-أشعر بريبة في حديثك هذا.
قالتها سطورة متخوفة.فهمس شفر: ألم أقل لك يومًا؟
لوما متسائلًا: وماذا قلت؟
فأجاب شفر: قلت أنك لن تسكت و ستلجأ للإنتقام لتضمن عودة مكانتك، لكني كنت تراجعت عن قولي هذا.
فتابع لوما: ولِمَ تسميه انتقامًا؟ إنه إعادة لتصحيح الأوضاع.
تسآلت جمجم: ماذا تريد بالضبط؟
أجاب لوما بحقد: أريد تأديب تلك الأقلام، ولكل منكم دوره، هلموا وانصتوا إليّ....
في الليل بعد نوم الجميع، ستتسللين أنتِ يا جمجم وتقومي بمحو كل ما كتبته تلك الأقلام البغيضة، أما أنت يا شفر فستقوم بتقليمهم كلهم تمامًا، وأنتِ يا سطورة تراقبين الموقف وربما احتاجوا إليكِ لفتح علبة الأقلام تلك.صاحت سطورة بغضب: ماذا تقول يا لوما؟! هل جننت؟
تابعت جمجم: إنك بذلك تنتقم من صديقتنا شهد وليس من الأقلام؛ فهي من كتبت وتعبت في الكتابة، صحيح قد استخدمتهم لكن هذا عملها وأنت تود بذلك إحباطه.
فقال لوما ويزفر بعداوة: إذن لها ما تستحق، أليست هي من فضلتهم عليّ؟ إذن فلتجني ثمار ما زرعت.
صاح شفر: معذرة! أنا لن أفعل هذه الفعلة المشينة إطلاقًا.
وتابعت جمجم: وأنا كذلك، لن أفعل.
أكملت سطورة تحاول نصحه: كلنا لن نفعل تلك المهزلة، راجع نفسك أخي ولا تجعل الإنتقام يعميك عن أسس ومكارم الأخلاق.
فصاح لوما بعداء: من لم يكن معي سيكون ضدي.
تنهدت سطورة ثم قالت بقلة حيلة: لن نقول إلا راجع نفسك الله يهديك ويصلح حالك!
وانصرف الجميع تاركوه وحده لعله يراجع نفسه.
لكن هيهات لقد عقد النية على الإنتقام، فإن لم يساعده أحد فلا يهم، سيفعل وحده كل شيء ثم يعود مجددًا عليهم فينتقم منهم هم أيضًا لأنهم قد خذلوه، من وجهة نظره.
ظل لوما وحده يفكر كثيرًا فيما يمكن فعله بمفرده... حتى تآتت له الفكرة.
في المساء انتظر حتى انتهت شهد من واجباتها و قد وضعت أدواتها فوق المكتب ولحسن حظه أن إحدى تلك الأقلام كان بداخل كراسة الواجب.
تسلل لوما في خلسة بعد أن تأكد من نوم الجميع، ذهب ناحية الكراسة ودفعها بصعوبة لفتحها حتى فتحها بعد مجهود شاق ثم وقف على صفحاتها وبدأ يخطط ذهابًا و إيابًا يمينًا و يسارًا لأعلى وأسفل.
لكن الأمر كان صعبًا له وحده فرغم كل ذلك المجهود الشاق لم يحدث إلا بضع شخبطات قليلة ثم جلس يتلاقط أنفاسه...
محدثًا نفسه قائلاً وهو يلهث: إن- الأمر -شاقًّا -حقًا.لكن لم يأبه لصوته أنه مسموع مما جعل (قلقل) أحد الأقلام الجديدة ينتبه إليه.
صاح قلقل: ماذا يجري هنا؟
أجابه لوما بحقد: وما شأنك أنت أيها الدخيل؟!
صاح قلقل بغضب وهو ينظر لما فعله لوما: يا ويلتي! ماذا فعلت يا هذا؟
لوما بكرهٍ شديد: قلتُ وما شأنك؟ دعني وإلا دفعت بك لتلقي أسوء مصير يمكن لك أن تلقاه.
صاح قلقل: لن أدعك تفعل مكيدتك أيها الوغد!
صاح لوما بتكبر: أنا لوما! ولست بوغد، لقد سرقتم صديقتي.
قال الأخيرة بحزن، فتابع قلقل: بل أنت إنسان مريض و حقود لا تحب إلا نفسك، كيف تكون صديقتك وتفعل معها هكذا؟!
فصاح لوما: لا شأن لك بما أود فعله أغرب عن وجهي.
فدفعه لوما فلم يكن من قلقل إلا أن يدافع عن نفسه هو الآخر، فرد عليه دفعته وأخذا يتدافعان حتى سقط اثنانتهما من فوق سطح المكتب، فصرخا متألمين فارتفاع المكتب بعيدًا عن الأرض، والإرتطام كان قويًا لكن لم يشعر بهما أحد و ظلا ملقَين أرضًا حتى الصباح، ربما تزحزح قلقل قليلًا و تنحّى جانبًا بعكس لوما.
كان لشهد أخًا صغيرًا وقد دخل الحجرة صباحًا ولاحظ ذلك القلم الملقى أرضًا فأخذ يعبث به يدق به ويقضم فيه بأسنانه الصغيرة، إنه لوما بين أسنان الصغير! فلم يعد قادرًا حتى على الصراخ! ياإلهي هذه النهاية التي يستحقها.
دخلت شهد حجرتها ففزعت ماوجدته وبسرعة نزعت لوما من بين يدي أخيها بعد ما تحطم كثيرًا فأخذته وجلست على المكتب وتفتح الأدراج هنا وهناك، حتى أحضرت شريطًا لاصقًا فلصقت به لوما ثم وجدت شريطًا يلف به الهدايا فلفت به لوما و ربطته بشكل مُزيّن ثم علّقته أمام مكتبها وابتسمت إليه.
انتبهت شهد لكراستها ولتلك الشخبطات القليلة فمحتها بجمجم وقد ظنت أنه أخيها الصغير ثم أخذت تبحث عن قلقل حتى وجدته و وضعت القلم والكراسة بداخل حقيبتها.
ثم التفتت للوما مبتسمة ومربتة عليه برفق وهو معلّقًا فقالت: هكذا أفضل كثيرًا.
ثم انصرفت ذاهبة لمدرستها.اجتمع أصدقاء لوما بعد الذي حدث.
فقال لوما على استحياء: أشعر بالخزي الشديد.تابعت سطورة: لا عليك أخي، المهم قد تكون تعلمت الدرس، فمن حفر حفرةً لأخيه وقع فيها.
فأومأ لوما: أجل، لكن رغم كل آلامي فأنا سعيد من رفق صديقتي بي، انظري لهيئتي الجديدة، رغم كوني لن أكون قادرًا على الكتابة بعد ذلك الوقت.
قال شفر: المهم أنك بخير ولازلت معنا، وتأكدت أن الجميع لازال يحبك.
وأسرعت جمجم قائلة: ولا تنسى الإعتذار لقلقل.
فأومأ لوما قائلًا: حسنًا سأفعل حين عودته لاحقًا.
تمت🌷
NoonaAbdElWahed
![](https://img.wattpad.com/cover/174081771-288-k836096.jpg)
أنت تقرأ
(علبة أقلام )By :Noonazad
Short Storyالغيرة عندما تتمكن من النفس تتحول لشيءٍ بشع ربما مزيج من مشاعر الكره والعناد والعدوان February 2019 #NoonaAbdElWahed #Noonazad