الإمتحان والبوناني

91 2 0
                                    


"لوين"، شاب ذو 22 سنة من العمر، له بشرة داكنة، وله من الطول حقه، طالب جامعي ويحضِّر للإمتحانات التي على الأبواب، صبيحة يوم 31/12/2018.

توجه كعاته -حاملا حقيبته التي تشبه فليزة العشابة- نحو المخبزة، عفوا نحو المكتبة؛ لما وصل إليها وجدها في حال ليس كحالها، هذا ماجعله يتعجب منها وجعل يدردش و نفسه طارحا عدة أسئلة:

كيف لها أن تكون هكذا؟

إن القاعة فارغة من الشخوص أو بالأحرى طلبة، الذين لا تجد مكان بجانبهم في أيام الامتحانات، كان "اللوين" إذا المكتبة متأخرا لا يجد مكانً حتى قرب الباب، لكن في يومه هذا الذي دون فيه التاريخ أن المكتبة خاوية ضفافها، كأنها حبلى وضعت مولودها، ذهب إلى مقعده المعتاد(البيرو)، ووضع أمامه موديلاته، وجعل السماعات في أذنه ثم بدأ يتهاوى مع "قارئة الفنجان"، بصوت "العندليب الأسمر"، بينما هو يقول: يا ولدي لا تحزن و "اللوين" ينذب حظه مع "الإسناد وأنواعه" و كذا يبكي "الحروف ومعانيها"، رغم ذلك لم يستسلم للحزن وأكمل يومه من العاشرة صباحا إلى حين الحادية عشر ليلا، بينما هو منته من جمع أوراقه وضمها إلى محفظته، دخلت فتاة تائهة في الجامعة(ظنها كذلك)، والغريب أنها تحمل في يدها شيء داخل علبة من الكرتون، اندهش "اللوين" و

قال لها:

واش انت تالفة ولا كتسناي شي حد.

فردت بصوت مليئ بالثقة لا، لست تائهة على العكس من ذلك لقد جئت وأنا متأكدة من الطريق، فلما سمعها ظنها تنتظر أحدا، لهذا التفت وسار نحو الباب الكبير للمكتبة(الهول)، نظرت إليه الفتاة ونادته باسمه.

وا الصْكَعْ، نظر إليها متعجبا!!

هل تناديني ..

قالت: نعم أنا ذهبت وأتعبت نفسي وجئت بحلوة لكي أحتفل معك، بينما تتابع حديثها حتى قال لها كيف عرفتني وهل تعرفينني؟ فقالت له:

كنت أظن أنني والوحيدة التي ستظل في المكتبة، لكن عندما رأيتك أيقنت أنك لن تذهب لهذا ذهبت واشتريت حلوى، وجئت لكي أحتفل وإياك برأس السنة، بالرغم من أنه لا يحتفل برأس السنة؛ جلس وأكل معها، لم يستطع أن يقول لها بأنه لا يحتفل خوفا من جرح مشاعرها، ولما انتهى من الاحتفال خرج والفتاة لكي يوصلها إلى منزلها، بينما هو في طريقه إلى "البستان"، اتصل به أحد أصدقاءه وقال له إنهم في مأزق حقيقي، لأنهم كانوا يحتفلون وجاءت الشرطة، وأخذتهم إلى مخفرها، ذهب "اللوين" مع الفتاة إلا أن دخلت منزلها، ثم توجه مع ١٢:٣٠ إلى مخفر الشرطة، طلب الشرطي وترجاه حتى تركهم يذهبون معه، ولما كان آتيا وجدها تتمشى قرب الشاطئ، ويدها في يده.


إلى صاحبة الخمار الأسودWhere stories live. Discover now