الفصل الاول
في إحدى القرى كانت تقطن عجوز وابنتها
العشرينية في كوخ لا يكاد يسعهما لصغره ،ولسوء
الحظ كانت الشابة حنان مقطوعة من شجرة
فلم يبقى لها سوى والدتها ،فقد صارت تدعي ربها
ليلا ونهارا ليطيل في عمرها ،في أحد الأيام وبينما
هما في الحقل يغرسان ما يقتاتان منه في المستقبل،
إذ ٱصيبت الأم العجوز بآلام شديدة في قلبها
فبدأت تصرخ:إلحقيني يا ابنتي حنان.... أسرعي.....
هرولت حنان وساعدتها للدخول إلى الكوخ.
أحست حنان بأن الأجل يريد أخذ ٱمها،فأخرجت
مادخرته أمها من بيع الخبز وأحضرت طبيبا فوصف
لها دواءا لعلاجها.
في هذه المرة أيضا لم يقف الحظ في طريقها ،
فمبلغ الدواء كان باهضا ، ولم تحلم حنان يوما
في جمعه فالتجأت إلى شيخ القرية لعله يساعدها،
ولكن في تلك الفترة كانت تمر على معظم مناطق
الجزائر فترة عصيبة،ما عدا بعض المناطق الشمالية
فلم يستطع الشيخ إلى الدعاء لها بالشفاء ،فعادت
حنان خالية الوفاض وما إن التقت عيناها بعيني
أمها تذكرت ما كان يبدر منها من رفض عندما كانت
تطلب منها ٱمها مساعدتها بل وتتمرد عليها أيضا فطلبت أن تسامحها على كل ما بدر منها،
عندما رأت الأم إبنتها على هذه الحال
قالت:إني قد سامحتك يا ابنتي ،لأني ٱحس أن الله سيأخذ أمانته قريبا.
ردت حنان:لا تقولي هذا يا ٱمي،أرجوك لا تقوليها.
أردفت الأم:عديني يا حنان بأن لا تمدي يدك إلى
الناس بل حاولي أن تبني نفسك بنفسك فاليد العليا
تبقى دائما أغضل من اليد السفلى.
نامت الأم وبقيت حنان جالسة على كرسي بجانبها
إلى أن أذن الفجر ،فحاولت الشابة إفاقة ٱمها للصلاة
قالت:أمي ...يا أمي ....هيا حاولي أرجوك....امي...
أرجوك لا تذهبي ...لا تذهبي فلم يبقى سواك ...هيا
أفيقي أعلم أنك تمازحينني.
عم الصمت وانطفأت الشمعة فلم تجد حنان الجواب
الشافي ،فأعلنت فشلها أمام لعبة القدر.
أنت تقرأ
فتاة ريفية
Romanceهي فتاة ريفية تعيش مع أمها ولكن تستيقظ في أحد الأيام لتجد نفسها وحيدة بدون أي معين في هته الحياة القاسية ماذا تفعل ؟؟؟وإلى أين تلتجئ؟؟؟