صيحة الديك

47 3 0
                                    

تشابهت الوجوه، وأصبح الكل 

تائه بين الكل، والصراخ عم المكان، ذهبت أبحث عنهم، لا أحد يجيب ولا يرد لي 

صيحا من صيحاتي، بعدما يئست من مناجاة الفراغ، حملت حقيبتي

 فوق ظهري وتوجهت نحو الحافة، حاولت التشبث ببصيص الأمل المتبقي لدي؛ فوق الحافة أنظرت الحافلة قادمة، هاوية على يميني وشمالي، كأنها "تيشكا"، لو انزلقت قدمي

 لأصبحت من المبعوثين، جاءت الحافلة ثم تصلقت جذرنها، توجهت بي نحو الجحيم، بعد سفر بفوق السنة؛  بلغت غايتي، وجدت مسقط رأسي مليء بالدجاج؛ حتى ظننت أن أقاربي قد تحولوا دجاجا وديكة، والغريب أنني عطشت من شدة الحرارة، لهذا احتجت الذهاب إلى الجب طالبا الماء، والأغرب أن الديك صاحب الرجلين الحمروتين والعنق المثلوج(ليس فيه ريش)،من يقسم الماء على العبيد(البشر)، وكذلك مناصب الجحيم، كل مورد عيش يمتلكه ديك من نوع، وكل ديك يؤمن المعيش للآخر والبشر يشتغلون عبيد عندهم؛ ضحكت من تعجبي بهم وحزنت لما صرنا إليه؛ توجهت عند جدي -شيخ كبير في السن- سألته عن سبب هذا التغير، فحكى أنه قبل عقد من الزمن، كان هناك قبيلة تعرف بتربية الدجاج، وكان أصحابها من أغنى أغنياء البلاد، وجاءت حملة لتهجير العبيد فلم يكن هناك عبيد لديهم، لهذا هجر الأغنياء وتركوا دجاجهم في الأقفاص، لما جاع الدجاج خرج يبحث عن قوُتِه؛ لكن قبل ذلك تعهدو أن يجعلوا البشر يعانون لهذا ساروا على هذا الحال....

حمزة إراوي

إلى صاحبة الخمار الأسودWhere stories live. Discover now