، ربي ينجبون طفل يشبه ماما سوهو 😥😏 بس بصراحة انقهرت ولله 😭😭😭
اياً كان البارت الاول بعد كثيررررر ، chapter رح يكون من صنع كاتبتين فانا ذكرتُ الرواية مشتركة بيني و بين فتاة 😥
و هذا مُتعب
المهم.. البارت بعد ٢٠ تصويت و ٢٠ تعليق و شكراً
أنت تقرأ
أنثْى طَاغِيّة
Fanfictionداخِل الظُلمةِ التْي لا نِهايةِ لها ، اشعلّتُ ضوءاً. سوفَ أفتحُ الباب الذْي حَجَزنيّ ، و أكثر حتى! اقفزْ نَحوَ المشهد. لقدْ شعرُتِ بالإثارةِ بِقلبي المُشتعِل. الكوابيس اللامتناهية التي ايقظتني مِن النومِ ، تَختفي عند العدِ إلى ثلاثة. انا اترك ما بد...